المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 05 أغسطس, 2018 - 12:54 صباحاً ]

رأى خبراء ومحللون، أن إعلان المملكة العربية السعودية، استئنافها نقل شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب، يشكل فشلا ذريعا للسعودية، التي لطالما لوحت بهذه الورقة في وجه العالم، لممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوط على إيران لوقف دعمها العسكري للحوثيين في اليمن.
 
وأعلنت السعودية، اليوم السبت، استئناف نقل شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب، وبشكل فوري، بعد توقف دام قرابة عشرة أيام.

جاء ذلك في تصريح نقلته وكالة "واس" السعودية" لوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، السعودي المهندس خالد الفالح".

وكانت شركة أرامكو السعودية، قد أعلنت الأربعاء الماضي، 25 يوليو 2018، تعليق إرسال شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب مؤقتا، عقب تعرض ناقلتين من ناقلاتها لهجوم من قبل مليشيا الحوثي، في البحر الأحمر.

وأشار الوزير إلى أن باستئناف عمليات النقل جاء بناء على تأكيد قوات التحالف المشتركة لاستعادة الشرعية في اليمن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل استمرار حرية حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية في المضيق وجنوب البحر الأحمر.

ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، تحرص شركة أرامكو على متابعة وتقييم الوضع الراهن بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة وموثوقية الإمدادات لعملائها من خلال شبكتها الممتدة التي تتمتع بمرونة تصدير النفط الخام من عدة موانئ، إضافة إلى حرصها على البيئة وأمن وسلامة الناقلات وطواقمها، باتخاذ التدابير اللازمة لضمان ذلك.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب والصحفي أمجد خشافة، أن إعلان السعودية، استئناف نقل شحنات النفط عبر باب المندب،  جاء بعد التجاهل التام للمملكة من قبل الدول الكبرى، حول هذا القرار.

وأضاف خشافة في صفحته على الفيس بوك: "السعودية تُعلن إستئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بعد إجراءات تأمين التحالف السفن، وفقاً لوكالة واس".

وتابع: "حين أعلنوا وقف تصدير النفط، قال خبراء ومحللون سعوديون، أنها ضربة موفقة لصالحهم ضد أوروبا التي تقف مع الحوثيين!". مضيفا: "في الأخير، يبدو لم يُعر احداً الاهتمام فرجع التصدير مثلما كان".

من جهته، أكد عدنان هاشم، رئيس مركز "ساس" للدراسات، أن السعودية فشلت في استخدام هذه الورقة، التي لطالما حاولت التلويح بها في وجه العالم، ضد الحوثيين وإيران.

ونقل عدنان عن ناطق التحالف قوله: "السعودية تقرر استئناف نقل شحنات النفط عبر باب المندب بعد اكتمال إجراءات تأمين سفن التحالف". مؤكدا في هذا السياق: أنه "لا توجد إجراءات، هي ذاتها الإجراءات المتّبعة قبل وقف نقل الشحنات".

وأضاف عدنان هاشم في صفحته على الفيس بوك: "فشلت هذه الورقة الأخيرة المتبقية في دفع العالم ضد الحوثيين".

وكان هاشم قد علّق، في وقت سابق، على قرار إعلان الرياض وقف تصدير النفط عبر باب المندب بالقول: "تعليق مرور الشاحنات من مضيق باب المندب، يعد الورقة الأخيرة التي تملكها الرياض في مواجهة طهران؛ للضغط على المجتمع الدولي، قبل دخول عقوبات ترامب على ايران مطلع اغسطس/آب حيز التنفيذ".

وأشار إلى أن العالم لا يبدو متحمسا أمام هذه الفكرة، كما لايبدو أن هناك ردود فعل من الاتحاد الاوروبي على وجه الخصوص".

وأضاف: "حتى الإمارات لم تؤيد علنا القرار السعودي، كما تفعل كل مرة ولم تعلن وقف مرور شحناتها!".
 
وأكد أن "هناك صوت يشير إلى أن تعليق عبور الشاحنات من المضيق يشير إلى فشل السعودية والتحالف في حمايته وعلى القوة الدولية حماية المضيق".

ولفت إلى أن "الدبلوماسية السعودية معطلة ونتائجها بطيئة". مؤكدا: "لتستغل الرياض هذه الورقة جيدا مالم فانعكاسها سيكون لصالح الحوثيين وإيران".

ووصف الكاتب والصحفي، عامر الدميني، القرار السعودي باستئناف تصدير شحنات نقل النفط الخام عبر باب المندب، بعد توقف لمدة عشرة أيام بأنه "فشل مروع، ودفعة نصر معنوي للحوثيين". مؤكدا أن هذا الفشل يكشف عن "مراهقة سعودية خالصة".