الرئيسية > أخبار اليمن
سخط شعبي في عدن.. هل نجحت مخططات أبوظبي في جر الحكومة إلى مواجهة الشعب؟
المهرة بوست - وحدة الرصد-خاص
[ الأحد, 02 سبتمبر, 2018 - 04:38 مساءً ]
أندلعت مظاهرات في شوارع عدن جنوبي اليمن، اليوم السبت، احتجاجًا على انهيار سعر العملة المحلية وغلاء المعيشة.
وتدهورت الأوضاع المعيشية للسكان بشكل غير مسبوق، نتيجة لعدم تمكن الدولة من احكام سيطرتها على معظم المحافظات المحررة بسبب وجود تشكيلات عسكرية وميليشيات تدعمها أبوظبي.
وحذر مراقبون من لجوء ميليشيات أبوظبي في عدن، لإستغلال السخط الشعبي الذي يطالب بحياة كريمة، لتنفيذ أجندتها الخاصة بالمطالبة بانفصال جنوب البلاد عن شمالها.
وأدى الانخفاض الحاد الذي ضرب قيمة الريال (العملة المحلية في اليمن) بشكل مضاعف أمام العملات الأجنبية منذ منتصف أغسطس آب/ 2018، إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الخارج، على المستهلك المحلي في واحد من أكثر البلدان العربية فقرًا.
وفقد الريال اليمني قيمته خلال الأسبوع الجاري، وبلغت قيمة الدولار الواحد نحو 665 ريال، وسط ارتفاع جنوني في الأسعار، ما أثار سخط شعبي عارم تجاه هذه الأوضاع.
والأسبوع الماضي أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عن تشكيل لجنة اقتصادية (معنية بمعالجة الريال اليمني) برئاسة حافظ معياد، أحد أبرز الوجوه الاقتصادية في نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أزاحته ثورة شعبية في 11 فبراير 2011.
وفي 16 يناير/ كانون الثاني قررت المملكة العربية السعودية، إيداع 2 مليار دولار في البنك المركزي اليمني في محاولة منها لوقف تدهور الاقتصاد اليمني، لكن لا معلومات، حتى الآن، عن مصير هذه الوديعة التي كان يُنظر لها باعتبارها المنقذ للعملة المحلية.
وتدهورت الأوضاع المعيشية للسكان منذ اجتياح المسلحين الحوثيين للعاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسة، بقوة السلاح، فقدت معه الحكومة الشرعية السيطرة على زمام الأمور، وباتت تدير البلاد من الخارج، وسط اتهامات بالفشل ومنع تدهور الاقتصاد والأضاع الأمنية.
وتقود السعودية منذ مارس/ آذار 2015 تحالفًا عسكريًا دعمًا للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليًا ضد المسلحين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران.
دعوة للتمسك بالشرعية
يرى المحلل السياسي اليمني "ياسين التميمي"، أنه من الطبيعي أن تندلع ثورة الجياع في "الواحة الوارفة الضلال" التي أسسها تحالف الرياض ابوظبي في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية التي قيل انها أصبحت محررة.
وأفاد "التميمي" أن مواطني عدن يعانون وهذا لا يستطيع أحد أنكاره، فلقد واجهوا وضعا معيشيا مزريا.
وأضاف "التميمي" أن على هؤلاء ان يوجهوا غضبهم إلى الطرف الذي خطط لتصبح عدن كما هي اليوم مدينة مثقلة بالهموم المعيشية وفقر الخدمات.
وتابع: أن هذا الطرف هو التحالف الإماراتي السعودي؛ الذي حول مدينتهم إلى بؤرة توتر و فقر ويأس وقتل.
ودعا "التميمي" أبناء عدن "لا تظلموا انفسكم مرتين يا أبناء عدن لا تتحولوا إلى عود ثقاب يشعل به هذا التحالف ما تبقى من شرعية تحرس ما تبقى من سيادة.
وأكد أنه أيا كان سوء هذه الشرعية؛ فالذين يمثلون الشرعية هم الذين تم اختيارهم بعناية وفرضهم علينا وعليكم من جانب تحالف السوء هذا، ومع ذلك لا يريدونهم ان يبقوا في عدن أو القيام بواجبهم رغم تدني كفاءتهم وفقر روحهم وجوعهم التاريخي.
مطابخ جاهزة
وكان وزير النقل في الحكومة الشرعية صالح الجبواني- قد كشف في تغريدة له على تويتر "إن السبب في انهيار العملة اليمنية سلطات الأمر الواقع الانقلابية في صنعاء (الحوثيين)، والكيان الموازي للدولة المفروض بقوة السلاح الذي شكله طرف في التحالف ليحل محل الحكومة في عدن (الانتقالي الجنوبي)".
وأضاف في ذات التغريدة:" من عجز عن إسقاط الحكومة بالسلاح يحاول إسقاطها بالدولار ليبدأ عصر المليشيات" في إشارة إلى تهديدات المجلس الانتقالي الجنوبي لحكومة رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر.
ويذهب الصحفي اليمني "راضي صبيح"، إلى أن انهيار العملة المخيف وارتفاع الأسعار والاحتقان الشعبي، والصمت الذي يقابلها من الشرعية والتحالف، تبدو ضغوط من أطراف لتحقيق أهداف خفية وتقديم طبخة جاهزة تطيح برؤوس كبيرة وتقدم أخرى وتبقي المتسبب الرئيسي فيما وصلنا إليه، والخاسر الأول الشعب المسكين.
حرب وصاية
من جانبه حذر رئيس مركز أبعاد للدراسات "عبدالسلام محمد"، من خطورة مايجري، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون بداية لمأساة أكبر وهو تفتت ما بقى من هيكل الدولة وانتقال الحرب الى مستويات معقدة لتقترب من توصيفها حربا أهلية بين مناطق او مذاهب أو كيانات محلية، وعندها لن ينجو الخليج من الكارثة !
وأفاد "محمد" كان يمكن لمحافظات عدن ومأرب وحضرموت وشبوة أن يوفروا موازنة الجمهورية اليمنية من إعادة صادرات النفط والغاز وتشغيل الموانيء،وعندها يتم تسليم رواتب القطاع العام، والمساهمة في اعادة التنمية الى البلاد، وبذلك لن يحصل أي تدهور للعملة اليمنية..لكن لو كان هناك توافق بين التحالف والشرعية.
وأوضح أن هناك حرب وصاية تحت الأرض وهناك فساد يستغل مبرر عرقلة التحالف للحكومة من العمل في المناطق المحررة !
ولفت البحاحث "عبدالسلام محمد" إلى أن السؤال لماذا كل هذا الانهيار الاقتصادي لدولة حليفة لأغنى دول المنطقة في ظرف حرب مشتركة... ؟
وأشار إلى أن المشكلة لم تعد الحرب أو هدفها الرئيسي اعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب، بل كيف يمكن التحكم في نتائج الحرب ؟وماهي المصالح التي ستحصل عليها قوى محلية واقليمية ودولية؟ وسيكون الاقتصاد عامل فاعل ومتحكم في تلك النتائج حسب وجهة نظر البعض!
مشاركة الخبر: