المهرة بوست - خاص
[ الإثنين, 17 سبتمبر, 2018 - 08:46 مساءً ]


أعلنت اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة عودتها إلى الساحات بعد انتهاء المهلة التي حددتها قبل شهرين عقب الاتفاق المبرم مع القوات السعودية والسلطة المحلية برفع الاعتصامات وتنفيذ المطالب الستة والتي من بينها مغادرة القوات السعودية المهرة وانسحابها من كافة المنافذ والمنشآت الحيوية وإعادة الوضع كما كان سابقا.

المئات من أبناء محافظة المهرة بكافة قبائلها وشرائحها ومكوناتها الاجتماعية وأحزابها السياسية توجهوا اليوم الإثنين، إلى منطقة المسيلة للمشاركة في فعالية الاعتصام ضد تواجد القوات السعودية.

وقال رئيس اللجنة المنظمة للاعتصام عامر سعد كلشات في كلمة خلال اعتصام بالمسيلة امام أحد المواقع العسكرية التي استحدثتها السعودية في المنطقة، إن عودة الاعتصامات اليوم إلى الساحات تأتي من أجل الحفاظ على محافظتهم وأمنها واستقرارها واقتصادها وهويتها وسيادتها".

معنويات قوية

كلشات قال: "عدنا والمعنويات أقوى من ذي قبل عدنا ولغة الصمود فينا لازالت حية"، مشيرا إلى أن المهلة التي حددت بفترة شهرين قد انتهت ولم ينفذ الطرف الأخر (الجانب السعودي والسلطة المحلية) أي شيئا من الاتفاق المبرم بيننا وبينه دون اي تنسيق".

وأضاف: "خلال فترة المهلة كنا نتوقع أن يحترم الجانب السعودي والسلطة المحلية مطالب المعتصمين والاتفاق الذي تم توقيعه على أساس أن يتم تنفيذ المطالب خلال فترة اقصاها شهرين، ولكن الذي شاهدناه ولمسناه هو الاختراق والالتفاف على الاتفاق".

وأشار إلى أن الجانب السعودي استغل التزام المعتصمين بمهلة الاتفاق والحفاظ على المسار السلمي الذي رسموه منذ انطلاقة الفعاليات وشرعوا في استحداث المعسكرات ونشر المليشيات الخارجة عن اطار الدولة التي تخلق الفوضى داخل المحافظة.


تجاوزات للسيادة

رئيس اللجنة المنظمة للاعتصام عامر سعد كلشات لفت إلى أن من ضمن الخروقات منع الصيادين من مزاولة عملهم في الأماكن التي يُراد لها أن تكون ثكنات عسكرية، وكذلك محاربة النمو الاقتصادي بالمحافظة وفرض رسوم جمركية بنسب عاليه في منفذ شحن، مما انهك المحافظة ماليا .


وأكد كلشات تمسك أبناء المحافظة بسلمية عملهم الوطني في تنفيذ هذا الاعتصام الى ان ترحل كل القوات الأجنبية عن محافظتهم الهادئة والمستقرة.

كما عبر عن استنكاره لما يتم الترويج له عبر وسائل الإعلام و "الأدوات الرخيصة" بأن القوات السعودية المتواجدة في محافظة المهرة تأتي من أجل مكافحة الإرهاب، قائلا: "يعرف الجميع أن هذا غير صحيح وأن المهرة دائما ترفض أي فئات او جماعات او قوات لا تدعم السلام والاستقرار في المحافظة".


إجماع كلي

كلشات أكد على أن "كل الفئات والشرائح والقبائل في محافظة المهرة، أجمعت على رفض التدخل الغير مبرر للقوات السعودية في المحافظة"، داعيا قيادة التحالف إلى "أخذ قواته إلى خارج المهرة، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية وحقوق الجوار".

وتابع كليشات: "نحن في لجنة تنظيم الاعتصام سنكون سند لكل المديريات والقرى والمدن التي تُنتهك حقوقها، نحن اليوم في المسيلة وغدا سنكون في الغيظة، وبعدها في حوف وشحن وحات ونشطون وظبوت، واين ما وقع الظلم على أبناء هذه المحافظة سنتواجد لنعينهم على دفع الظلم عن مناطقهم".


موقف الشباب الرافض

شباب المهرة المعتصمين في المسيلة؛ بدورهم أكدوا رفضهم لأي تدخلات أجنبية تمس السيادة الوطنية.

وقال الشباب المعتصمين في بيان لهم "إننا نقف هنا لنقول لا لنيل من استقرار وأمن محافظتنا، لا لتنفيذ الاطماع على أراضينا، لا لمنع المرعى ومنع الصيادين من مزاولة عملهم"، مؤكدين حقهم في الدفاع عن الكرامة والسيادة الوطنية والهوية المهرية الأصيلة.

وتابع البيان: "لا يمكننا القبول بأي قوات دخيلة علينا". مشيرا إلى أن ما يقوم به التحالف في المهرة هو "محاولة فرض واقع جديد لا يقبل به سوى المرتزقة الذين لا يحملون أي غيرة وطنية".

ووفقا للبيان فقد أكد المعتصمين وقوفهم إلى "جانب كل المناطق التي تنتفض في وجه المليشيات والمعسكرات المنتشرة بشكل غير قانوني، وغير مبرر، وتعيق مصالح المواطنين وحياتهم اليومية".

وتساءل البيان: "من نقض اتفاق الأمس كيف يحقق أي تنمية او عمل خيري او انساني وهو لم يفي بعهده في اتفاقاته ومواثيقه؟" في إشارة إلى الجانب السعودية والسلطة المحلية في محافظة المهرة.

وأشاد البيان بالدعم الذي تقدمه اللجنة المنظمة للإعتصام السلمي، والتي وقعت في وقتٍ سابق اتفاقا مع الجانب السعودي لتحقيق مطالب أبناء المحافظة، إلا أن الجانب السعودي نقض الاتفاق، واستغل المهلة المحددة باختراقات كثيرة، بحسب للبيان.


إنذارا وتحذيرا للسعودية

وكيل المحافظة السابق الشيخ علي سالم الحريزي كان قد أعلن صباح اليوم الإثنين 17 سبتمبر/ايلول 2018م، عن عودة الاحتجاجات ضد التواجد العسكري السعودي، محذرا من "تحويل سواحل المحافظة إلى معسكرات".

الحريزي أكد في تصريحات خاصة لـ "المهرة بوست" أن "عودة الاحتجاجات تأتي تماشيا مع دعوة لجنة الاعتصام، لرفع تعليق الاعتصام الذي استمر لشهرين، بعد تجاهل السعودية التي تواصل حشد قواتها العسكرية إلى المحافظة غير مبالية بمطالب المحتجين، الأمر الذي اضطر أبناء المهرة لاستخدام كل الوسائل السلمية لمواجهة تجاهل السعودية والسلطة المحلية".

وتابع الحريزي:"سواحل المهرة اليوم كلها معسكرات سعودية من الدمخ إلى حوف، وهو ما يحرم أبناء المهرة من ساحل المحافظة بشكل كامل، كما حُرموا من المطار وكثير من المناطق التي احتلتها القوات السعودية"، مشيرا إلى أن "احتجاجات اليوم الاثنين تقف أمام معسكر سعودي يقع خلف ساحة الاعتصام في المسيلة عاصمة محافظة المهرة".