شركة صينية تكشف عن روبوت مرن على هيئة إنسان     بريطانيا: دخول نحو 500 سفينة إلى موانئ الخاضعة للحوثيين منذ أكتوبر الماضي     الطيران الأمريكي البريطاني يستهدف مطار الحديدة بأربع غارات     للمرة الثالثة.. سلطة مارب:  "طريق مأرب - البيضاء" مفتوح من جانبنا منذ ثلاثة أشهر     عمال شركة النفط بشبوة يتوعدون باللجوء للقضاء لانتزاع حقوقهم     غزة.. القسام تقتل 7 جنود للاحتلال بعملية نوعية في جباليا     لليوم الثالث.. احتجاجات غاضبة في عدن تنديدا باستمرار تردي الكهرباء     جماعة الحوثي تعلن مقتل وإصابة ثلاثة مواطنين بقصف سعودي في صعدة     الغارديان: واشنطن أعطت السعودية الضوء الأخضر لمحاولة إحياء اتفاق السلام مع الحوثيين     "العفو الدولية" تدعو الحوثيين للإفراج الفوري عن خبير تربوي     الأونروا: إسرائيل هجّرت 450 ألف فلسطيني من رفح     بريطانيا: دخول 500 سفينة إلى موانئ الحوثيين منذ أكتوبر الماضي "دون تفتيش"     غزة.. ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35173 والإصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان     اتحاد نساء اليمن يدين اقتحام ومصادرة مقره من قبل عناصر الانتقالي في عدن     الأرصاد يتوقع طقساً حاراً وهطول أمطار    
الرئيسية > أخبار اليمن

مشاورات "جنيف3" بين الحكومة والحوثيين.. فرص النجاح وبوادر الفشل؟! (تقرير خاص)


وفد الشرعية في جنيف

المهرة بوست - خاص
[ الاربعاء, 05 سبتمبر, 2018 - 10:05 مساءً ]

من المتوقع ان تنطلق يوم غد الخميس، 6 سبتمبر 2018، المشاورات بين الحكومة الشرعية في اليمن، وجماعة الحوثي الإنقلابية، في العاصمة السويسرية جنيف، والتي تقام تحت رعاية الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص الى اليمن مارتن غريفيت.

ووصل اليوم الأربعاء، وفد الحكومة الشرعية، برئاسة وزير الخارجية خالد اليماني، وعضوية كلا من: عبدالله العليمي،  مدير مكتب رئيس الجمهورية، والبرلماني والقيادي في حزب الإصلاح علي عشال، والقيادي في حزب الرشاد السلفي محمد العامري، والقيادي في الحراك الجنوبي علي هيثم الغريب، ومستشار رئيس الرئيس هادي ياسين مكاوي، ووزير الثقافة مروان دماج، والقياديين في حزب المؤتمر حسن اللوزي، وعثمان مجلي، والدبلوماسية، رنا غانم، وهادي هيج.

في غضون ذلك، لا يزال وفد الحوثيين والمؤتمر الخاضع لهم في صنعاء يطالب بإرسال طائرة تنقل أعضاءه مع جرحى.

وقال عبدالملك العجري، عضو وفد الحوثيين في مشاورات جنيف، "فشلت الامم المتحدة حتى الان في استخراج ترخيص" من التحالف وذلك لـ"تسيير طائرة تحمل الوفد المفاوض وعودته مع عدد من العالقين والجرحى بذات الالية التي كانت تحصل في كل المشاورات السابقة".

وتحدثت وسائل إعلام سعودية عن أن وفد الحوثيين طرح شروطاً جديدة من شأنها أن تعيق انطلاق المشاورات في موعدها غداً الخميس.

بوادر فشل

ومن خلال المعطيات على الأرض، فإن هذه المفاوضات لن تختلف كثيرا عن سابقاتها في جنيف 1 و 2، والتي كان مصيرها الفشل. خصوصا في ظل تعنت الحوثيين، ومحاولة وضع شروط مسبقة قبل البدء بالحوار، وهو الأمر الذي دعا المبعوث الأممي لتأجيل انطلاق الحوار دون أن يتم التحديد.

حيث قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إن مشاورات جنيف التي كان مقرر انطلاقها غدا الخميس قد تتأجل “بعض الوقت” بسبب عدم وصول وفد الحوثيين.

يأتي هذا في الوقت الذي ألمح فيه السياسي اليمني البارز، الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، والأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني السابق، إلى فشل مشاورات جنيف في 6 سبتمبر الجاري.

وأشار الدكتور ياسين نعمان في مقال نشره على صفحته في "الفيس بوك"، الى إفراغ جنيف من محتواه؛ وذلك بعد إعلان الحوثيون ما يُسمى بـ"الولاية" أساسا للحكم.

واضاف، وعلى ذلك هل ستمضي هذه الدورة من المشاورات في بحث مشروع الولاية والنظر في إمكانية الأخذ به كسبيل لحل المشكلة، أم في إقناع الحوثيين بأن موضوع “الولاية” أمر لا أساس له من أصله، أو أنه ذو أصل ولكن عفى عليه الزمن، أم أن إدعاءهم الميراث أمر مشكوك فيه وعليهم إثباته … وإذا لم يتوصلا إلى حل لهذا الإشكال فهل سيكون تعزيز الثقة بواسطة “البينة على من ادعى واليمين على من أنكر”؟ .

وتساءل نعمان في منشوره، ما الذي أبقاه الحوثيون لجنيف بعد أن أعلنوا تمسكهم بالولاية كأساس للحكم؟ وبعد أن أكدوا أن خيارهم (هذا) هو خيار القوة الذي صنعوه بالدماء والتضحيات ؟!

وتابع: "اليوم يذهب الجميع إلى جنيف في جولة من مفاوضات جديدة، وهو أمر من الممكن أن يبنى عليه الشيء الكثير باعتباره خطوة نحو فتح آفاق لتفاهمات تتعلق ببناء الدولة". مستدركا ذلك بالتساؤل: يا تُرى ما الذي سيتضمنه تعزيز المسار على هذا الطريق وقد أغلق الحوثيون باب التفاهم بإعلان تمسكهم بالولاية قبل جنيف بأيام قليلة؟.

وأضاف: هل وصلت الرسالة للجميع؟ مؤكدا أن "هذه الحقيقة لا يمكن النظر إليها، إلا بأنها تواصل مع تلك الميوعة من بناء الدولة الوطنية، التي مارسها نظام متداخل التكوينات الاجتماعية والثقافية والسياسية والمنافعية طوال عقود من قيام النظام الجمهوري، بعد أن أفرغ من محتواه". حسب قوله.

أجندة المفاوضات

وتركز المفاوضات والمشاورات التي ستنطلق في جنيف بين المكونات اليمنية، على بعض المحاور جميعها تتعلق ببناء الثقة، قبل الدخول في مفاوضات مباشرة.

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية اليمني "خالد اليماني"، إن مجمل المحاور التي سيجري مناقشتها في اجتماع جنيف، لن تتجاوز 4 محاور رئيسية متعلقة بإجراءات بناء الثقة. 

وذكر "اليماني" في تصريحات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، الخميس الماض، أن حكومة بلاده تعمل حاليا على استكمال الترتيبات لتشكيل الفريق الحكومي المشارك في مشاورات جنيف والمقررة في السادس من سبتمبر (أيلول)، بعد أن تلقت من مكتب المبعوث الأممي العدد المقترح للمشاركين في هذه المشاورات. 

ولفت إلى أن المحور الثاني الذي سيطرح، يتعلق بإشكالية دفع أجور العاملين في الخدمة المدنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وكيفية حلها. 

وأمس الأربعاء، قال المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الأربعاء، إن محادثات السلام المقبلة في جنيف ستستكمل المشاورات الثلاث السابقة. 

ولفت غريفيث في مقابلة مع تلفزيون "سكاي نيوز عربية"، إلى أن المشاورات القادمة في جنيف ستنطلق من حيث انتهت مشاورات الكويت التي انتهت في يوليو/تموز2016. وقال غريفيث "الجولات الثلاث السابقة سجَّلت تقدما لكنه لم يكن كافيا. 

وقال غريفيث إن هناك رغبة من الطرفين المشاركين في محادثات السلام اليمنية في جنيف، لحل النزاع، مبدياً أمله في أن تفي جماعة الحوثي بما سيتم الاتفاق عليه. مضيفا: "سنتعلم من أخطاء الماضي ودروسه الإيجابية وسنحاول المضي قدما في هذه المحادثات".   

الخيار العسكري

وفي هذا السياقـ قال مستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز جباري، في مقابلة متلفزة مساء أمس، على قناة سهيل، أن مليشيات الحوثي لن تخضع لجهود السلام إلا في حالة كسرها عسكرياً، وستعمل لعرقلة المشاورات الأخيرة.

