المهرة بوست - تقرير خاص
[ الأحد, 16 سبتمبر, 2018 - 12:45 مساءً ]

أثار سقوط طائرة سعودية في محافظة المهرة اليمنية، الكثير من الانتقادات والتساؤلات حول أهداف وجود السعودية بمعداتها العسكرية وطيرانها العمودي، في حين برر المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، مقتل طيارين يوم الجمعة اثر تحطم طائرة عمودية سعودية في مديرية الغيظة عاصمة محافظة المهرة، بأن الحادث جاء أثناء قيامهما بمهامهما في مكافحة الإرهاب.

وتأتي مزاعم السعودية في الوقت الذي لم تشهد فيها المهرة أي تواجد للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، كما لم تصل لها جماعة الحوثي، وكل هذه الجماعات التي تزعم الرياض وأبوظبي أنها تدخلت لمحاربتها في اليمن.

وتشهد محافظة المهرة توترا كبيرا منذ مطلع العام الجاري بين أبناء المحافظة والقوات السعودية إثر سيطرة الاخيرة على المنافذ الرئيسية والمنشآت الحيوية ومطار الغيظة.

محللون سياسيون يخشون من أن تتحول يافطة الإرهاب التي تتحدث عنها السعودية في المهرة إلى مبرر لشن حملات قمع بالقوة تجاه المواطنين المعارضين هناك، في محاولة لإخضاعهم، وتمرير الأجندة السعودية المختلفة في المهرة. أكاذيب وافتراءات أبناء محافظة المهرة، بدورهم نفوا تلك الاتهامات، وقالوا إنها "مزاعم السعودية، بشأن رمي الأخرين بتهمة الإرهاب، جاءت في ظل توسعها العسكري في المهرة والمرفوض من قبل أبناء المحافظة".

وأكد أبناء محافظة المهرة، في بيان يوم السبت، أن المزاعم السعودية، بشأن رمي الأخرين بتهمة الإرهاب، جاءت في ظل توسعها العسكري في المهرة والمرفوض من قبل أبناء المحافظة.

كما وصف البيان التُهم التي أوردتها وسائل الإعلام السعودية بهذا الخصوص بـ"الأكاذيب والإفتراءات".

وأرجع أبناء المهرة، الافتراءات والمزاعم، بأنها غير صحيحة، وقالوا إنها "مجرد ذرائع للنيل من أمن واستقرار محافظة المهرة، وتبرير لمحاولة تدخلها في المحافظة واستخدامها للقوة العسكرية".

ذريعة للاعتقالات والتصفيات ..

المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي، وصف تصريحات السعودية بالخطيرة، وقال "السعودية تريد تستخدم يافطة محاربة الاٍرهاب والتهريب في محافظة المهرة كذريعة لتصفية واعتقال من يعارضون محاولاتها بابتلاع المحافظة، ومن لم يكن بمقدورها إلباسه قميص الاٍرهاب ستبرر تصفيته أو اعتقاله بمبرر التهريب".

واضاف الآنسي، في تصريح لـ "المهرة بوست": "محاولات السعودية بابتلاع محافظة المهرة لقيت معارضة سياسية وشعبية واسعة في المهرة، ولذلك اختلقت السعودية قصة محاربة الاٍرهاب في المحافظة، التي لا توجد فيها جماعات ارهابية ولم تشهد اي حادث ارهابي في الماضي".

يقول الآنسي "السعودية تستنسخ نفس السيناريو الذي طبقته الإمارات في عدن وحضرموت، وبه تمكنت من تصفية واعتقال معارضي احتلالها للجنوب وتعطيلها للموانئ وابتلاعها للجزر اليمنية".

وجبة دسمة ..

الصحفية والناشطة اليمنية، سمية علي السياني، اعتبرت استخدام السعودية لمصطلح الإرهاب في المهرة ليست إلا ورقة زائفة لتخفيف الضغط الدولي عنها ضد تواجدها العسكري بالمحافظة اليمنية".

وقالت سمية في تصريح لـ "المهرة بوست": "من خلال الأحداث الأخيرة في المهرة نستطيع القول أن اليمن أصبحت الكعكة التي يتقاسمها الأشقاء في دول الخليج وكلا لا يألوا جهدا في فرض سيطرته على الجزء الذي يجد فيه لقمة دسمة تغذي مصالحه وتعزز نفوذه".

واضافت الناشطة الحقوقية أن تصريحات السعودية مبررات واهية، وما يحصل في المهرة من بسط سعودي يعتبره المواطنين هناك انتهاك للسيادة اليمنية وتحكم أشبه ما يكون بالاحتلال بالقرارات الرسمية والحكومية، خصوصا أن القوات السعودية المتواجدة في المهرة ليس لتواجدها مبرر كاستعادة الشرعية وانهاء الانقلاب كون المهرة لم تدخل بأي صراع مسلح ولا يتواجد بها أي مليشيات مسلحة او جماعات ارهابية".