الرئيسية > أخبار اليمن
مساع أممية لخلق "طرف ثالث" في حلبة الصراع في اليمن... هل ستنجح؟
المهرة بوست - متابعات خاصة
[ الخميس, 09 أغسطس, 2018 - 01:36 صباحاً ]
اختتم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمس اجتماعا مع شخصيات يمنية، سياسية واجتماعية ومسؤولين سابقين، استمر لمدة يومين في إحدى ضواحي العاصمة البريطانية لندن، لمناقشة الوضع الراهن للصراع اليمني ومآلاته المستقبلية.
وقال غريفيث الذي دعا إلى هذا الاجتماع، الذي عقد برعاية بريطانية ان «هذا الاجتماع يهدف إلى أن يكون لي الفرصة للتشاور مع شخصيات يمنية اجتماعية وسياسية لديها معرفة فريدة بالمجتمع اليمني».
وذكر بيان ختامي لهذا الاجتماع، ان غريفيث شدد على أن «التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع اليمني ومعالجة الأزمة الإنسانية القائمة».
وأوضح أن هذا الاجتماع «ناقش على مدى يومين سبل استئناف العملية السياسية، وهو يندرج في اطار الجهود المستمرة التي يبذلها المبعوث الأممي من أجل الانخراط في مشاورات مع الأطراف اليمنية كافة».
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن دعا إلى اجتماع تشاوري أمس الأول وانتهى يوم امس مع مجموعة من الشخصيات اليمنية، تضم 22 شخصية سياسية واجتماعية وناشطات نسائية.
وكانت صحيفة (القدس العربي) قد نقلت عن مصدر سياسي قوله، أن الشخصيات اليمنية التي حضرت هذا الاجتماع الذي انعقد في ضاحية ويلتون بارك، احدى ضواحي لندن، شخصيات محسوبة على ما يطلق عليه بـ(الطرف الثالث) من السياسيين المستقلين والمسؤولين السابقين وبعض التكنوقراط الذين تحاول القوى الغربية إبرازهم كشخصيات غير مشاركة في عملية الصراع المسلح في اليمن.
وتضم قائمة المشاركين في هذا الاجتماع 22 شخصية يمنية بينهم 3 نساء، وهي خالد بحاح، حيدر أبوبكر العطاس، شوقي أحمد هايل، عبده غالب العديني، نصر طه مصطفى، عبدالكريم دماج، عبد الملك الارياني، أحمد لقمان، عبدالله الصايدي، نبيله الزبير، هالة القرشي، رأفت الأكحلي، صالح النود، مراد الحالمي، أسمهان العلس، حسام الشرجبي، محمد ابو لحوم، عبد الباري طاهر، باشراحيل هشام، سيف الوشلي، مصطفي نعمان.
وعلق أجد حضور هذا الاجتماع لـ(القدس العربي) بأنه «لم يطرح أي جديد في هذا اللقاء، واقتصر على معرفة آراء المشاركين فيه بشأن الحلول الممكنة للحرب اليمنية».
وأوضح أن هذا الاجتماع كان فقط فرصة جيدة للقاء شخصيات يمنية بعد أن تشتت في الآفاق، «لتبادل الأفكار حول المباحثات اليمنية المقبلة، المزمع انعقادها في السادس من الشهر المقبل ومن ضمن ذلك مساعي المبعوث الأممي لوقف المواجهات المسلحة في مدينة الحديدة».
وعلق سياسيون يمنيون على هذا الاجتماع بأنه جاء (خارج النص) بعد أن عجز مبعوث الأمم المتحدة عن تحقيق أي تقدّم ملموس في لقاءاته مع المسؤولين الحكوميين أو قيادات الانقلاب الحوثي، حيث سعى إلى (فتح خط) جديد مع هذه الشخصيات التي تحظى أغلبها بالقبول الشعبي، لعدم مشاركتها المباشرة في الصراع المسلح باليمن، ومحاولة تبني فكرة تكوين ما يسمى بـ(الطرف الثالث) الذي تسعى بعض الدول الغربية تبنيه منذ بداية الحرب، لتهيأتهم كرجال سلطة بعد الحرب.
وكان أغلب المشاركين في اجتماع لندن مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين سابقين من أتباع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بالاضافة إلى معارضين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، بالاضافة إلى بعض الشخصيات المحسوبة على طرف الانقلاب الحوثي والحراك الجنوبي المسلح.
وكان المبعوث الأممي عقد لقاءات عديدة مع شخصيات سياسية واجتماعية يمنية في داخل اليمن أو في بعض العواصم العربية، خلال الشهور الماضية، في اطار مساعيه لاستيعاب كافة أفكار النخبة اليمنية في مسودة خريطة الطريق التي يسعى إلى طرحها للتفاوض حولها في المباحثات اليمنية المقبلة، والتي يحاول جاهدا أن تتضمن رؤية جديدة وصيغة مختلفة عن الصيغ السابقة لمشاريع حل الأزمة اليمنية والتي فشل مبعوثا الأمم المتحدة السابقان إلى اليمن جمال بن عمر واسماعيل ولد الشيخ في تحقيق أي انجاز باتجاه كبح جماح الحرب المجنونة في اليمن، أو إحداث أي خرق فيها نحو التهدئة.
واعتبرت بعض الأوسط السياسية اليمنية أن اجتماعات غريفيث أصبحت مملة ومجرد (مضيعة للوقت)، لأنها في نظرهم (غير مجدية)، خاصة في ظل فشله في إقناع طرفي الصراع الرئيسيان وهما الحكومة والانقلابيين الحوثيين بأي صيغة لحل الأزمة اليمنية، حيث لا يقبلان بأي مشروع للحل يشمل تنازل اي منهما عن أي مكتسب بيده، بالاضافة إلى عجزه عن تبني قضية الحل الجذري للصراع السياسي في اليمن حتى لا تتكرر مأساة هذه الحرب في المستقبل.
مشاركة الخبر: