قتيل ومصابين اثنين أشخاص جراء اشتباكات في البريقة بعدن      تحذير من صفقة فساد لإعادة تأجير ميناء عدن للإمارات     إعادة طاقم السفينة (توتور) الفلبيني لبلده بعد هجوم الحوثيين     سنتكوم: تدمير 4 أنظمة رادار ومسيرة وقارب للحوثيين في 24 ساعة     واشنطن تعلن فرض عقوبات على 3 أشخاص و6 كيانات تدعم الحوثيين     الطيران الأمريكي البريطاني يشن 9 غارات على الحديدة وجزيرة كمران     الحوثيون يتهمون الأمم المتحدة بـ"عدم الالتزام بمواثيق عملها" في اليمن     الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وسفينتين     العليمي يؤكد المضي في الإجراءات الاقتصادية ويتهم الحوثيين بارتكاب تجاوزات خطيرة     الجيش الأميركي يؤكد إخلاء طاقم سفينة أوكرانية أصيبت بصواريخ حوثية بعد عجزه عن إخماد الحريق     الحوثيون: لدينا خيارات مناسبة لمواجهة كل محاولات التصعيد ضدنا     البحرية البريطانية تعلن وقوع انفجارين قرب سفينة قبالة المخا     جماعة الحوثي تعلن غرق سفينة فيربينا بخليج عدن بعد استهدافها بصواريخ     الحكومة تعلن فتح طريق ثان من جانب واحد     استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين اليمن والكويت بعد توقف 9 سنوات    
الرئيسية > تقارير

في ذكرى الإنقلاب.. السعودية والإمارات ودورهما في إسقاط صنعاء بيد الحوثيين (تقرير خاص)


محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ( ارشيفية )

المهرة بوست - خاص
[ السبت, 22 سبتمبر, 2018 - 11:08 مساءً ]

21 سبتمبر 2014، اليوم الأسود في تاريخ اليمن، الذي لم ولن ينساه اليمنيون. إذ من الصعب أن يغادر هذا اليوم الذاكرة، بل ستتوارثه الأجيال، فهو اليوم الذي سيطرت فيه مليشيا مسلحة، على كامل مؤسسات الدولة؛ بما فيها المؤسسة العسكرية، وفرضت واقعا مغايرا على الأرض، وأعادت تشكيل الخارطة السياسية، على الأقل؛ حتى اليوم.

فهذا اليوم، كان ولا يزال جرحا غائرا في نفوس اليمنيين، يتذكره اليمنيون كل عام، خصوصا وأنه جاء على بُعد أيام قليلة فقط، على ذكرى الثورة الأم، 26 سبتمبر 1962 اليوم الذي أعلن عن قيام الجمهورية العربية اليمنية، في شمال اليمن.

ومنذ أربع سنوات وحتى اللحظة، لا يزال السؤال الذي يطرح نفسه على اليمنيين، هو: كيف سقطت صنعاء بيد الحوثيين؟ ومن أبرز الداعمين للحوثي، في إسقاط عاصمة اليمن بأيديهم؛ لتعلن بعدها إيران بأيام، أن صنعاء باتت هي العاصمة الرابعة التي تحت سيطرتها!

ورغم عاصفة الحزم التي أعلنتها السعودية، ضد الحوثيين وحليفهم صالح سابقا، في أواخر آذار/مارس 2015؛ لإستعادة الشرعية؛ إلا أن الجميع في اليمن، وإن بصوت خفي غير مُعلن، يؤكد الدور الكبير الذي قامت به السعودية والإمارات في دعم الحوثيين للإنقلاب على السلطة في اليمن؛ للتخلص مما أسموه بقوى النفوذ القبلية والعسكرية والدينية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على يُسمى بحركة (الإخوان المسلمين).

النموذج المصري

بدأت التحركات الحوثية، لإسقاط العاصمة صنعاء، وذلك على إثر الإنقلاب الذي حدث في مصر، في الــ 30 من نوفمبر 2013، حين زُجّ بالرئيس محمد مرسي في السجن، وعُين بدلا عنه وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي خلفا له.

مثّل نجاح الإنقلاب في مصر، فرصة كبيرة أمام الإمارات والسعودية، اللتان كانتا الداعم الأبرز للإنقلاب في مصر، لمحاولة تطبيق ذلك النموذج في اليمن؛ رغم اختلاف واقع الدولتين بشكل كامل، وذلك بالنظر إلى ما أحدثته ثورة الــ 11 من فبراير.

حينها بدأت التحركات الحوثية في دماج، لإخراج السلفيين، من ذات المنطقة التي تتهم بالإرهاب، بدعم من السعودية. وبعد بضعة أشهر من الحرب بينهما، تم الاتفاق بين الحكومة والحوثيين والسلفيين على إخراجهم من دماج، وذلك بالتزامن مع إنتهاء مؤتمر الحوار الوطني، الذي شارك فيه الحوثيين، وتحديدا في الــ 25 من فبراير 2014.

ولم يكد يصل السلفيين إلى صنعاء، حتى بدأ الحوثيون في شن حروب أخرى في كتاف وعمران، تكللت تلك الحروب بتفجيرهم منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، في منطقة الخمري، في محافظة عمران، قبل أن يتوجهوا إلى مدينة عمران لإسقاط معسكر القشيبي، حيث شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين، انتهت بمقتل العميد حميد القشيبي، في يونيو 2014.

الجرعة وسقوط صنعاء

لم يمض سوى أقل من شهر على سقوط عمران بيد الحوثيين، ومقتل العميد القشيبي قائد اللواء 310، حتى أعلنت الحكومة رفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية، وكان هذا القرار بمثابة القشة التي قصمت ظهر العاصمة صنعاء واليمن عموما.

إذ أتخذها الحوثيون مبررا لدخول صنعاء لإسقاط الجرعة، والحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. حيث جاء إعلان الحكومة لرفع أسعار المشتقات النفطية بعد أن دخلت في عجز كبير، ورفض السعودية والإمارات دعمها رغم محاولة الرئيس هادي ذلك.

لكن شراكتهما في إسقاط صنعاء، وتنسيق التحركات الحوثية، لإسقاط ما يُسمى بالجرعة، مع التسهيلات التي كانت تقدمها معسكرات الحرس الجمهوري التابعة لنجل صالح والموالي للإمارات، للحوثيين، وكذا رفض السعودية والإمارات دعم الحكومة لتغطية العجز التي تعانيها، فضلا عن اللقاءات المستمرة والمتواصلة التي كانت تعقد بشكل يومي، بين الحوثيين ممثلة برئيس مكتبها السياسي السابق صالح هبرة، والسفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، كل تلك المعطيات أفضت إلى سقوط صنعاء بيد الحوثيين.

بدأ إسقاط صنعاء، عبر إقامة مخيمات حوثية، بجوار المعسكرات المحيطة بالعاصمة صنعاء، وبواباتها المختلفة. جنوبا بالقرب من معسكر السواد التابع لما كان يُعرف بالحرس الجمهوري الذي كان يديره نجل صالح المقيم في الإمارات، وغربا بالقرب من معسكرت الصباحة، التابع لنجل صالح أيضا، تكللت تلك الحشود التي كانت من أنصار صالح والحوثيين، في إسقاط صنعاء بيد الحوثيين، وتلاشي الدولة، وضياع هويتنا الوطنية حتى اليوم.

ولعل من المهم، الإشارة هنا إلى أن إنسحاب حزب الإصلاح من المواجهة التي كانت تعدها الإمارات والسعودية بينهما في صنعاء، وخروج الحوثي باتجاه المحافظات اليمنية، وصولا إلى عدن، مثّلا ضربة قاصمة في إفشال مخططات السعودية والإمارات، اللتان وجدتا أنفسهما في فخ عميق، خصوصا مع تزايد الرحلات التي كانت تقام بشكل إسبوعي بين اليمن وطهران بعد الإنقلاب، وصلت بحسب إحصاءات 14 رحلة إسبوعية.
 
 أسرار ومفاجئات

في الــ 10 من الشهر الجاري، كشف ياسر اليماني المتحدث باسم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، كثيرا من الأسرار والمفاجآت حول الأطراف التي سهلت دخول جماعة "الحوثي" إلى العاصمة صنعاء، وكيف تم تطويع المؤتمر وهادي "لتنفيذ الأوامر بقصد القضاء على حزب سياسي". 

وقال اليماني، في مقابلة مطولة نشرتها  وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الجميع ساهم فيما وصل إليه اليمن، فالمؤتمر الشعبي العام (الذي كان يرأسه صالح) ساهم بدرجة أساسية وكذلك السعودية والإمارات، في وصول الحوثيين إلى صنعاء".

وأضاف اليماني: "علينا مراجعة تصريحات محمد ناصر وزير الدفاع اليمني السابق بعد عودته من الإمارات قبل سقوط صنعاء وعمران وتصريحاته لوسائل الإعلام بأن الجيش اليمني على الحياد، فكيف يكون الجيش على الحياد ومعسكرات الدولة تقاتل المليشيات؟ والحقيقة أن الإمارات رتبت لسقوط عمران بذريعة إسقاط حزب التجمع اليمني للإصلاح". 

وكشف القيادي السابق أنه "كانت هناك أخطاء كبيرة وتاريخية، وعن نفسي كقيادي مؤتمري ووكيل الأمانة العامة لحزب المؤتمر سابقا ومتحدث باسم الرئيس السابق وباسم المؤتمر، كنت أحد القيادات المعارضة للتحالف بين الحوثيين وحزب المؤتمر، وعارضنا بشدة من البداية، لكن المشكلة أن المؤتمر الشعبي خدع في هذا التحالف الذي أمنت علية الأمم المتحدة وبرعاية أممية، عندما اقتحم الحوثيون صنعاء في العام 2014، وقتما كان المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر".  

وقال: كنا نتمنى ألا يضع الأشقاء اليمن في هذا الموضع، حيث كان الرئيس السابق على مدار 33 عاما على علاقته بالأشقاء العرب، كنا نتمنى ألا يساهموا في سقوط اليمن، كان يمكن أن تحاكم حزب أوجماعة أو أي طرف ديني بعيدا عن المجيء بعناصر موالية لإيران وحزب الله وتفرض أجندة على اليمن واليمنيين.  

ولفت اليماني إلى أن "الإمارات ساهمت بشكل كبير فيما وصلت إليه الأمور في اليمن، فهى من أقنعت الرئيس السابق علي عبد الله صالح بهذا السيناريو الذي يعيشه اليمن اليوم، أقنعته بالتحالف مع الحوثيين بزعم إسقاط الإخوان أو الإصلاح، فابتلع الطعم وكذلك الرئيس هادي". 

وتساءل: "لماذا تقبلت السعودية سقوط صنعاء، وأن يخرج علينا عبد الكريم الإرياني نائب الرئيس هادي، والمبعوث الأممي جمال بن عمر بعد اقتحام دار الرئاسة والتلفزيون والأماكن السيادية، وقالوا إنهم ذهبوا مع قادة الحوثيين للتوقيع على مبادرة السلم والشراكة بدار الرئاسة، في الوقت الذي لم يكن هناك سلم أو شراكة بعد أن أسقطوا اليمن والعاصمة بالسلاح، فكيف يخرج الارياني ليبارك هذا الأمر تحت ظلال البنادق ويطلق عليه اتفاق السلم والشراكة". 

وزاد: "كان دخول الحوثيين إلى صنعاء انقلابا أساسا على المبادرة الخليجية، اتفاق السلم والشراكة الذي تم التوقيع عليه بعد دخول الحوثيين العاصمة صنعاء لم يتطرق بكلمة واحدة إلى المبادرة الخليجية، هذا يعني أن الجميع ساهم في إسقاط الدولة وسيدفع الجميع الثمن (…) أتحدث عن شهادتي على ما حدث  فالسعودية والإمارات هم من فرضوا على الرئيس صالح أن يكون داعما للميليشيات الحوثية عن طريق الحرس الجمهوري وقيادات المؤتمر، بأوامر إماراتية بحتة". 

اتهامات متبادلة

قبل انطلاق عاصفة الحزم بنحو إسبوعين، وتحديدا في الــ 5 من مارس 2015، تبادلت السعودية والإمارات إتهامات حول من المسؤول عن سقوط صنعاء بيد الحوثيين؟

حيث حمّلت السعودية الإمارات مسؤولية سقوط صنعاء بأيدي الحوثيين، مشيرة إلى وجود أدلة موثقة تؤكد تورط الإمارات في دعم الحوثيين.

وقال تقرير نشرته صحيفة «شؤون خليجية» حينها، إن «السعودية أدركت في وقت متأخر خطأ ترتيباتها الخاصة باليمن، مما جعلها تعدل من سياساتها تجاه اليمن، وتعلن صراحة رفضها سيطرة جماعة الحوثي علي العاصمة اليمنية صنعاء، حيث جرى عقد جلسة سريعة لمجلس التعاون الخليجي خرجت منه بإجماع الدول الخليجية على رفض الاعتراف بالانقلاب الحوثي في اليمن».

وأوضحت المصادر السعودية أن المملكة سارعت بالتعبير عن رفضها للدور الإماراتي في اليمن، حيث حملت الرياض أبوظبي مسؤولية ما آل إليه الوضع باليمن، خاصة وأن الرياض لديها أدلة موثقة على السماح بسقوط صنعاء بيد الحوثيين بدعم إماراتي، لا سيما وأن السفير اليمني لديها هو أحمد نجل علي عبدالله صالح، الذي كان يدير خلية موجهة من الإمارات لإسقاط الدولة اليمنية.

وأشارت إلى أن ولي العهد وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، واجه ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد خلال زيارته للمملكة، بمعلومات تفيد رفض أبوظبي أكثر من مرة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي، إجراء لقاءات مع مسؤولي الإمارات بوساطة دول خليجية، إلا أنه فشل في ذلك، بسبب تعنت المسؤولين الإماراتيين وطرحهم شروطًا تعجيزية لمقابلته كانت تصب أساسًا في مصلحة الحوثيين.

وأكدت المصادر، أن الرياض حمّلت كذلك أبوظبي مسؤولية فشل الحوار الوطني ولجنة الدستور الاتحادي، عندما طلبت مباشرة وقف مسودة دستور جمهورية اليمن الاتحادية، وهو ما لقي دعمًا من حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه صالح وجماعة الحوثي، اللذان عبرا عن رفض مشروع الأقاليم دون سبب مقنع سوى التنسيق مع أبوظبي لإفشال الحوار.

وذكرت أن الرياض طرحت خلال اللقاء، ملفاً مدعماً بوثائق ومستندات يثبت مشاركة مسؤولين سياسيين وأمنيين من دولة الإمارات في دعم الرئيس السابق علي صالح ونجله أحمد، للقيام باستقطابات في الجيش والأمن اليمنيين، وبناء شبكات إعلام، واستمالة واستقطاب وجهاء القبائل.

كما تضمنت الوثائق تنسيق صالح ونجله مع الإيرانيين بشكل متواصل ومع الحوثيين، وأن مسؤولين إماراتيين شكلوا حلقة وصل بين الأطراف الثلاثة: صالح والحوثي وإيران، من خلال زيارات متبادلة بين مسؤولين إماراتيين وقيادات حوثية وقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام، تمت في صنعاء وأبوظبي، وكان الهدف منها إسقاط الدولة بيد علي عبد الله صالح والحوثيين، بعدما قدمت الإمارات تمويلات ضخمة تقدر بملايين الدولارات، واستمرار تلك الاتصالات بين أبوظبي ونجل صالح والحوثيين حتى الآن.

ونوّهت المصادر بأن نتيجة هذا الدعم الإماراتي لم تكن القضاء على حزب الإصلاح اليمني، بقدر ما كان إعطاء موطئ قدم جديد لإيران على حدود دول منطقة الخليج، ليصبح لها عاصمة رابعة في المنطقة، تطوق من خلالها دول الخليج وخاصة السعودية، الأمر الذي يمثل تهديدًا وجوديًا للممالك والإمارات الخليجية في المنطقة.

 



مشاركة الخبر:

تعليقات