ولفت جباري، الى أن رؤيته تنطلق من تجربته معهم وبعد سلسلة حوارات واتفاقات مع الحوثيين، مؤكدا أن المليشيات الحوثية نقضت اتفاقات سابقة وعملت على عرقلة المفاوضات في جولاتها السابقة وتستغلها فقط لكسب الوقت وإعادة تموضع عسكري.

وشدد جباري على أن الهزيمة العسكرية للحوثيين ومواصلة قوات الجيش الوطني التقدم الميداني في عدة جبهات، هي الطريقة الوحيدة لإخضاع المليشيات لجهود السلام الدائم والثابت.

نقض الإتفاقات 

وتعثرت جولات السلام المتلاحقة لأكثر من ثلاثة أعوام، نتيجة المناورة الحوثية بالوقت وطرح ذرائع واشتراطات تعجيزية، الى جانب تمسك الجماعة بإنقلابها ورفض تسليم سلاح الدولة والانسحاب من المدن اليمنية كمحددات رئيسية أكدها قرار مجلس الأمن 2216.

وبفعل السجل الطويل لمليشيات الحوثي في عرقلة جهود السلام وعرقلة الاتفاقات، فقدوا ثقة الحكومة الشرعية والتحالف العربي في نيتهم تجاه المشاورات، الأمر الذي يعيق إحلال السلام عن طريق المفاوضات بعيد من المنال وفقاً لمحللين.

ويأتي نقض العهود والمواثيق جزء من تاريخ الحوثيين وسجلهم الحافل بالمتناقضات, منذ بدء ظهورهم المسلح عام 2004م وحتى اليوم, حيث أكدت إحصائية عن نقض الحوثيين اكثر من 40 اتفاقية، كان آخرها تصفية حليفهم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في 4 ديسمبر  2017.

تفاؤل أمريكي

وفي الوقت الذي أبدى فيه عدد من المراقبين اليمنيين عدم تفاؤلهم بنجاح المفاوضات بين الحكومة والحوثيين في جنيف3، عبرت امريكا عن تفاؤلها بنجاح هذه المفاوضات، خصوصا بعد وصل كل الأطراف إلى أهمية الحلول السياسية وإيقاف الحرب.
 
وعبرت المحللة الامريكية البارزة لدى مجموعة الازمات الدولية، اليزابيث ديكنسون، عن تفاؤلها بمستقبل المحادثات المقبلة في جنيف، والتي من المقرر أن تستأنف الخميس المقبل 6 سبتمبر/ أيلول في سويسرا، مرجعة ذلك، إلى أن هنالك معرفة بخيار الاطراف المعنية في واقع الامر.   

وبررت ذلك بالقول "أعتقد اننا وصلنا الى المرحلة التي أصبحت فيها أطراف الصراع تؤمن بالفعل بأن خيار استئناف المحادثات يمثل المسار الافضل للمضي قدماً، ولذا اعتقد أن المبعوث الاممي الجديد الى اليمن مارتن غريفيث يحظى حالياً بثقة كافة أطراف النزاع ً أكثر من أي وقت مضى".   

وأضافت "أعتقد أن كل تلك المؤشرات يمكن ان تلعب دوراً مؤثراً ثم اننا مؤخراً بالفعل لاحظنا مؤشراً على امكانية تقارب طرفي الصراع بصورة أكثر من مما كان متوقعاً".   

وذكرت أنه حالياً هنالك مفاوضات مرتقبة لمحاولة ايجاد طريقة سلمية من شأنها خفض توتر الوضع القائم هناك، مشيرة "في بداية المحادثات لم يكن أحد يتوقع حصول تقارب بين الاطراف بخصوص الاتفاق غير ان ما شهدناه خلال الاشهر الاخيرة أظهر في الحقيقة أن هنالك تقارب في المواقف".   

ولفتت المحللة الأمريكية "وبرغم عدم تحقق السلام حتى الان، إلا أن ما كان أمراً مستحيلاً العام الماضي أصبح اليوم ممكناً أكثر نتيجة للعلاقات التي يمكن الاعتماد عليها والتي بناها غريفيث اضافةً للحالة الطارئة بوضوح فيما يتعلق بالوضع الانساني في البلاد".    

واختتمت حديثها بالقول "لقد أصبح هنالك ادراك حقيقي بأن اليمن لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الصراع الدائر واعتقد أن كافة الاطراف ايضاً اصبحت ترغب بالتحرك نحو انهاء الحرب بشكل يفوق ما كانت عليه تلك الرغبة خلال السنوات الماضية". 

 



مشاركة الخبر:

تعليقات