الرئيسية > أخبار اليمن
محلل سياسي يمني: غريفيث يكرر أخطاء سلفه "ولد الشيخ"
المهرة بوست - متابعة خاصة
[ الأحد, 12 أغسطس, 2018 - 05:13 مساءً ]
قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني "ياسين التميمي"، إن المبعوث الأممي الجديد "مارتن غريفيث" يكرر في خطته المنتظر طرحها في المشاورات القادمة ما سبق لسلفه "إسماعيل ولد الشيخ".
وأفاد "التميمي" في مقالا له نشرته صحيفة "عربي 21 "اللندنية، أنه للمرة الأولى منذ توليه منصبه، وعبر صحيفة سعودية تصدر من لندن، يكشف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن مضمون الحل الذي يراه مناسباً للأزمة والحرب اللتين تعصفان باليمن منذ أربعة أعوام، والمقرر أن تنتهي إليه مشاورات جنيف التي ستنطلق في السادس من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل والتي ستليها مفاوضات تفضي إلى اتفاق.
وكان صحيفة "الشرق الأوسط" قد كشفت في الحوار الذي أجرته مع "غريفيث"، مساعي الأمم المتحدة في الوصول لإبرام اتفاق بين حكومة اليمن والإنقلابيين الحوثيين على القضايا الضرورية لوقف الحرب، والاتفاق على حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف وفقاً للقرار 2216، وثانياً سيتطلّب وضع ترتيبات أمنية لانسحاب جميع المجموعات المسلحة من اليمن ونزع سلاحها، بطريقة تضمن امتثالها للوعود التي قطعتها".
وبين أن الإشكالية الجوهرية في خطة جريفيث تتمثل في اعتماد التسلسل المرحلي للمهام السياسية والأمنية التي يتعين إنجازها للوصول إلى السلام.
ولفت إلى أن "غريفيث" يكرر هنا تقريباً ما سبق لسلفه إسماعيل ولد الشيخ؛ الذي مرر خطة مشابهة عبر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وأعطيت أولوية للجانب السياسي أكثر من الخطوات الأمنية؛ لأن بقاء السلاح بيد الحوثيين سيبقيهم أكثر صلابة في مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة التي تقترحها الخطة.
وأكد أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون وأطراف سياسية أخرى؛ سينهي ميزة احتكار المشروعية المعترف بها دولياً، والتي هي اليوم من نصيب السلطة الشرعية التي تقاتل من أجل إنهاء تمرد الحوثيين بإسناد من السعودية والإمارات، لتصبح المرجعية السياسية ادعاء يخص جميع الأطراف المتصارعة.
وأضاف أن الأخطر من ذلك، أن الحوثيين يمكن بكل بساطة أن يلجأوا إلى طريقتهم المفضلة في الانقلاب على الشركاء، والتي رأيناها أثناء وبعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في عامين 2013 و2014، وفي الثاني من كانون الأول/ ديسمبر 2017، عندما انقلبوا على شريكهم في سلطة الأمر الواقع علي عبد الله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، والذي انتهى بتصفية صالح وتغييب جثته حتى اليوم.
وتابع "التميمي"، أنما يخص هذا الأمر لا يقدم أية ضمانات، ولم يزد عن التذكير بوجوب "أن يعرف الناس أن الضمانة الحقيقية الوحيدة لأي اتفاق هي إرادة الأطراف، وأنّ المجتمع الدولي ليس بالضرورة قوة عسكرية".
ولفت إلى أن أحد هذين الطرفين هو تحالف الحوثي صالح الانقلابي، أما الطرف الثاني فيمثله تحالف الرياض-أبو ظبي الذي يعمل منذ ثلاثة أعوام على إضعاف السلطة الشرعية، ويواصل بناء الهياكل العسكرية والسياسية الانفصالية في جنوب البلاد، ويغض الطرف، بل ويشجع على تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المناطق المحررة.
واعتبر غريفيث أن الأوضاع في الجنوب تغيرت، ولكنه في الحقيقة تغير حدث بالكيفية ذاتها التي تغير بها الواقع في الشمال، أي على وقع التمرد المسلح على الشرعية والدولة.
وذهب التميمي في مقاله إلى أن تأتي خطورة تصريح كهذا، حيث يمثل إقراراً أممياً بالقبول بالحالة الجديدة التي يمثلها المجلس الانتقالي ذي الأهداف الانفصالية، والذي تجاوز المشروع الجنوبي وتشكيلاته السياسية، وبات أداة حادة بيد أبوظبي؛ تستطيع أن تتحكم من خلالها في مسار المفاوضات المقبلة.
وأوضح أن تحالف الرياض- أبو ظبي، يجب أن لاينسى خطة غريفيث بقدر ما تتجاوز هادي، فإن هدفها الأساس هو دفع اليمن إلى صيغة أكثر تعقيداً من الصراع، أساسها تحويل السلطة الشرعية مشاعاً بين جميع الأطراف بما يسمح لأي طرف بأن يقلب الطاولة على رؤوس الجميع في أي وقت يشاء، والحوثيون كما أدوات التحالف في الجنوب هم الطرف الأكثر تسليحاً، والذي بوسعه أن ينهض بهذه المهمة الكارثية على مستقبل التسوية والسلام في اليمن.
مشاركة الخبر: