الرئيسية > تقارير
تلويح السعودية بورقة الإرهاب في المهرة ورقة زائفة لتبرر احتلالها للمحافظة (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 14 سبتمبر, 2018 - 10:57 مساءً ]
بعد أن فشلت المملكة العربية السعودية من ايجاد مبررات لتواجدها العسكري في محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن، لوحت الرياض اليوم بورقة مكافحة الارهاب.
وأعلن المتحدث الرسمي اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن العقيد تركي المالكي اليوم الجمعة، مقتل طيارين، اثر تحطم طائرة عمودية تابعة في مديرية الغيظة عاصمة محافظة المهرة، وذلك أثناء قيامهما بمهامهما في مكافحة الإرهاب.
وأثار هذا التصريح العديد من التساؤلات عن العمليات التي تقوم بها السعودية في محافظة المهرة لمحاربة ما يسمى الإرهاب، وهي المحافظة التي ظلت بعيدة عن الصراع والحرب في اليمن طيلة السنوات الماضية.
ويخشى يمنيون أن تتحول يافطة الإرهاب التي تتحدث عنها السعودية في المهرة إلى مبرر لشن حملات قمع بالقوة تجاه المواطنين هناك، في محاولة لإخضاعهم، وتمرير الأجندة السعودية المختلفة في المهرة.
يشار إلى أن المهرة لم تشهد أي تواجد للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، كما لم تصل لها جماعة الحوثي، وكل هذه الجماعات هي التي تزعم الرياض وأبوظبي أنها تدخلت لمحاربتها في اليمن.
وتشهد محافظة المهرة توترا كبيرا منذ مطلع العام الجاري بين ابناء المحافظة والقوات السعودية اثر سيطرت الاخيرة على المنافذ الرئيسية والمنشآت الحيوية ومطار الغيظة.
وتزايد الحضور العسكري للسعودية في محافظة المهرة مطلع العام الجاري، بحجة تعزيز قوات الجيش والأمن لمزاعم محاربة عمليات تهريب السلاح.
مزاعم واهية
واستغرب مراقبون من تصريحات المتحدث باسم التحالف حول عملية مكافحة الارهاب في محافظة المهرة الآمنة والمسالمة والتي لم تشهد أي عملية إرهاب.
الكاتب الصحفي أحمد الشلفي، سخر من بيان التحالف وتلوحيه بالارهاب في المهرة، وقال "لأول مرة يدخل الإرهاب المهرة الآمنة".
وتساءل الشلفي قائلا: ما الذي تريده السعودية للمهرة وسكانها من التلويح بموضوع الإرهاب؟ من صيدها القادم وما الثمن؟!
ورقة زائفة
السياسي اليمني المختص في الشؤون الإيرانية، عدنان هاشم، قال إن تلويح السعودية بوجود الارهاب في المهرة مبرر واهي، من اجل تواجدها العسكري بالمحافظة.
وفي حديثه لـ "المهرة بوست" قال هاشم، إن "السلطات السعودية تبحث عن موطئ قدم في المهرة، ويبدو أن مبرر حماية الحدود لم يعد كافيا". مشيرا إلى أن تلويح السعودية بورقة الارهاب في المهرة سيخفف عنها الضغط الدولي.
وقال "تدخل بريطانيا إلى جانب سلطنة عمان من أجل منع الوجود السعودي في المحافظة الشرقية؛ ولذلك تعتقد السعودية أن استغلال هذه الحادثة للحديث عن الإرهاب في المهرة سيخفف وطأة الضغط الدولي عليها للمغادرة".
يضيف السياسي اليمني: "لم يسبق أن تواجد تنظيم القاعدة في المهرة، ولم تتواجد أي منظمة إرهابية في تلك الأراضي، إلا إذا كانت المملكة تعتقد أن من يعارضوها إرهابيين فهذا موضوع مختلف".
تخفيف الضغط الدولي
المحلل السياسي محمد الغابري بدوره قال إن "حديث المتحدث باسم التحالف أن الطائرة التي سقطت في المهرة كانت في مهمة مكافحة الإرهاب، يظهر نوايا لدى القوى الخارجية، بالبحث عن مبررات للسيطرة على المحافظة".
واضاف الغابري في تصريح لـ "المهرة بوست": "تلويح التحالف بمكافحة الارهاب في المهرة المعروف سلامتها من ما يوصف بالإرهاب، ينبع من ادراك الرياض أن وجودها في المهرة لا يوجد أي مبرر قانوني له، ذلك في أحسن الاحتمالات".
يتابع المحلل السياسي قائلا: "أما أسوأ الاحتمالات فإنها إيجاد أرضية للمجموعات (الإرهابية ) في المهرة"، وقال "لو اكتفى التحالف بمكافحة التهريب كان كافيا، مع العلم أن الجيش والأمن في المحافظة قادران على مكافحة التهريب".
مهزلة
الصحفي يحيى السواري، وصف تصريحات التحالف بالمهزلة وقال "في بداية هذا العام أرسلت السعودية المحافظ الجديد الذي ضغطت لتعيينه، أرسلته لوضع حجر أساس لمركز للسلفيين بمديرية قشن بمحافظة المهرة فانتفضت المديرية عن بكرة أبيها حتى النساء خرجن في مسيرة قطعت الطريق امام موكب المحافظ اعتراضا على انشاء المركز وزراعة مجتمع جديد بداخل المجتمع الاصلي، مشيرا إلى أنه بالفعل تم الغاء المركز وانتصرت المديرية.
واضاف "حاولت السعودية بافتتاح هذا المركز ودعم السلفيين أن تخلق بيئة مجتمعية جديدة تكون موالية لها لتساعدها في السيطرة على المحافظة لكنها فشلت".
وتابع السواري: "مهزلة..اليوم تتهم السعودية محافظة المهرة بالارهاب وتقول انها تكافحه، محافظة المهرة التي رفضت السلفيين لتطرفهم تقول السعودية انها تكافح الارهاب فيها".
مشاركة الخبر: