الرئيسية > تقارير
دفع السعودية بتعزيزات عسكرية للمهرة تعنت واضح ونقض للاتفاق مع ابناء المحافظة (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 07 سبتمبر, 2018 - 08:24 مساءً ]
أثار دفع المملكة العربية السعودية تعزيزات عسكرية إلى محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن، موجة غضب لدى اليمنيين عموما وأبناء المهرة خصوصا.
ودفعت السعودية، اليوم الخميس، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة المهرة ، كما تقوم بتجنيد عسكريين من خارج المهرة لقمع الاحتجاجات ضدها، في تطور خطير يكشف عن نوايا الرياض ومساعيها لإحكام قبضتها على المحافظة.
ويأتي دفع الرياض بتلك التعزيزات العسكرية بعد شهرين من توقيعها والسلطة المحلية، اتفاقا( 12 يوليو الماضي) مع لجنة اعتصام أبناء المهرة، قضى بسحب القوات السعودية المتواجدة بالمحافظة، والتي على أثرها علقت لجنة الاعتصام اعتصاماتها لمدة شهرين، لتنفيذ تلك المطالب.
بداية النضال
ومنذ 25 يونيو الماضي بدأ ابناء المهرة بتنفيذ اعتصاما مفتوحا احتجاجا على تجاوزات القوات السعودية التي سيطرة على المنافذ الرئيسية والمنشآت الحيوية بالمحافظة، وهو ما اعتبره أبناء المحافظة انتهاكا للسيادة الوطنية.
وطالب المحتجون بتنفيذ 6 أهداف تتمثل برفض تواجد القوات السعودية، والحفاظ على السيادة الوطنية وتسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي إلى القوات اليمنية واعادة الوضع إلى ما كان عليه من سابق.
وبعد 17 يوما من الاعتصام السلمي الذي أعلنه أبناء المهرة، للمطالبة بالسيادة الوطنية واخراج القوات السعودية من المنافذ والمنشآت الحيوية، أعلنت السلطات السعودية موافقتها على مطالب المعتصمين بمحافظة المهرة، تحديدا 12 يوليو الماضي.
مطامع واحتلال
وكانت السعودية قد دفعت بتعزيزات عسكرية في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي تمركزت في مطار الغيضة والمنافذ البرية والبحرية، تحت لافتة مكافحة التهريب، وهو ما رفضته حينها مكونات قبلية وسياسية.
وتمنع القوات السعودية حركة الملاحة والصيد في ميناء نِشْطون، كما حولت مطار الغيضة الدولي لثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
واعتبر وكيل المحافظة الشيخ علي سالم الحريزي، وجود القوات السعودية في المحافظة إحتلال، الأمر الذي ضغطت الرياض على الرئيس عبدربه منصور هادي، لإقالته من منصبه.
ورفع المعتصمون الذي يتشكلون من مختلف الأطياف القبلية والاجتماعية ست مطالب للتحالف العربي، مؤكدين عن تمسكهم بالسيادة الكاملة للمحافظة تحت مظلة الحكومة الشرعية.
توجس
كما أثار دفع السعودية تعزيزات عسكرية جديدة إلى المهرة توجس أنباء المحافظة المسالمة، وتخوفهم من اصرار السعودية على جر المحافظة الى الفوضى والعنف.
ومع انتهاء الشهرين - الفترة المحددة في الاتفاق المبرم مع ابناء المهرة لتنفيذ مطالب المعتصمين- بدأت القوات السعودية المرابطة في المهرة ، اليوم الخميس، عملية تجنيد من خارج محافظة المهرة استباقا لأي احتجاجات قد يقوم بها ابناء المحافظة.
تجنيد مليشيا من خارج المحافظة
ويرى مراقبون أن عملية التجنيد تأتي بعد فشل التحالف السعودي الإماراتي في اقناع ابناء محافظة المهرة بالتراجع عن مطالبهم وايضا تهرب من السعودية من تنفيذ مطالب المعتصمين، ومغادرة قواتها من المحافظة.
وحذر مراقبون من أن تجنيد السعودية لعناصر من خارج محافظة المهرة سيكون كارثيا وسيجر المحافظة إلى الفوضى والعنف، مشيرين إلى أن السعودية تنوي شرا وأن المحافظة مقدمة على فصل من التعسفات والاعتقالات، كما حصل ذلك في عدن والمكلا.
رعب وخوف من عودة الاعتصام
مسؤول يمني طلب عدم الكشف عن هويته، قال لـ "المهرة بوست" إن "دفع السعودية بقوات جديدة لمحافظة المهرة، وقيامها بتجنيد عسكريين من حضرموت، واستقدام مليشيات من خارج المهرة، يدل على الرعب الذي تعيشه السعودية من عودة ساحة الاعتصام، وخوفهم من أن تتحول المهرة الى نواة لاستنهاض باقي المحافظات للانتفاض في وجه تحالف السعودية والإمارات، والعبث الذي يمارسه التحالف بحق المناطق المحررة".
وأشار المسؤول إلى أن "الأطماع القديمة للسعودية في المهرة والمتمثلة بإنشاء قناة بحرية تربط الخليج ببحر العرب لضمان تصدير النفط عبر ميناء مخصص في المهرة خوفا من قيام ايران بإغلاق مضيق هرمز".
يقول المسؤول اليمني "المهرة بقيادة المناضل الكبير والشخصية الوطنية المعروفة الشيخ علي سالم الحريزي تصدرت رفض سياسة السعودية ومساعيها للهيمنة على المحافظة".
تنصل من الاتفاق
يضيف المسؤول، إن إعلان المعتصمين تعليق فعالياتهم لمدة شهرين كانت لمنح السعودية فرصة لمراجعة حساباتها الخاطئة في المهرة واليمن عموما، لكن السعودية تنصلت -حسب قوله - عن الإلتزام بالاتفاق وقامت بممارسات استفزازية وانشاء نقاط عسكرية دون الرجوع للسلطة المحلية وأظهرت بتصرفاتها كمحتل وليس شريك".
وقال "الآن وبعد انتهاء الفترة التي أعلنها اعتصام ابناء المهرة أصبحت عودة المعتصمين للساحة ضرورة وطنية ومطلب وطني لوقف عبث السعودية والامارات ومساعيهما لملشنة المحافظة واغراقها بالفوضى".
وتابع: "اليوم المهرة تقود حركة الرفض التي انتقلت الى كل محافظات الجنوب، وستنتقل الى كل محافظات اليمن، لأن السعودية - وفق تعبيره- انحرفت عن أهدافها، ولم يعد هدفها إعادة الشرعية وانهاء الانقلاب".
يشير المسؤول اليمني إلى أن هناك صحوة مجتمعية تتنامى وتتوسع كل يوم ضد عبث التحالف الذي يقوم بتدمير اليمن تحت يافطة الانقاذ، لافتا إلى أن الشرعية محتجزة في الرياض، والقرار اليمني مصادر، وأصبح السفير السعودي في اليمن هو الحاكم الفعلي للبلاد، وهذا الامر مرفوض جملة وتفصيلا.
وختم المسؤول اليمني حديثه لـ "المهرة بوست" قائلا: "ما يقوم به أحرار المهرة بقيادة الشيخ علي سالم الحريزي يحظى بتأييد شعبي واسع في كل المحافظات، لأن الوقوف أمام عبث تحالف السعودية الامارات أصبح أولوية ومطلب وطني لإنقاذ البلاد من الانهيار".
التفاف على الاتفاق
المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي قال إن "دفع السعودية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المهرة يأتي ضمن مخطط تعزيز النفوذ السعودي في المهرة".
واعتبر التميمي في تصريحات لـ "المهرة بوست" أن تعزيزات القوات السعودية في المهرة التفاف على الاتفاق الذي ابرمته مع أبناء هذه المحافظة".
واضاف "بحسب المعلومات التي لدي هناك دفعة من السيارات الصالون الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي التي تستخدم للاغراض العسكرية وصلت إلى المهرة من جهة حضرموت، وهي وإن لم تكن تعزيزات عسكرية – وفق تعبيره - فإن ما ترسخ لدى المطلعين من أبناء المهرة انها تأتي في سياق جهد المملكة لشراء الولاءات والترضيات لزعماء العشائر وهي في المحصلة تأتي ضمن مخطط تعزيز النفوذ السعودي في المهرة".
انتهازية
وأشار التميمي، إلى أن التحركات الاخيرة للسعودية في المهرة يأتي في اطار الانتهازية لما يحدث من تصعيد في بعض المحافظات الجنوبية.
وقال: "اللافت أن هذه التحركات غير الودية التي جاءت بعد شهرين من وقف التصعيد من جانب أبناء المهرة تأسيسا على ذلك الاتفاق المبرم، كان ينتظر من الرياض أن تتحرك لمواجهة التصعيد الموجه ضد الحكومة التي جاءت لدعمها، والذي تنفذه من الفصائل الحراكية الموالية لها وللإمارات في بعض المحافظات الجنوبية، ولكنها على ما يبدو تتخذ من أعمال العصيان المدني غطاء لتحركاتها في المهرة، وهو شكل من أشكال الانتهازية والاستخفاف بإرادة الشعب اليمني في المهرة". مضيفا "لن يمر بسلام على أرجح التقديرات".
مشاركة الخبر: