حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > تقارير

احتجاجات نشطون.. هل ستكون الشرارة الاولى لطرد السعودية من المهرة؟ (تقرير خاص)


أبناء المهرة أثناء تنفيذهم الإعتصام في "الغيظة" عاصمة المحافظة

المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 14 سبتمبر, 2018 - 10:14 مساءً ]

يوما بعد آخر ينفذ صبر ابناء محافظة المهرة، البوابة الشرقية لليمن، تجاه تجاوزات القوات السعودية والإماراتية بالمحافظة وممارساتها التي تمس السيادة اليمنية.

ويتخوف ابناء المهرة من تنفيذ السعودية مشروع مد أنبوب نفطي من الأراضي السعودية الى البحر العربي مروراً بأماكن واراضي في محافظة المهرة اليمنية تحت بعد موافقة الحكومة والرئيس هادي الذين بدورهم لا يهتمون بالأراضي الجنوبية وحقوق الجنوبيين.

وعود تبقى رهناً بترجمتها إلى خطوات عملية خلال الفترة القصيرة المقبلة، والتي لا يُعلم مدى ما قد يبلغه غضب الأهالي فيها في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وبالتوازي مع تصاعد التوتر في نشطون، تهدد اللجنة التنظيمية لإعتصام ابناء المهرة بعودة الاعتصامات المفتوحة خصصا بعد انتهاء الفترة التي أعلنت تعليقها الاعتصام (شهرين) والتي انتهت امس الأربعاء، دون أن تنفذ المطالب الستة، ونقض السعودية للاتفاق واستحداثها نقاطا ومواقع عسكرية.

إذ تتتالى، يوماً بعد يوم، مواقف ابناء المهرة المنددة بتجاوزات السعودية واستحداثها نقاطا ومواقع عسكرية، كما تقوم باستقدام مليشيا من خارج المحافظة وتجنيدها.

يأتي ذلك في وقت تتعالى فيه الأصوات الرافضة للتواجد السعودي خصوصا مع انتهاء فترة الشهرين التي حددتها السعودية في اتفاقها مع ابناء المهرة، بتنفيذ مطالبهم الستة ومغادرة قواتها المهرة، وتسليم كافة المرافق والمنافذ الرئيسية إلى القوات اليمنية واعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقا.

ويتزامن احتجاج ابناء نشطون مع اقرار السلطة المحلية ولجنة متابعة الاتفاق المشكلة من قبل المجلس العام لأبناء محافظة المهرة وسقطرى على إيقاف الاستحداثات للمواقع والنقاط العسكرية من قبل السعودية.

وأمس الأول الأربعاء، أقرت السلطة المحلية ولجنة متابعة الاتفاق المشكلة من قبل المجلس العام لابناء محافظتي المهرة وسقطرى في اجتماع، على إيقاف الاستحداثات للمواقع والنقاط العسكرية من قبل السعودية. 

وذكرت تقارير صحفية أن السعودية استحدثت 16 نقطة عسكرية في ثلاث مديريات بالمهرة، هي سيحوت والمسيلة وحصوين. وتمكن سكان هذه المديريات من إيقاف السعودية عن عمل بعض النقاط العسكرية، التي أقيمت على أملاك خاصة مادفع السكان لمنع المقاول عن العمل. 

ويخشى السكان أن تحاصرهم القوات السعودية وتقيد حركتهم كما حدث بمنطقة "دفات" في مديرية سيحوت، التي يمنع سكانها من رعي مواشيهم ويمنعون من الاصطياد في بعض المناطق بحجة أنها مناطق عسكرية. 

وكانت السعودية والسلطة المحلية الموالية لها وقعت اتفاقات مع المعتصمين، في مطلع يوليو الماضي، تقضي باستبدال القوات السعودية في منفذ صرفيت بقوات الأمن اليمنية، لكن السعودية نقضت الاتفاقات وكثفت النقاط والثكنات العسكرية في المحافظة.

عودة الاعتصامات

محللون سياسيون استطلع آراءهم "المهرة بوست" اعتبروا احتجاجات ابناء نشطون بداية لعودة اعتصام ابناء محافظة المهرة بعد نكث السعودية اتفاقا قطعته مع ابناء المهرة المعتصمين يوم 12 يوليو الماضي.

ويؤكد مراقبون أن السعودية تهيئ المهرة لتواجد سعودي دائم، من أجل مد أنبوب نفط من أراضيها إلى بحر العرب، عبر محافظة المهرة اليمنية.

وحذر مراقبون من التواجد السعودي بالمهرة، مشيرين إلى أنه ليس هناك ما يستدعي أي تواجد عسكري خليجي لا للسعودية ولا لغيرها من دول التحالف نظراً للطبيعة الأمنية التي تتسم بها محافظة المهرة.

وبحسب المراقبين، فإن انسحاب القوات السعودية من المهرة مرهون بشيئين اثنين، الإرادة السياسية لقيادة الدولة، والرفض الشعبي الذي من شأنه أن يحرج الجميع على كل المستويات بشرط أن يتواكب الحراك على الأرض مع تغطية إعلامية تعكس الحقيقة، لا أن يبقى الأمر وكأنه حركة في عتمة.

غضب شعبي

وفي السياق قال المحلل السياسي عباس الضالعي، "نستطيع التأكيد أن الوضع العام بالمهرة في حالة غضب شعبي عام، واستنفار كل مكونات المجتمع المهري، لمواجهة الاستفزازات والغطرسة السعودية عبر قواتها المتواجدة في المحافظة والتي لا تتعلق بأهداف تحالف استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب، التي اكتشفنا بعد أربع سنوات حرب أنها أهداف بعيدة عن عنوانها العام".

 واضاف الضالعي في تصريح لـ "المهرة بوست" أن "الهدف الرئيسي الذي كشفته الاحداث هو اخضاع اليمن للسيطرة السعودية والاماراتية والبسط على الموانئ والمطارات والمنافذ والجزر الاستراتيحية".

وتابع: "تنصل السعودية عن تطبيق الاتفاق الذي تم توقيعه مع السلطة المحلية لتلبية طلبات اعتصام ابناء المهرة، كشف عن مخططات تآمرية على المهرة حيث قامت القوات السعودية بخرق الاتفاق والقيام بممارسات احتلال واستحداث نقاط عسكرية واستمرار السيطرة على الميناء والمطار والمنافذ الحدودية مع سلطنة عمان

منع وحرمان الأهالي

واردف: إن "هذه التصرفات مرفوضة رفضا قاطعا من ابناء المهرة"، مشيرا إلى أن تصرفات القوات السعودية الاخيرة في نشطون دفعت بالمواطنين للاعتصام بالمنطقة التي تحتضن الميناء الاستراتيجي في المحافظة والذي يعتبر أهم شريان لكسب الرزق عبر الصيد البحري والانشطة التجارية للمحافظة.

وأشار إلى أن ميناء نشطون، الهام، قامت الامارات والسعودية بتطويقه بعدد من المعسكرات، وتعطيل انشطة الميناء ومنع الصيادين من ممارسة انشطتهم والقيام بتصرفات استفزازية بحق المواطنين بشكل يومي، إلى درجة قيام الجنود السعوديين والخلايا الاستخبارية الاماراتية بالتجسس والتلصص على منازل المواطنين وازعاجهم بتصرفات غير اخلاقية، لافتا إلى أن هذه التصرفات اثارة غضب ابناء المهرة.

نسخة ثانية للاحتجاجات
 
وأردف: "احتجاجات نشطون، هي إنطلاق النسخة الثانية من الاحتجاجات ضد التواجد العسكري السعودي الاماراتي، والذي يتزامن مع انتهاء مهلة تعليق اعتصام ابناء المهرة الذي انتهكت السعودية الاتفاق".

ومع انتهاء مهلة تعليق الاعتصام دعا الضالعي، ابناء المهرة للنزول الى ساحة الاعتصام، وقال إن "عودة الاعتصام لساحة الغيظة
ومع انتهاء مهلة تعليق الاعتصام دعا الضالعي، ابناء المهرة للنزول الى ساحة الاعتصام، وقال إن "عودة الاعتصام لساحة الغيظة أصبح ضرورة وطنية لحماية المهرة من الانتهاكات السعودية وتصرفاتها الاحتلالية".

وأكد المحلل السياسي أن الاعتصامات ستتوسع في كل مديريات المهرة، ولن تكون حصرية على الغيظة عاصمة المحافظة –حسب قوله-  لأن الانتهاكات السعودية أصبحت في كل مديرية وحولت حياة المواطنين الى جحيم".

الشرارة الأولى

يقول المحلل السياسي، "غضب ابناء المهرة من تصرفات المحتل السعودي ينطلق من قاعدة  رئيسية وهي أن المهرة لم تكون ساحة صراع مسلح في أي وقت من الاوقات، ولم تدخلها مليشيا الحوثي والقاعدة وداعش، او جماعات مسلحة أخرى، وهي - وفق تعبيره - محافظة تنعم بالأمن والاستقرار والسلام، وتؤمن بالتعايش والتسامح، وكانت مأوى المشردين والمطاردين من كل المحافظات ومنفذ اليمنيين للعبور للعالم عبرها". مشيرا إلى أن هذا هو سبب انزعاج السعودية، فسارعت لخنق اليمنيين ومحاصرتهم من خلال تواجدها العسكري والسيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية.

يمضي الضالعي في حديثه لـ "المهرة بوست" بالقول "محافظة المهرة هي المحافظة اليمنية الوحيدة التي رفضت عبث التحالف وتقاوم تصرفاته وتتمسك بالشرعية، يأتي هذا نتيجة القيادات الوطنية الراشدة وفي مقدمتها الشيخصة الوطنية الكبيرة الشيخ علي سالم الحريزي الذي يتمتع بإحترام واسع وكلمته مسموعة عند ابناء المهرة بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية، لأنه - حسب تعبيره -  ينطلق على أساس مصلحة ابناء المهرة اولا والحفاظ على السيادة اليمنية والالتزام بالشرعية".

وخلص المحلل السياسي قائلا: "احتجاجات ابناء مدينة نشطون هي الشرارة الاولى لطرد القوات السعودية من المهرة التي تحولت إلى قوات احتلال". مشيرا إلى أن هذه المرة ستكون الاحتجاجات في كل مدن المهرة وستتحول إلى جحيم على المحتل "الغبي" الذي لم يحترم علاقة الجوار.

ويختم الضالعي حديثه بالقول "المهرة ستكتب نهاية غطرسة نظام آل سعود الرجعي المتخلف الداعم للارهاب في العالم" وفق تعبيره.



مشاركة الخبر:

تعليقات