الرئيسية > أخبار اليمن
“المونيتور”: تهديدات الحوثيين للسعودية والإمارات تحول اليمن إلى ساحة للصراع الأمريكي مع إيران
المهرة بوست - متابعة خاصة
[ الإثنين, 30 يوليو, 2018 - 10:34 مساءً ]
أكد الكاتب والباحث الأمريكي بروس ريدل، مدير الأبحاث الاستخباراتية في معهد بروكينغز، في مقال له بموقع “المونيتور” أنه من الواضح أن الحوثيين، المدعومين من إيران، لا يعيرون أدنى اهتمام لقوة الردع المفترضة في التحالف الذي تقوده السعودية ضد بلدهم.
وأفاد: مؤخراً تصاعدت تهديداتهم ضد السعودية والإمارات، فيما تتحول الحرب اليمنية باطراد إلى ميدان للصراع الأمريكي مع إيران، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة إلى اليمنيين كما يقول التقرير.
وبين في مقال الذي ترجمته إلى العربية صحيفة "القدس العربي"، أن الحوثيون هاجموا السفن السعودية في البحر الأحمر في 25 تموز/يوليو الجاري، وفيما ادعى الحوثيون أنهم ضربوا سفينة حربية سعودية، يقول السعوديون إن الضربة وجهت لناقلة نفط، وأعلنوا بالتالي إيقافهم لشحنات النفط وبشكل مؤقت عبر مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر.
واعتبر ذلك إجراء وحيد اتخذته السعودية ولم تتأثر أسعار النفط بالتالي نتيجة لهذا القرار المنفرد الذي اتخذته الرياض.
ووقا للكاتب من جانب آخر زعم الحوثيون أنهم أطلقوا طائرة بدون طيار استهدفت مطار أبو ظبي الدولي – هو ما نفته الإمارات – ودعوا إلى إخلاء أبو ظبي ودبي والرياض على الفور كونهم سيستهدفون مراكزها الحيوية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار، هذا وأبرزت وسائل الإعلام الإيرانية (وبفرح) التحذيرات الحوثية على الصفحات الأولى للصحف الإيرانية.
ويرى الحوثيون هذا التصعيد رداً مشروعاً على الضربات الجوية التي تقودها السعودية منذ ما يناهز الأربع سنوات على مدن اليمن، والحصار الذي أفضى الى أوضاع مريعة مست الأمن الغذائي والبنية التحتية الصحية للسكان.
“بحيرة إيرانية”
وإلى حينه ، لم تسفر الهجمات الصاروخية للحوثيين عن نتائج ملموسة ، ولكن من المؤكد أن الهجمات التي استهدفت الناقلات البحرية في مضيق باب المندب كانت هي الأكثر تأثيراً، كون السعودية قررت إيقاف العمل بهذا المسار البحري الحيوي والهام. ويحاول كل من السعوديين والإماراتيين التقليل من أهمية الهجمات على عواصمهم ، ولكنهم يبرزون وبصخب نتائج الهجمات البحرية (كما جرى حينما أعلنت السعودية بصخب إعلامي وقف العمل بالمسار) على أمل الحصول على مزيد من الدعم الخارجي ، وخاصة من الولايات المتحدة.
إن استمرار عمليات الحوثيين وتهديداتهم المتصاعدة هذا الشهر ، هي مؤشر واضح على أن الحوثيين ما زالوا بقدرات قتالية عالية بالرغم من مرور أربع سنوات على القصف المستمر ، ولا تزال صنعاء والمدن اليمنية الكبرى بأيديهم ، ولم تسفر عملية التحالف للاستيلاء على ميناء الحديدة عن نصر حاسم أو “ذهبي” كما وعد التحالف، والسعوديون والإماراتيون ليسوا متحمسين لخوض حرب شوارع مع الحوثيين والقتال من بيت الى بيت، وهو ما سيكبدهم خسائر فادحة في القوات لن يكونوا قادرين على تحملها.
احتمالية حرب إقليمية
هنالك خطورة كبيرة في أن يلجأ الحوثيون للهجمات الصاروخية المكثفة وهو ما ستعجز عن التعامل معه الدفاعات الجوية بنجاح كما هو جارٍ في الضربات الصاروخية المنفردة ، فنجاح صاروخ واحد في الإفلات وضرب هدف مدني كبير كالرياض أو أبو ظبي ، سينجم عنه مقتل العشرات وهو ما من شأنه أن يضع ضغوطاً هائلة على القيادتين السعودية والإماراتية للرد وليس فقط على صنعاء ولكن أيضا طهران.
من جهتها تشجع إيران التصعيد الحوثي الأخير، وتوفر إيران وجناحها العسكري اللبناني ذو الخبرة القتالية العالية (حزب الله) ، الخبرة والموارد اللازمة لدعم وتطوير القدرات الصاروخية للحوثيين، وكما أشرت أعلاه – يقول بروس: إن وسائل الإعلام الإيرانية تحب تصوير السعوديين على أنهم تحت ضغط مستمر، وتنظر بعين السخرية لاستراتيجية وتكتيكات وزير الدفاع السعودي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان . هذا وتدرك طهران جيداً بأن المجهود الحربي السعودي في اليمن هو استنزاف يومي باهظ التكلفة للرياض، بينما هو ثمن بخس نسبة لطهران.
سليماني: قريبون جداً منكم
لطالما كانت الحرب اليمنية جبهة ، ليس فقط في صراع القوى الإقليمي بين السعودية وإيران، ولكن أيضًا ورقة بيد إيران تستخدمها في حساباتها السياسية الدقيقة مع واشنطن. لقد كان انتهاك ترامب لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) خطوة كبيرة في تصعيد التوتر بين واشنطن وطهران ، وهو ما وصل لمستويات قياسية خلال هذا الشهر ، حيث يمكن اعتبار تغريدات ترامب المتوعدة بعمل عسكري كبير رداً على التهديدات الإيرانية لمصالح الولايات المتحدة ودعوة وزير خارجية الولايات المتحدة إلى تغيير النظام الإيراني وذلك في خطاب رسمي ألقي بكاليفورنيا. وفي اللحظة ذاتها التي تردد فيها الإدارة الأمريكية بأن تغيير النظام ليس من سياساتها، وهو ما لا يصدقه أحد بالكرة الأرضية، بمن فيهم النظام الإيراني. لقد كان خطاب وزير الخارجية الأمريكي مصممًا بعناية مع رغبات السعوديين. ونشر السفير السعودي في واشنطن افتتاحية تعزز مضمون الخطاب وأهدافه في تغيير النظام الإيراني.
من جهته ألقى الجنرال قاسم سليماني (قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني)، خطاباً صارماً موجهاً إلى الولايات المتحدة موضحاً فيه بأن إيران مستعدة لضرب الأمريكيين: (نحن قريبون منك بشكل أقرب مما يمكن لك أن تتخيله)، وهو تهديد واضح لضرب المصالح الأمريكية في أماكن غير متوقعة (وهو ما جرى في جنوب البحر الأحمر مؤخراً).
وكما ذكر موقع “المونيتور” سابقاً، فإن أية خطاب لسليماني، يتم الأخذ به كبيان رسمي للحرس الثوري الإيراني.
ويبقى أنه وكما جرى في أماكن عديدة عبر التاريخ الحديث، فإن الشعب اليمني هو ضحية لسياسات ومؤامرات محمد بن سلمان وحلفائه والفصائل اليمنية الأخرى والأمريكيين، فملايين المدنيين يعانون، وكان المدير التنفيذي لمؤسسة (أنقذوا الأطفال) قد صرح بأن اليمن هو أسوأ مكان في العالم للأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء وانهيار البنية التحتية وانهيار التعليم .. والأمل.
مشاركة الخبر: