حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > تقارير

ما خطورة تجنيد السعودية مليشيا في المهرة من خارج المحافظة ؟ (تقرير خاص)

المهرة بوست - تقرير خاص
[ الأحد, 09 سبتمبر, 2018 - 08:27 مساءً ]

لم يكن الهدوء الذي احتفظت به محافظة المهرة المسالمة في أقصى شرق اليمن استثناءا مفتوحا عن الصراع اليمني المشتعل في شمال اليمن وغربه وجنوبه والذي طال كل محافظات اليمن تقريبا عدا المهرة وسقطرى. 
 
ظلت المهرة عقود من الزمن هادئة مستقرة لم تصب بداء الصراعات التي ابتليت بها بقية المحافظات اليمنية خصوصا الشمالية، وبعض محافظات الجنوب مثل عدن وأبين والضالع ولحج وشبوة والمكلا.
 
ورغم تحرير الجنوب كاملا من الحوثيين 2015 والقاعدة في عام 2016 إلا أن معظم محافظاته ظلت في قلب الصراعات السياسية والعسكرية الناشئة عن انقلاب الحوثيين وحرب التحرير، واختلاف اجندات دول في التحالف ومطامعها في النفوذ باليمن. 
 
لم تكن "المهرة" بعيدة عن الصراع بل مثلت هدف لذلك، وتجلت تلك المطامع بإنشاء قواعد عسكرية سعودية في المهرة بأسلحة ثقيلة وهيمنت هذه القوات على مؤسسات الدولة في المهرة وسيطرت على المنافذ الرئيسية والمنشآت الحيوية وعملت على تبديل قوات الجيش والأمن بقوات جديدة لا تخضع للدفاع والداخلية وأغلقت المنافذ وعطلت الحياة بشكل كلي.
 
ويتخوف المهريون من نقل الصراعات الملتهبة باستمرار في مدن اليمن الرئيسية كصنعاء وتعز وعدن إلى المهرة، خاصة وأنها على القرب من عمان غير المشاركة في التحالف العربي.
 
وتمثلت إجراءات السعودية والإمارات بالسيطرة على الموانئ والمطارات وخاصة مطار الغيظة وموانئ المهرة ومنافذها البرية مع سلطنة عمان (صرفيت - شحن) وإغلاقهما دون أي مبررات أو تنسيق مع الحكومة أحد أهم مظاهر الهيمنة هناك على مؤسسات الدولة اليمنية.
 
خليفة الأحداث
 
منذ نحو عام، تسابق السعودية والإمارات، الزمن؛ للسيطرة على محافظة المهرة، مستخدمة تدخلها العسكري في اليمن؛ بحجة استعادة الشرعية، لتنفيذ هذه الأجندات التي تكشف كل يوم أن ما زعمت أنها أهداف عاصفة الحزم، ليست سوى الواجهة للسيطرة على اليمن وثرواتها. 
 
ظلت المهرة بعيدة عن واجهة الأحداث في اليمن، وتكاد تكون محافظة مستقلة عما يجري في اليمن من أحداث منذ أربع سنوات، لأسباب كثيرة منها عدم وصول مليشيا الحوثي إليها، فضلا عن تماسك المجتمع المهري، الذي يعيش بشكل متجانس بعيدا عن الفتن والمشاكل التي تحاول بعض القوى الخارجية وتحديدا السعودية والإمارات تنفيذها في اليمن.
 
ومع نهاية العام المنصرم بدأت الحشود العسكرية للسعودية في المهرة، وتحديدا في نوفمبر 2017، وقامت بالسيطرة على مطار المحافظة وميناء نشطون وسيحوت وغيرها من المرافق الهامة، تحت تلك المبررات الواهية.
 
آفاق الاعتصام
 
ومع استشعار أبناء المهرة، أن محافظتهم باتت تعيش بشكل احتلال سعودي غير مُعلن، الأمر الذي دعا أبناء المحافظة لتنفيذ اعتصام مفتوح في يونيو الماضي، للمطالبة بإخراج القوات السعودية من المحافظة، ومع استمرار زخم هذه المظاهرات الشعبية، رضخت السعودية لتوقيع اتفاق مع المعتصمين، وتشكيل لجنة للإشراف على النقاط المتفقة عليها، أهمها إخراج القوات السعودية، من المحافظة.
 
وقبيل انتهاء الفترة المتفق عليها بين القوات السعودية وأبناء المهرة المعتصمين بتنفيذ الاتفاق في تحقيق المطالب الستة التي أعلن عنها ابناء المحافظة المعتصمين، وإعادة الوضع كما كان عليه سابقا، وبعد مرور شهرين – وهي الفترة التي علق فيها ابناء المهرة اعتصامهم - لم تنفذ أي بند من تلك الاتفاق، كما قامت السعودية باستحداث نقاط ومواقع عسكرية ودفعت بتعزيزات عسكرية جديدة، آخرتها تجنيد مليشيا من خارج المحافظة.
 
خلق فتنة
 
واستقدام السعودية لمليشيا من خارج محافظة المهرة وتجنيدهم للعمل تحت إشراف القوات السعودية، يشكل خطرا محدقا امام أبناء المهرة والمستقبل السيئ الذي ينتظر محافظتهم المسالمة.
 
يرى مراقبون أن استقدام السعودية مليشيا من خارج المهرة خطوات استفزازية، تهدف إلى إحداث تصادم بين أبناء المهرة وجيرانهم من أبناء حضرموت، ومحاولة يائسة لخلق فتنة بين ابناء المحافظة.
 
يشار إلى أن ابناء محافظة المهرة طوال فترة تواجد فرق التحالف السعودي الاماراتي حرصوا على التماسك الاجتماعي والحفاظ على وحدة الصف وعدم الانجرار الى مربع الفوضى التي كانت تُرسم من قبل قيادة التحالف بالمحافظة.
 
أجندات مشبوهة
 
المحلل السياسي وديع عطا، قال "واضح جداً أن ما يجري في الحديدة يتكرر في المهرة، وهو الاعتماد على تشكيلات عسكرية مطيعة يسهل التحكم فيها لأنها بالنسبة لمن يمولها كتائب مرتزقة لا جيش وطني". مشيرا إلى أنه تحت ضغط الحاجة للمال، وكذا ضعف الوازع الوطني، سيكون من السهل تحريكهم بما يخدم القوى الداعمة والدولة الراعية.
 
واضاف عطا في تصريح خاص لـ "المهرة بوست": "تلجأ السعودية والإمارات لهذا الفعل حين تشك في عدم ولاء أهل الأرض لها، وهو ما فعلته ولا تزال في عدن حين جنّدوا للسيطرة عليها قيادات تقدم المصلحة الشخصية والقبلية على مصلحة الوطن العليا".
 
وتابع: "مع ذلك نراهن على وعي أبناء المهرة لإفشال هذا المخطط". وقال "ندعوا ابناء المهرة للتصدي لكل المخططات التي تستهدف محافظتهم الآمنة، وتنال من وحدة نسيجهم الاجتماعي، ويؤسس لحقد مناطقي تجاه المحافظات التي يتم التجنيد منها لتحقيق أجندات مشبوهة".
 
خلق صراعات مناطقية
 
الناشط السياسي محمد سعيد الشرعبي قال إن "تجنيد اشخاص من خارج المهرة يخلق صراعات وحساسيات مناطقية في محافظة مسالمة وبعيدة عن دوامة الحرب والصراعات، بالإضافة إلى زيادة مخاوف الجارة سلطنة عُمان".
 
واضاف الشرعبي في تصريح لـ "المهرة بوست" الأفضل أبعاد المهرة عن جحيم الحروب والصراعات السياسية وتعزيز حضور الدولة فيها لخدمة الناس بدلا من نقل التجربة العدنية إليها.




مشاركة الخبر:

تعليقات