الرئيسية > أخبار اليمن
كيف غيبت الحرب في اليمن فرحة العيد عن الشواطئ والمناطق الساحلية؟
المهرة بوست - متابعات
[ الثلاثاء, 21 أغسطس, 2018 - 10:54 مساءً ]
كانت الأعياد فرصة لكثير من الأسر اليمنية للترفيه عن أفرادها بزيارة المحافظات والمناطق السياحية داخل البلاد، خصوصا الشواطئ، لكن عيد الأضحى الذي يحل على اليمن هذا العام بالتزامن مع الإجازة الصيفية المدرسية مختلف عن أعوام سابقة.
يعيش غالبية اليمنيين أزمات خانقة تثنيهم عن مجرد التفكير في مغادرة بيوتهم، وحتى القادر منهم ماديا لم يعد يستطيع زيارة أي مدينة ساحلية أيام العيد بسبب نشوب الحرب على امتداد الساحل الغربي، وتنامي المخاطر الأمنية في السواحل الجنوبية، فضلا عن ارتفاع تكلفة التنقل إلى سواحل المناطق الشرقية، مثل حضرموت والمهرة.
ويؤكد المواطن اليمني علاء العبيدي، أنه لن يستطيع قضاء إجازة العيد على سواحل الحديدة كما اعتاد وأسرته كل عام. "عيدنا هذا العام في صنعاء، وربما نسافر إلى المحويت لنتمتع بالمناظر الخلابة. هذه أول مرة لا أسافر مع عائلتي لقضاء العيد على شاطئ البحر، فالحديدة تعيش حربا طاحنة والأوضاع ليست مستقرة".
ويشير إلى أنه لم يعد يسافر إلى عدن أو حضرموت، موضحاً "أصبح سكان المحافظات الساحلية الجنوبية أكثر تعصبا وعنصرية تجاه سكان المناطق الشمالية، ودائما يستهدفونهم في عدن، ولهذا لم نعد نفضل الذهاب إلى هناك بسبب عدم رغبتهم باستقبالنا".
يعمل العبيدي بالتجارة، وهذا ما يجعله قادرا على السفر، بخلاف غالبية اليمنيين الذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة من جراء عدم تسليم الرواتب منذ أكثر من سنتين، وانعدام فرص العمل.
بعض مدن الساحل ما زالت آمنة، مثل المكلا والشحر ومدن محافظة المهرة، لكنّ بُعد المسافة، وارتفاع أسعار الوقود يشكلان تحديا كبيرا أمام الأسر، إذ يحتاج المسافر من صنعاء إلى نحو 400 دولار للوصول إلى أي من هذه المناطق، بالإضافة إلى مخاطر التعرض للأذى بسبب تعدد النقاط الأمنية على طول الطريق.
ويخشى أبناء مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر زيارة السواحل القريبة التي لا تشهد مواجهات، والأسباب تتمثل في انتشار المسلحين، ومشاكل المرور من النقاط الأمنية، أو انتشار الألغام.
عبدالرحمن خميس وهو يملك متجرا في مدينة الحديدة، يقول لـ"العربي الجديد": "الأعياد موسم خير بالنسبة لنا، لكن الحرب دمرت كل شيء، وأصبحت الحديدة خالية من أبنائها ومن الزوار، حتى أن السواحل باتت شبه مهجورة".
ويضيف "كثير من ملاك المتاجر والمشاريع السياحية أوقفوا أعمالهم قبل أشهر بسبب الحرب. حتى لو جاء زوار إلى الحديدة، فلن يجدوا الخدمات التي كانوا يحصلون عليها في السابق. أهالي الحديدة أنفسهم باتوا يخشون الذهاب إلى السواحل غير المأهولة خوفا من الألغام التي تم زراعتها في مناطق مختلفة".
وحسب إحصائيات رسمية، كانت مدينة عدن تستقطب أكثر من نصف مليون زائر خلال أيام عيد الأضحى، فيما كانت مدينة الحديدة تستقبل نحو ربع مليون زائر.
مشاركة الخبر: