الرئيسية > تقارير
مخاوف اليمنيين من أطماع "الإمارات" تقتل رغبتهم في تحرير الحديدة من الحوثيين.. "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 21 سبتمبر, 2018 - 08:42 مساءً ]
تسعى الإمارات منذ بدء تدخلها في اليمن تحت ذريعة استعادة الشرعية اليمنية، إلى إنشاء كيانات موازية تعمل خارج إطار الشرعية، دافعة تلك الكيانات نحو السيطرة على الشريط الساحلي لليمن، في مسعى منها لتعطيل حركة الملاحة اليمنية وتنشيط موانئها بصورة ذاتية على حساب موانئ اليمن، وفقا لمراقبين.
وبعد سيطرتها على عدن ورعاية الفوضى هناك عبر أدواتها في المجلس الانتقالي الجنوبي، وإثارة معركة في سقطرى لذات السبب، بقيت الحديدة محط أنظار الأطماع الإماراتية منذ الوهلة الأولى، معلنة للمرة الثالثة الهجوم على المدينة ومينائها من عدة محاور.
وعلى الرغم من بطش مليشيات الحوثي بهم على مدى أربعة أعوام، الا أنهم لا يرون في وصول التحالف خيرا، بعد الوقائع التي تشهدها مناطق الجنوب ومدينة تعز، حيث الفوضى والاغتيالات وتقويض الشرعية التي تقول الإمارات، ثاني أكبر دولة مشاركة في التحالف بعد السعودية، أنها جاءت لاستعادتها.
إلا أن الكثير من الناس في الحديدة أبدوا تخوفا كبيرا من أن النموذج الإماراتي في عدن، سيتكرر في الحديدة إذا انتهت المعركة بسيطرة القوات المدعومة من الإمارات على المدينة الساحلية ومينائها الاستراتيجي، وباتو يرون بأن التجربة الإماراتية في عدن تجربة مقيتة ينبذها البعيد قبل القريب.
خوف متراكم
رجل أعمال في المدينة -طلب عدم ذكر اسمه-قال إن الوضع في الحديدة لا يحتمل التجربة الإماراتية التي رآها المواطن اليمني في عدن وتعز، موضحا بأن الخوف من التجربة الإماراتية يدفع بالناس هناك "تمني عدم وصول القوات المدعومة اماراتيا إلى المدينة".
وأضاف رجل الأعمال في تصريحات لـ "المهرة بوست": "كانت عدن بالنسبة لنا قطاعا تجاريا مهما، لكنها وبعد دعم الإمارات للمجلس الانتقالي الجنوبي ومليشياته؛ صارت مكانًا سيئًا لأي عمل تجاري وتم تضييق الخناق على رجال الأعمال، كما تم منع الجميع من استيراد البضائع بشكل مستمر، الأمر الذي سبب لنا عجزًا تجاريًا بشكل مخيف ودفعنا لمغادرة العاصمة التجارية لليمن".
وأشار الرجل إلى "أنه من الممكن أن يقف أبناء الحديدة مع القوات القادمة لتحرير المحافظة، ولكن بصورة قانونية وتخضع لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي".
احتلال لسواحل اليمن ..
الباحث والخبير العسكري "عبدالله جابر" أكد بأن لدى الإمارات قناعة تامة بالأهمية الاستراتيجية لشواطئ اليمن، وسواحلها الواقعة على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن خصوصًا إذا تم تحريرها من الحوثيين، وبقوات لا تنصاع للدولة اليمنية بقيادة هادي".
وقال الباحث "إن معركة الحديدة تعود إلى صراع إقليمي بين قوى مختلفة تسعى لتصفيتها على الأرض اليمنية، خصوصًا أن الشرعية التابعة لهادي شرعية لا قوة لها، الأمر الذي يجعل الناس يشعرون بالقلق من أي خطوة إماراتية هنا أو هناك".
وتابع جابر: "التجربة الإماراتية تجربة لا يمكن لها أن تكون ناجحة إلا في حال توافقت مع رؤية الرئيس الشرعي عبدربه، أما بقاء الحال هكذا فهذا يعزز من دور الإمارات السلبي، والذي يجب أن يظهر للعلن كخلاف مستمد جذوره من حالة الاحتلال التي تسعى الإمارات إلى تطبيقها في اليمن".
وجود تحت غطاء الشرعية ..
الصحافي والكاتب "عبدالاله الحود" يرى "بأن الإمارات تسعى من خلال معركة الحديدة إلى السيطرة على المدينة، وتعطيل مينائها، وجعلها ساحة جديدة تمارس فيها عبث شبيه بما تمارسه في عدن وسقطرى وغيرها من المدن والمحافظات الخاضعة للشرعية".
الحود أشار في تصريح لـ"المهرة بوست" إلى جزئية "أن الإمارات عضوا في التحالف الذي تقوده السعودية والذي تمثلت أهدافه بإعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي، وبهذا فهي ملزمة كما هي ملزمة السعودية بالهدف المعلن، ورغم دعمها للفوضى في عدن وغيرها يظل وجودها مرهونا لقرار الشرعية".
تجاهل التحذيرات الدولية ..
ورغم المطالبات الدولية المتواصلة بتجنيب مدينة الحديدة حرب شوارع مكلفة كثيرا، إلا أن رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي ظهر من أبوظبي في مقابلة له مع وكالة رويترز يوم أمس الخميس 20 سبتمبر/أيلول، ليؤكد استمرار العمليات العسكرية في الحديدة حتى السيطرة على المدينة، وذلك بعد يومين من إعلان وكالة الأنباء الإماراتية بدء عمليات من عدة محاور للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة.
وعلق الصحفي "زكريا الشرعبي" على تصريحات الزبيدي بالقول: "الحديث عن معركة الساحل الغربي من قبل عيدروس الزبيدي، الذي لا يعترف بقرارات هادي ويتلقى أوامره من الإمارات مؤكدا إضافيا على أن الهجوم على الحديدة يأتي في إطار المشروع الإماراتي لاحتلال الموانئ والجزر اليمنية".
وأضاف الشرعبي في تصريحات لـ "المهرة بوست": "بينما تزعم الإمارات أنها تحارب لأجل الشرعية، هي تجاوزتها، وخير مثالين على هذا التجاوز، في يونيو الماضي بعثت الإمارات رسالة الى واشنطن تطلب دعمها لاحتلال الحديدة، وقبل أيام أيضا بعثت برسالة اخرى الى مجلس الأمن تؤكد فيها أنها ستحتل الحديدة".
واختتم الشرعبي حديثة بتأكيد: "الإمارات بعثت هاتين الرسالتين وليس هادي، ألا يكفي هذا للتأكيد أن المعركة لتحقيق المطامع الإماراتية فقط ؟".
وكانت قوات العمالقة المدعومة من الإمارات، أكدت الدفع بتعزيزات عسكرية إلى ضواحي مدينة الحديدة استعدادا لاقتحام المدينة، وسط نزوح أكثر من 76 ألف اسرة من المدينة منذ يونيو/ حزيران الماضي، وفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة.
مشاركة الخبر: