الرئيسية > أخبار اليمن
"نص" بيان الجمهورية اليمنية أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول اليمن
المهرة بوست - متابعات
[ الاربعاء, 12 سبتمبر, 2018 - 06:27 صباحاً ]
ألقى السفير أحمدعوض بن مبارك مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة بيان الجمهورية اليمنية أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن)، مساء أمس الثلاثاء، اكد فيها على ضرورة تطبيق القرارات الأممية الهادفة إلى استعادة الشرعية وإنهاء الإنقلاب.
نص الكلمة
سعادة السفيرة نيكي هيلي
المندوب الدائم للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة
رئيس مجلس الأمن
سعادة السيد مارتن غريفيثس
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن
السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمن
بعد التحية،
في البداية اسمحوا لي سعادة السفيرة أن أهنئكم على توليكم لأعمال المجلس لهذا الشهر وأن أعبر لكم عن خالص أمنياتي لوفد الولايات المتحدة الموقر بالتوفيق والسداد الذي طالما عهدناه من جانبهم، وأن أتقدم لكم بالشكر الجزيل لإتاحتكم الفرصة لنا للحديث أمام مجلسكم الموقر.
كما لا يسعني في هذه الذكرى الحزينة على الشعب الأمريكي الصديق إلا أن أتقدم بالتعازي والمواساة للشعب والحكومة الامريكية ولأسر ضحايا الهجوم الإرهابي في ذكرى 11 سبتمبر.
ولا يفوتني ان اشكر سعادة السفيرة كارين بييرز مندوبة المملكة المتحدة على ادارتها الحكيمة لأعمال المجلس في الشهر الماضي.
السيدة الرئيس
السيدات والسادة
توجه وفد الحكومة اليمنية بنوايا صادقة إلى مشاورات جنيف في الوقت والمكان المقررين وهو محملٌ بآلام اليمنين وامالهم في تحقيق تقدم ملموس ينعكس على حياتهم، ومنذ اللحظة الأولى التي دعا فيها السيد غريفيثس إلى عقد هذه المشاورات حرص فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية شخصياً على انجاحها ، وظل على تواصل مباشر ومكثف مع فريقنا للمشاورات، وكذا مع أبناء الشعب اليمني ليحيي فيهم الأمل نحو سلام منشود طال انتظارهم إليه.
لقد قدمت وستقدم الحكومة اليمنية للمبعوث الخاص للأمين العام كل الدعم تقديراً لجهوده للدفع بعملية السلام ومحاولاته الصادقة لجمع وفد الحكومة اليمنية مع الطرف الانقلابي بعد غياب دام لأكثر من عامين، واستعدادنا الدائم للانخراط في اية جهود تصب في احياء السلام على طريق استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
وقد أشرف مجلسكم الموقر هذا، بحرصٍ واهتمام بالغين على هذه العملية وأصدر بياناً صحفياً عشية يوم المحادثات كرر فيه الدعوة إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن وبياناته، بما في ذلك القرار 2216 (2015). كما دعا فيه الأطراف إلى اغتنام الفرصة لتهدئة التوترات والمشاركة الكاملة والبناءة وبحسن نية من أجل بناء الثقة والقيام بالخطوة الأولى لإنهاء الصراع الذي جلب الألم الشديد والمعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وقوبل ذلك باللامسوؤلية والاستهتار المعهودين من قبل الحوثيين وهو السلوك الذي أصبح جلياً للمجتمع الدولي ولم يعد يخفى على أحد، وهم بذلك يستثمرون الحرص والاهتمام الدولي بالوضع الإنساني وإحلال السلام في اليمن وتجنب الحل العسكري بالمزيد من التعنت والغطرسة ،والذي غالباً ما تقرأه خطئاً تلك المليشيات من بعض التقارير المنحازة التي تصدر عن بعض المؤسسات الاممية.
واذكر مجلسكم الموقر برسالتنا اليكم بتاريخ 24 أغسطس وبأيام قليلة قبل انطلاق المشاورات حول لقاء رئيس وفد الانقلابين بحسن نصر الله، وقلنا ان ذلك مؤشر سيكون له تأثيراته السلبية على المشاورات ويبين مدى ارتباط هذه الجماعة بالأجندات الإيرانية وامتداداتها في المنطقة وسعيها لتنفيذ النموذج الإيراني في اليمن، وهو امر لا يمكن للشعب اليمني وقيادته القبول به .
لقد أكدت حكومة بلادي وقبل توجه وفدها إلى جنيف على ضرورة إعطاء الأولوية لإجراءات بناء الثقة التي سبق وان تم الاتفاق عليها في مشاورات (بييل) في العام 2015 ، مع ضرورة التركيز على الجانب الإنساني كالإفراج عن المعتقلين والاسرى وضمان تدفق المعونات الإنسانية دون أي تدخل أو عرقلة، ومناقشة التدابير التي من شأنها بناء قدرات البنك المركزي اليمني للتخفيف من معاناة المواطنين والتمكن من استئناف عملية دفع المرتبات وتفاعلت الحكومة بإيجابية معهودة مع هذه القضايا مع مكتب المبعوث الخاص.
السيدة الرئيس
السيدات والسادة
يحاول الحوثيون فرض شروط مسبقة لعرقلة مشاركتهم في كل جولة من جولات السلام، وتقويض جهود المبعوث بافتعال أزمات وممارسات تعطيليه بالرغم من كل المرونة والتسهيلات اللوجستية التي قدمها مكتب المبعوث الخاص وتحالف استعادة الشرعية في اليمن، وممارسة التحالف لأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد والذي قوبل باستمرار إطلاق الصواريخ الباليستية على المدن الآهلة بالسكان في اليمن والمملكة.
إنه لمن المؤسف وغير المفهوم أن يتم استخدام توصيف غير دقيق وعبارات فضفاضة لتبرير هذا السلوك الذي يمثل تحدياً واضحاً للمجتمع الدولي، إن أي تماهٍ أو عدم دقة في توصيف ما حصل و يحصل في اليمن لن يساعد مطلقا في إنهاء هذه الأزمة، لأن ما حصل ببساطة ليس صراعاً بين أطراف نزاع كما يرغب البعض في توصيفه، بل إنه انقلاب على شرعية دستورية تم انتخابها بأغلبية ساحقة من أبناء الشعب اليمني بعد تسوية سياسية جامعة أعقبها حوار وطني شامل، انه انقلاب قادته جماعة عقائدية مسلحة تستعلي على اليمنين وتؤمن بأحقية حكمهم وفقاً لنظرية الاصطفاء الإلهي. ولذلك ومنذ اليوم الأول للانقلاب لم تسع هذه الجماعة لإسقاط الحكومة أو حتى الدولة فحسب، بل عملت على ضرب أسسها وتغيير ملامحها الوطنية، ودأبت على تنفيذ برامج عقائدية ذات طابع سلالي وطائفي تستهدف تغيير قواسم التعايش بين اليمنيين وتدمير نسيجهم الاجتماعي وضرب ثوابتهم الوطنية.
السيدة الرئيس
السيدات والسادة،
ومن هنا وباسم حكومة بلادي وبحق معاناة الأمهات الثكالى والأطفال القتلى وأنات الجرحى والمشردين والمعتقلين، أكرر دعوتنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الوقوف أمام مسؤولياته المباشرة في تنفيذ القرارات الدولية واجبار هذه الجماعة الانقلابية على الخضوع لإرادة أبناء الشعب اليمني ورغبات المجتمع الدولي للتوصل إلى سلام مستدام مبني على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار ????.
السيدة الرئيس
السيدات والسادة،
يصادف هذا الشهر موعد ثورة الـ 26 من سبتمبر، التي راهن اليمنيون على أهدافها لإنهاء الطائفية والسلالية التي هيمنت على الحكم الامامي البائد وتحاول هذه الجماعة إعادة احيائها، لكنني أؤكد لكم أن هذا لن يكون وستظل ثورتي سبتمبر واكتوبر وأهدافهما الخالدة التي كتبت بدماء ونضالات أبناء الشعب اليمني هي المشروع الذي نؤمن به وندافع عنه.
وقبل أن أختم حديثي إليكم أيها السادة الكرام وددت أن أريكم هذه الصورة التي تغني عن ألف كلمة ومعنى….
عبد الرحمن أكرم عطران، طفل يمني يبلغ العاشرة من العمر توفي بسبب طلق ناري في رأسه وذلك لان كرة القدم خاصته لامست قدم قيادي حوثي بالخطأ، فما كان منه إلا أن انتزع سلاحه وأطلق رصاصة في رأس هذا الطفل.
إلى متى أيها السادة ستستمر معاناة الأطفال والنساء بسبب جماعة انقلابية تتحدى العالم أجمع لمحاولة فرض شريعة الغاب، إلى متى أيها السادة الكرام؟؟!!
شكراً السيدة الرئيس
مشاركة الخبر: