تضرر سفينة بعد تعرّضها لهجومين قبالة سواحل اليمن     إصابة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير إثر انقلاب سيارته     تحذير أممي جديد من فيضانات بسبب الأمطار خلال الأيام المقبلة في اليمن     القوات الحكومية تعلن إحباط محاولات تسلل للحوثيين في جبهات تعز     الصحة العالمية تعلن تسجيل نحو 240 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال باليمن     الداخلية تحيل موظفا في مصلحة الأحوال المدنية بسيئون للتحقيق     شركة بريطانية تعلن رصد 3 صواريخ على بعد 15 ميلا بحريا جنوب غربي المخا     شركة أمبري تعلن عن حادثة جديدة على بعد 15 ميلا بحريا من المخا     وفاة وإصابة أربعة أشخاص بحادث سير في شبوة     القوات الأمريكية: دمرنا زورقًا ومُسيرة والحوثيون أطلقوا صاروخا مضاد للسفن     الأرصاد.. توقعات بهطول أمطار متفاوتة وأجواء حارة     جماعة الحوثي تدين القمع الأمريكي للطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة     وزير الداخلية يبحث مع السفير الفرنسي التعاون الأمني بين البلدين     مباحثات يمنية فرنسية بشأن تعزيز التعاون المشترك في مجال التعليم العالي     الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومواقع إسرائيلية في منطقة أم الرشراش    
الرئيسية > تقارير

ما هي الخيارات المُتاحة أمام الحكومة الشرعية بعد فشل مشاورات جنيف (تقرير خاص)


وفد الحكومة الشرعية في جنيف

المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 11 سبتمبر, 2018 - 01:47 صباحاً ]

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، السبت، رسميا فشل مفاوضات جنيف؛ بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، والذين تذرعوا بعدم الحصول على ضمانات كافية، وتحديدا لعودتهم إلى صنعاء، عقب انتهاء المشاورات. 

وبالرغم من عدم تحديد "غريفيث" موعدا أخر لعقد اجتماعات أخرى لاحقا بين طرفي النزاع في اليمن؛ لكنه أشار إلى أنه سيتوجه إلى مسقط ومن ثم إلى صنعاء للقاء وفد الحوثيين؛ لإقناعهم بالحضور إلى جنيف، واستناف مشاورات السلام، التي فشلت قبل أن تبدأ.

وكان من المفترض، أن تبدأ المحادثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، يوم الخميس المنصرم؛ لكن وفد الحوثيين لم يتمكن من مغادرة صنعاء، ما دفع موفد الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إلى تأجيل المشاورات التي كان من المفترض أن تبدأ الجمعة.

ولم تثر فشل هذه المشاورات أي ردود أفعال لدى اليمنيين، خصوصا وانهم كانوا مؤمنين بعدم نجاحها؛ لعدم توفر الأرضية الصلبة التي يمكن أن يُبنى عليها، كأساس لنجاح أي مشاورات، مؤكدين أن مصيرها ستكون مصير المشاورات الأربع السابقة، جنيف 1 و2، والكويت 1 و 2، التي بائت بالفشل، والتي حمل رايتها المبعوث الأممي السابق الى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

إذ لم يكن اليمنيون يعلقون آمالاً كبيرة، على هذه المشاورات أساسا، في إيجاد حل دائم يوقف الحرب المستعرة في البلاد منذ 2014؛ لكنهم كانوا يأملون أن تجد حلاً لأزمة الرواتب المتوقفة منذ عامين؛ وطريقة ما لتجنيب ميناء الحديدة معارك طاحنة قد تؤدي إلى إيقاف الواردات أشهراً، خصوصا وأن 70 % من المواد الغذائية تصل إلى المناطق اليمنية، وتحديدا الخاضعة لسيطرة الحوثيين عبره، إذ أن اغلاقه سيكون له تداعيات إنسانية كبيرة، وبالذات مع الحصار الإماراتي التي تفرضه على موانئ عدن وحضرموت وغيرها.

بيان حكومي

وأصدر الوفد الحكومي بيانا يوم الجمعة الماضية - بعد تعنت وفد الحوثي في الوصول إلى جنيف، رغم وصول الوفد الحكومي إلى المكان بالموعد المحدد - حمّل فيه ميليشيا الحوثى مسؤولية فشل انعقاد المشاورات التى تم الإعداد لها من قبل المبعوث الأممى لليمن مارتن جريفيث.

وأكد البيان، أن الحكومة اليمنية، حرصت على إرسال وفد ممثل لها للتواجد فى الموعد المحدد للمشاورات السلمية، مؤكدا أن هذا نابع من التزامهم بالبحث عن أى فرصة تخفف من معاناة الشعب الذى يعانى من الفقر والجوع وتفاقم المشكلات الاقتصادية وما يعانيه المعتقلون والمحتجزون والمخفيون قسريا فى المعتقلات والسجون من التعذيب والإخفاء والحرمان.

وأبدت الحكومة استغرابها من عرقلة الميليشيا الحوثية لانعقاد المشاورات التى تم تحديد موعدها بعد الكثير من الجهود والتنسيق والمراسلات دون أن تذكر الميليشيا أيا من هذه العراقيل التى اختلقت عنوة فى ليلة المشاورات.

وطالب الوفد الحكومى المجتمع الدولى الذى طالما عبر عن استيائه إزاء الحالة الإنسانية المتدهورة التى يعيشها الشعب اليمنى باتخاذ كافة الإجراءات التى ترغم الحوثيين على تنفيذ القرارات الدولية.

وجاء فى نص البيان أنه تماشيا مع سياسة الحكومة اليمنية التى تثبت للعالم مرة بعد أخرى أنها مع خيارات السلام المستدام ابتداء من جنيف واحد وانتهاء بمشاورات الكويت التى تعامل فيها الوفد الحكومى جميعها بصورة إيجابية مع كل مقترحات المبعوث وصولا إلى التوقيع على مسودة الاتفاق فى الكويت والتى تم رفضها من قبل الحوثيين، فيما دأب الحوثيون على اختلاق الأعذار ووضع العراقيل .

وتابع :"إن تخلف الحوثيين عن الحضور في الوقت المحدد دليل صريح على نيتهم المبيتة في إفشال أى خطوات يقوم بها المبعوث الأممى من أجل إحلال السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمنى."

خيارات مفتوحة

وإزاء فشل مشاورات جنيف، التي سبق وأن أعلن عن موعدها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفنت"،  قالت الحكومة الشرعية أنها خياراتها مفتوحة بعد هذا فشل هذه المفاوضات، والتي كشفت بحسب مسؤولين في الحكومة اليمنية، أن الحوثيين عبارة عن مليشيا لا يهمها مصالح اليمنيين، ولا التخفيف من معاناتهم.

وفي هذا الصدد، قال راجح بادي، الناطق باسم الحكومة، أن كل الخيارات متاحة أمام الحكومة لاستعادة الدولة اليمنية من الانقلاب الذي نفذه الحوثيون.
 
 وقال بادي في تصريحات لصحيفة "الحياة اللندنية": "سنعمل بكل الوسائل المتاحة والمشروعة لإجل إنهاء هذا الانقلاب الذي تضرر منه كل اليمنيين، وسنعمل للحفاظ على هوية اليمن العروبية أمام هذا المشروع الإيراني الفارسي".
 
 وأضاف: "نخوض حرباً مقدسة نستعيد من خلالها حريتنا، من مشروع استبدادي متخلف، لذا فإننا سنستخدم كل الوسائل، ولعل الخيار العسكري أبرز تلك الخيارات المطروحة".
 
 وأردف: "نأمل بأن يكون هناك حل سياسي للأزمة اليمن، وهناك فرص لنجاح الحل السياسي، لكن للأسف فإن كل جولات المشاورات والمفاوضات بدءاً من جنيف واحد، وجنيف اثنين، ومشاورات الكويت، والعودة مرة أخرى الى جنيف، كلها تؤكد أن ميليشيات الحوثيين تقول للعالم أجمع، ولليمنيين خصوصاً، أنه لا يمكن التوصل معها إلى أي حل سياسي".
 
وأوضح الناطق باسم الحكومة أن الموفد الدولي "استغرق أكثر من أربعة أشهر وست جولات مكوكية، وذهب إلى صنعاء للقاء قائد الجماعة عبدالملك الحوثي، لكن في نهاية لم يتمكن من تحقيق شيء بسيط، وهو إقناعهم بالقدوم إلى مفاوضات جنيف، إذ أصبح الحديث عن الحل السياسي أو التسوية نوعاً من خداع الذات والضحك على الشعب اليمني، بل على العالم أجمع".
 
 وأضاف: "لم يحدث في العصر الحديث أن جماعة استهترت في الأمم المتحدة واستهترت بوعود قطعتها على نفسها مثل الحوثيين" لافتاً إلى أن ميليشياتهم "تختلق الأعذار" في كل مفاوضات، كما حدث في جنيف.
 
اتهامات لإيران

واتهم مسؤولون في الحكومة اليمنية، إيران، فشل هذه مفاوضات جنيف، بعد أن كانت السبب الأكبر في عرقلة وفود الحوثيين إلى جنيف لحضور المشاورات، مستدلين على تعلل الحوثيين بضرورة توفير طائرة خاصة لنقل الجرحى. حيث أكدت الحكومة أن الجرحى إيرانيينن تابعين لمليشيا حزب الله، والذين لقوا مصرعهم أثناء قتالهم مع الحوثيين في اليمن.

وفي هذا الإطار، تسائل راجح بادي، عن مطلب الحوثيين نقل جرحى من عناصرهم عبر مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج: "كيف يمكن نقل 100 شخص مجهولي الهوية، لا نعرف من هم ولا بياناتهم؟ هل هم يمنيون، أم إيرانيون، أم لبنانيون؟ بادّعاء أنهم جرحى".
 
وأكد أن الحوثيين "لا يريدون أن يطلع أحد على وثائقهم أو يعرف أحد من هم، فهل كانوا يريدون تمرير شيء تحت ذريعة نقل وفدهم إلى جنيف؟". 

وكان عدد من أعضاء وفد الحوثي إلى جنيف، قد التقى بحسن نصر الله، رئيس حزب الله اللبناني، وهم ما أعده مراقبون تعليمات واضحة للحوثيين، بالسير نحو الأهداف التي تحقق لإيران طموحها وأهدافها في اليمن والخليج، ومنها عرقلة المشاورات كهدف إيراني خالص.

الحديدة مجددا

يأتي هذا في الوقت الذي أشار فيه عدد من الباحثيين الغربيين، إلى أن معركة الحديدة، وتحريرها من الحديدة، واحدة من أبرز الردود الحكومية الممكنة للضغط على الحوثيينن بعد رفضهم حضور مشاورات جنيف، حيث شهدت مدينة الحديدة مواجهات عنيفة بيني الحوثيين والجيش اليمني، حقق فيها الأخير تقدما كبيرا، وسقوط أكثر من 400 قتيل حوثي خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي هذا السياق، قال الباحث في شؤون الأمن والدفاع ألكسندر ميترسكي، إن "العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة لطرد الحوثيين منها قد تستأنف نظراَ لأنه لم يطرأ أي تغيير على المسار السياسي". مضيفا أن الأسابيع المقبلة في اليمن "قد تكون حرجة".

وأضاف الباحث ميترسكي في تصريحات نقلتها وكالة" فرانس برس" أمس الأول الأحد، إن "المحادثات السياسية لم تنطلق، وبالتالي لا يوجد مسار سياسي يمكن اللجوء اليه، ما يعني انه ستكون هناك قيود أقل لتصرفات الطرفين على الأرض".

ويوضح ميترسكي "مصدر القلق الأوحد بالنسبة إلى التحالف الذي تقوده السعودية هو التعامل مع ردود فعل المجتمع الدولي"، مضيفاً "هناك خطر محدق بسمعة" حملته العسكرية.

ومع فشل عقد مشاورات في جنيف، تتجه الأنظار مجددا الى مدينة الحديدة، حيث تؤكد التصريحات التي أدلى بها مساء السبت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الانطباع حول التصعيد. حيث دعا زعيم الحوثيين في خطاب طويل حمل فيه التحالف مسؤولية فشل محادثات جنيف، أنصاره الى "الثبات والصمود" و"التصدي للعدوان". في اشارة للتحالف العربي بقيادة السعودية.

من جهته، حثّ رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني، اللواء الركن طاهر العقيلي، على تحرير ما تبقى من محافظة الحديدة، داعياً الجميع إلى حشد كل الطاقات والامكانات لهزيمة الحوثيين بالمدينة، وذلك خلال اجتماع له، يوم الأحد، بقيادات الساحل الغربي، العسكريةز 

والسبت الماضي، أعلنت القوات الحكومية، السيطرة على طريق رئيسي شرق المدينة يصل وسطها بمدينة صنعاء ومدن أخرى ويطلق عليه اسم (طريق الكيلو 16)، غداه فشل مشاورات جنيف.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية لـ"فرانس برس" بمقتل 84 شخصاً من القوات الموالية للحكومة اليمنية، والمسلحين الحوثيين، قتلوا في معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة، خلال الـ24" الساعة الماضية.

ووفقاً للوكالة فإن الهجوم على مدينة الحديدة مجدداً، يمثل معضلة بالنسبة الى التحالف العربي كونه سيدفع نحو حرب شوارع قد تؤدي الى سقوط ضحايا من المدنيين.




 



مشاركة الخبر:

تعليقات