الرئيسية > تقارير
رئيس الأركان يعود لممارسة مهامه من معاشيق "عدن" لأول مره.. دلالات وإشارات (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 06 سبتمبر, 2018 - 10:34 مساءً ]
بدى لافتا تلك التحركات الواسعة، التي بدأ يمارسها رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن طاهر العقيلي، من قصر المعاشيق في عدن، لأول مرة منذ تحريرها من الحوثيين، في أواخر 2015، وسيطرة الإمارات عليها بشكل كامل.
واستهلّ اللواء العقيلي، ممارسة مهامه، بإستقبال قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، أمس الأربعاء، مؤكدا أن اليمن لن يكون منطلقا للجماعات الإرهابية؛ بل جزءا فاعلا في تحقيق السلم والأمن الدوليين.
وبحسب وكالة سبأ، فقد "ناقش اللقاء تطوير قوات خفر السواحل اليمنية، والقوات البحرية والخاصة؛ لمواجهة تهديدات الميليشيات الإرهابية ومكافحة التهريب". كما ناقش اللقاء مستجدات الوضع في اليمن، وجهود الحكومة لاستعادة الدولة والقضاء على انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وأكد رئيس الأركان، أن القيادة السياسية ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ماضية في مسار استكمال استعادة ما تبقى من مناطق تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية؛ مهما كانت التضحيات، بدعم وإسناد من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
تصحيح إختلالات
كما عقد رئيس الأركان اللواء العقيلي، في قصر المعاشيق بعدن، اليوم الخميس، اجتماعا ضم نائب رئيس هيئة الأركان، اللواء الركن صالح الزنداني، ورئيس هيئة العمليات الحربية اللواء الركن ناصر بارويس، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن فضل حسن.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن دكتور طاهر العقيلي، إن توجيهات الرئيس هادي تقضي بسرعة تصحيح الاختلالات في القوات المسلحة من أجل بناء مؤسسة عسكرية صلبة تحمي الوطن، وتحفظ حياة الناس وممتلكاتهم العامة والخاصة.
وبحسب وكالة سبأ، فقد "ناقش الاجتماع الجهود المبذولة لضبط الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والعمليات العسكرية المستمرة في عدد من المحاور والجبهات لإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران". مثمنا "التضحيات التي يقدمها أبطال الجيش الوطني ومنتسبي المنطقة العسكرية الرابعة في مواجهة المليشيا الحوثية الإرهابية".
واستمع رئيس الأركان من قائد المنطقة الرابعة الى شرح موسع حول جهود منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة والانجازات التي حققتها في معارك التحرير وإسهاماتها الفاعلة اليوم في معركة الساحل الغربي وجبهات كرش والقبيطة وقعطبة.
دلالات التوقيت
ولعلّ اللافت في هذا الأمر هو تزامن وصول اللواء العقيلي إلى قصر المعاشيق في عدن، واستقباله الوفد الأمريكي، مع المظاهرات التي اندلعت في محافظة الجنوب، وتحديدا في مناطق سيطرة الإمارات، "الحبيلين" بمحافظة لحج، أمس الأربعاء، والتي رفع فيها المشاركون شعارات تندد بالسعودية، مطالبين إياها بالرحيل من اليمن، باعتبارهم عملاء لأمريكا.
وبحسب مراقبين، فإن وصول العقيلي، إلى قصر المعاشيق بعدن، لأول مره، يأتي في إطار الصراع السعودي الإماراتي، والذي بات يتزايد بشكل ملحوظ، خصوصا مع المظاهرات التي خرجت منددة بالسعودية، في مناطق خاضعة لسيطرة الإمارات.
وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، معن دماج، "إن علامات الصراع السعودي الاماراتي تتزايد". مشيرا إلى أن "لقاء رئيس الاركان اليمني، العقيلي، مع قائد القيادة المركزية الامريكية الوسطى في قصر معاشيق في عدن؛ لا يمكن فهمه؛ إلا باعتباره اشارة على دعم دولي للشرعية".
وأضاف دماج، إضافة إلى هذا الدعم الدولي للشرعية، "هو في الآن نفسه، إشارة وردّ سعودي، على شعارات رفعتها أطراف تدور حول الحراك المدعوم إماراتيا ضد الملك سلمان في الحبيلين". في إشارة الى مظاهرات الحبيلين التي رفع المشاركون فيها شعار منددة بالسعودية منها "برع برع يا سلمان.. يا عميل الأمريكان".
وتابع معن دماج قائلا: إضافة إلى ذلك، فإن "لمظاهرات المكلا، التي نددّت بالإمارات". مضيفا: "يبدو أن السعودية ستنفتح أكثر على الإصلاح في الجنوب؛ لإنه الطرف الوحيد الذي يملك حيثية شعبية، ومستعد للتحرك الشعبي ضد الامارات". حسب قوله.
تحركات سابقة
كما بدى لافتا هذا التحرك الذي يبديه العقيلي، من قصر المعاشيق بعدن، والتي جاءت بالتزامن مع حلول مشاورات جنيف3 بين الحوثيين، والحكومة الشرعية، كما تزامنت مع مغادرة الرئيس هادي إلى أمريكا لإجراء فحوصات طبية، وحضور إجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة منتصف الشهر الجاري.
وكان هذا التحرك اللافت لرئيس هيئة الأركان العقيلي، في قصر المعاشيق بعدن، قد سبقه تحرك واسع له، حيث قام بزيارة المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، وكذا زيارة المنطقة الثانية، وحضور حفل تخرج لعدد من القوات العسكرية في مدينة المكلا، خلال الشهر الماضي.
كما قام العقيلي، بزيارة لمحافظة المهرة شرقي اليمن، والإطلاع على الوحدات العسكرية المرابطة في المحافظة والتابعة للمنطقة العسكرية الثانية، والتي مقرها في المكلا، والتي تزامنت مع التوتر بين أبناء المحافظة والسلطة المحلية، إثر الحشود العسكرية التي تقوم بها السعودية في المحافظة.
ضوء أخضر
وعطفا على ما سبق، فإن هذه التحركات لرئيس هيئة الأركان، قد جاءت بعد عودته من الرياض، وهو ما أعده مراقبون، جاء بضوء أخضر منها لمحاولة إعادة بناء الجيش الوطني، والتخلص من الأحزمة التي قامت الإمارات بإنشاءها خارج المؤسسة العسكرية، لمحاولة فرض واقع جديد، في بعض المحافظات الجنوبية.
ويبقي السؤال: هل سينجح العقيلي في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، والتخلص من المليشيات التي تم بناءها بدعم إماراتي، تحت مُسمى النخب والأحزمة، المناطقية؟ وكيف ستواجه الإمارات هذه الخطوات التي يقوم بها العقيلي لتعزيز حضور الدولة أولا وتقليص نفوذها العسكري في المحافظة ثانيا؟
مشاركة الخبر: