الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
محمية "حوف".. لوحة ربانية يفترشها بساط من سندس أخضر يسر الناظرين
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 09 سبتمبر, 2018 - 11:34 مساءً ]
محمية "حوف" واحة من أشجار في غابة يفترشها بساط من سندس أخضر يانع يسر العين والقلب، مهبط الجمال، وحاضنة الخيال، قطعة من الجنة من يزورها تترك بداخله أثرا طيبا لن تمحوه نوائب الزمن أو منغصاته.
محمية "حوف" الغابة والجبل والبحر والوديان والضباب والكائنات الحية، التي تتميز مفردات حية وجميلة اتسق به ذلك المكان لتتشكل من خلاله لوحة جمالية طبيعية آسرة.
تقع محمية "حوف" الطبيعية، في محافظة المهرة اليمنية على بعد 1400 كم تقريبا من العاصمة صنعاء على مساحة جبلية تزيد عن 30,000 هكتار يبلغ أعلى ارتفاع فيها حوالي 1,400 متر عن سطح البحر.
وتقع المحمية بمحاذاة السواحل الجنوبية على امتداد يقدر بحوالي 60 كم من جبل رأس فرتك . وتتميز غابة حوف بمحتواها الطبيعي من النباتات حيث تظم العديد من الأصناف النباتية تمثل – بحسب المسوحات الأولية- 23 عائلة نباتية 43 نوعاً نباتياً.
وتعتبر محمية حوف من أكبر الغابات في شبه الجزيرة العربية كما تشير بذلك الجغرافيا ، حيث تسودها نباتات استوائية منذ مئات السنين ، وذلك الانتشار الكثيف والواسع لنباتاتها ما هو إلا انعكاس طبيعي لما تتمتع به من مناخ معتدل الحرارة ورطب في بعض الأشهر من السنة ، حيث يلفها الضباب من منتصف يوليو حتى منتصف سبتمبر، وتهطل عليها الأمطار الموسمية بمعدل 300ـ700 ملم، كما يسودها مناخ جاف شديد الحرارة في بقية أشهر السنة.
قالبها الطبيعي وكنوزها الإحيائية النادرة جعلها محط اهتمام الباحثين والسياح والبيئيون ، الأمر الذي جعل الحكومة اليمنية تسعي لاحتضانها بشكل رسمي وتعلنها محمية طبيعة رسميه في أغسطس من العام 2005.
تضم المحمية مجموعة من المعالم السياحية وأهمها : مستوطنة دمقوت , ميناء خور الاوزن , جبال حيطوم , وجبال مراره.
الكائنات الحية
يحفل القاموس البيولوجي لمحمية حوف بالكثير من المفردات الإحيائية ، وقد قدر لهذه المحمية أن تأخذها طريقها إلى الاهتمام وان تخضع مؤخراً للتصنيف البيولوجي الذي يعد تصنيفا فيه الكثير من النقص والجهد ، لكن برغم بساطة هذا التصنيف فقد اظهر وجود عالم متنوع من الأحياء النباتية والحيوانية ، إذ قدر وجود أكثر من 225 نوعاً من النباتات تشكل حوالي 12 % من إجمالي النباتات في اليمن.
تم تصنيف هذه النباتات إلى 65عائلة و 165جنساً، تنوعت بحيث تضمنت 45 نوعا من الأشجار و49 نوعا من الشجيرات و88 نوعا من الأعشاب العطرية و10 أنواع من النباتات المتسلقة و7 أنواع من أعشاب ونباتات البردي و12 نوعا من النباتات الزراعية، و 9 أنواع من النباتات المائية الطحلبية. وقد أثبتت بعض الدراسات أن الكثير من هذه الأنواع النباتية تستخدم لأغراض طبية واسعة والبعض منها تستخدم لأغراض التجميل ، ولعل من ابرز النباتات الموجودة فيها الحومر ، والأسفد ، واللبان ، والسدر ، والخدش ، والعض، والمشط والكيليت والفيطام.
ولكن الأجمل ما في هذه المحمية أنها تأوي إليها حيوانات برية مفترسة كالنمر العربي – الذي يعد واحدا من الرموز الوطنية في اليمن إلى جانب شجرة دم الأخوين – والذئاب والضباع والقطط البرية وحيوانات برية مسالمة كالوعول والغزلان والوبر والأرانب البرية مما يجعل توازن الحياة فيها أمراً محسوماً .?الطيور تزين المحمية وتملاها صخباً ،حيث تحوي أكثر من 65 نوعاً من الطيور تتبع 30عائلة، منها 6 أنواع من الطيور النادرة، وتعد المحمية مأوى للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة حيث تم فيها رصد حوالي (43 طيراً) مستوطناً ومهاجراً مثل طيور الحجل و السلوى الجبلي ، والحمام ، والعقاب الأسود، والعوسق الأوروبي. ?تزخر المحمية بأنواع عديدة من الحشرات والزواحف لكن خطة التصنيف للمحمية لم تتناول هذا الجانب من الأحياء باستثناء الشيء اليسير وهو لا يرقى إلى مسميات التصنيف البيولوجي.
ومن المميزات التي تحظى بها المحمية هو انتشار الضباب وبشكل كثيف خلال الموسم المطري ، فتكاد لا ترى فيها شيئاً سوى ركام ضبابي ابيض يلفها بإتقان ، تتحول خلاله المحمية وكأنها صفحة جليدية منبسطة على جزيرة “جرينلاند” القطبية ، وهذا الضباب يدعم الحياة فيها بشكل كبير ويعطيها هذا الوهج الأخضر المتميز بعد أن يغذيها بقطرات المياه المتناثرة.
مشاركة الخبر: