الرئيسية > تقارير
ما دلالات عودة اعتصامات المهرة ؟ وإلى أين تسير؟ (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 18 سبتمبر, 2018 - 08:10 مساءً ]
بعد انكشاف أجندات السعودية والإمارات في محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن، ونقضهم للاتفاق المبرم مع أبناء المهرة المعتصمين، عادت الاعتصامات المطالبة بإخراج القوات السعودية بعد انتهاء المهلة التي حددتها لجنة الاعتصام، إثر الاتفاق الذي ابرمته اللجنة مع الجانب السعودي والسلطة المحلية في المحافظة.
مئات المواطنيين من أبناء محافظة المهرة توافدوا إلى ساحة الاعتصام بمنطقة المسيلة أمس الاثنين، استعدادا لاستئناف الاعتصام ضد التواجد العسكري السعودي.
وكيل محافظة المهرة السابق، الشيخ علي سالم الحريزي، قال إن عودة الاحتجاجات تأتي تماشيا مع دعوة لجنة الاعتصام إلى رفع تعليقه الذي استمر شهرين، بعد تجاهل السعودية التي تواصل حشد قواتها العسكرية في المحافظة غير مبالية بمطالب المحتجين، مما يضطر أبناء المهرة لاستخدام كل الوسائل السلمية لمواجهة تجاهل السعودية والسلطة المحلية.
وأضاف الحريزي -الذي أقيل من منصبه نتيجة موقفه المؤيد لأبناء محافظته والرافض للوجود السعودي- "أن سواحل المهرة اليوم كلها معسكرات سعودية من الدمخ إلى حوف، وهو ما يحرم أبناء المهرة من ساحل المحافظة بشكل كامل كما حرموا من المطار وكثير من المناطق التي احتلتها القوات السعودية في المحافظة".
من جانبه رئيس اللجنة المنظمة للاعتصام عامر سعيد كلشات قال إن "عودة الاعتصامات إلى الساحات تأتي من أجل الحفاظ على المهرة وأمنها واستقرارها واقتصادها وهويتها وسيادتها"، لافتا إلى أن المهلة التي حددت بفترة شهرين – تعليق الاعتصام - قد انتهت ولم ينفذ الطرف الأخر (الجانب السعودي والسلطة المحلية) أي شيء من الاتفاق المبرم بيننا وبينه دون اي تنسيق".
ومنذ مطلع العام الجاري عززت السعودية بقوات عسكرية واحكمت قبضتها على المهرة مستغلة الحالة الحرجة التي تمر بها اليمن، لتنفيذ مشاريع خاصة بها، بعيدة عن الاهداف الرئيسية التي جاءت من أجله وهو أنهاء الانقلاب واعادة الشرعية. وفقا لمراقبين.
سبب عودة الاعتصامات؟.
تعنت الجانب السعودي وعدم تنفيذه للاتفاق المبرم مع أبناء المهرة المعتصمين، وضعت سكان المحافظة واليمنيين عموماً أمام خيارات صعبة للغاية، فيما يتعلق بالمبادرة التي يتعين عليهم اتخاذها لإيقاف نزيف الكرامة الوطنية الذي تسبب به الانتشار العسكري السعودي المفاجئ والكبير في المهرة. يقول أبناء المحافظة المعتصمين
الشرارة الأولى
محللون سياسيون استطلع آرائهم "المهرة بوست" اعتبروا الحراك المهري أول صرخة شعبية في وجه التحالف السعودي - الإماراتي في اليمن، مشيرين إلى أن احتجاجات المهرة بمثابة الشرارة التي سينتقل وهجها إلى بقية المحافظات عاجلا أو آجلا، خاصة أن المحتجين يستخدمون لغة سياسية متقدمة، ويرفعون علم اليمن الموحد، ويرددون شعارات تتمحور حول السيادة الوطنية، ويصفون التواجد العسكري السعودي ومن قبله التواجد العسكري الإماراتي بـ"الاحتلال".
ووفقا للمحللين، فإن الجانب السعودي استغل التزام المعتصمين بمهلة الاتفاق والحفاظ على المسار السلمي الذي رسموه منذ انطلاقة الفعاليات وقاموا باستحداث المعسكرات ونشر المليشيات الخارجة عن اطار الدولة التي تخلق الفوضى داخل المحافظة.
خيبة أمل
الصحفي والمحلل السياسي ياسين التميمي وصف الاحتجاجات بأنها "استئناف لنشاط ثوري سلمي جديد ضد الوجود العسكري السعودي"، مضيفا بأن "اللافت هو كثرة أعلام المهرة".
التميمي أشار إلى أن الاحتجاجات تحول تشير إلى خيبة أمل أبناء هذه المحافظة من السلطة الشرعية التي لم تكن حارسا أمينا على الجمهورية اليمنية وعلمها، لمشاركتها الوجود العسكري غير المبرر في المهرة.
إلى ذلك قال الصحفي ماجد بن كاروت، أن "المهرة تعاود الانتفاضة ضد التحالف السعودي الذي يواصل نشر قواته فيها"، مضيفا: "المهرة ستنتصر لا محالة".
طرد المحتل
الكاتب الصحفي صدام الكمالي، وصف تحركات السعودية في المهرة بالاحتلال.
وقال الكمالي: "أبناء المهرة ينتفضون مجدداً ضد التحركات السعودية في المحافظة، ويبدؤون اعتصاماً مفتوحاً أمام موقع عسكري انشأته القوات السعودية في مديرية المسيلة".
وتساءل الكمالي قائلا: هل تعي دول التحالف أنها نست أمر استعادة الدولة اليمنية من الحوثيين وراحت تعبث بالأرض اليمنية وتتقاسمها؟.
استثمار حالة ضياع الدولة اليمنية
الصحفي والناشط السياسي كمال حيدره، قال في تصريح لـ "المهرة بوست": "ما يحدث بمحافظة المهرة، من الواضح أننا أمام تقاطعات أدوار اقليمية تستثمر حالة ضياع الدولة اليمنية وضعف السلطة الشرعية".
وأضاف حيدره: "لا يمكن اغفال البعد المحلي وراء هذه الاحتجاجات التي لم تتوقف منذ أشهر، لكن البعد الاقليمي يسير بالتوازي مع الرغبة المحلية في إبعاد المحافظة عن مشاريع قد تجعلها ساحة صراع جديدة" وفق تعبيره.
وتابع: "اذا ما تضافرت الرغبة المحلية مع البعد الاقليمي، على النحو القائم الآن، فإننا بالتأكيد أمام حالة ستستمر بالتصاعد لحد استتباب الوضع لأحد الأطراف".
واستطرد حيدره: "يتجلى البعد الاقليمي في ما يبدو أنه صراع صامت بين سلطنة عمان التي تعتبر المهرة امتدادا (يمنيا) لها، وبين السعودية الطامحة دوما لمنفذ على بحر العرب، يوفر لها فرصة الهروب من تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز أمام صادراتها النفطية".
وأشار إلى إن ملف الأزمة في المهرة "لن يطوي قريبا"، موضحا بأن سلطنة عمان تتمتع بعلاقات واسعة مع المجتمع المحلي في المهرة، فيما دفعت السعودية، بآليات عسكرية كبيرة للمحافظة، مستغلة الغطاء الممنوح لها من السلطة الشرعية، وشعار وقف التهريب لمليشيا الحوثي من إيران.
وتوقع حيدره تصاعد الأزمة في المهرة، في ظل بقاء الأزمة اليمنية مفتوحة على كافة الاحتمالات، قائلا: "لكن التنبؤ بنتيجتها الآن يبدو صعبا في ظل الدفع المستمر نحو التصعيد من جميع الأطراف".
مشاركة الخبر: