الرئيسية > عربي و دولي
صحيفة: الرياض تمنح مقاعد الحجّ لأحزاب وقادة الحشد الشعبي بالعراق
المهرة بوست - متابعات
[ الإثنين, 30 يوليو, 2018 - 06:31 مساءً ]
كشفت صحيفة "الخليج اونلاين" الإلكترونية، اليوم الإثنين، عن مصدر في هيئة الحج والعمرة العراقية، أن السلطات السعودية منحت مقاعد إضافية لأحزاب وشخصيات سياسية مختلفة، من ضمنها قادة مليشيات في "الحشد الشعبي".
وقال المصدر "إن السفير السعودي في العراق، عبد العزيز الشمري، هو المسؤول المباشر عن توزيع المقاعد على زعماء كتل شيعية وسنّية لها ثقلها في المشهد السياسي العراقي".
وأضاف المصدر ، الذي طلب عدم كشف هويّته لأسباب أمنيّة: إن "من أبرز الكتل والأحزاب السياسية التي حصلت على مقاعد لأداء فريضة الحج هو حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، إضافة إلى أحزاب سنّية مثل الحزب الإسلامي العراقي، وتحالف القرار العراقي، فضلاً عن أحزاب كردية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وأكّد المصدر أن "المنحة السعودية شملت فصائل مسلَّحة من ضمن مليشيا الحشد الشعبي؛ مثل منظَّمة بدر، التي يتزعّمها هادي العامري، وعصائب أهل الحق، وكتائب الإمام علي، وحزب الله".
وتنضوي تحت اسم مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعيّة (أُسّست بفتوى من المرجع علي السيستاني بدعوى مقاتلة تنظيم الدولة عام 2014) فصائل مسلَّحة عُرفت بانتهاكها لحقوق الإنسان وارتكابها جرائم لأسباب طائفية.
من جهته يقول "الحملدار"، مسؤول قوافل الحج محمود النعيمي: "أصبحت قرعة حج بيت الله الحرام حكراً على الفاسدين والمجرمين من المليشيات التي تقوم بأعمال خطف وقتل"، مشيراً إلى أن "هناك توجيهات صدرت من رئيس هيئة الحج والعمرة بالعراق، خالد العطية، بتسهيل إجراءات سفر قادة المليشيات وإسكانهم في أرقى الفنادق وأقربها من الحرم المكي".
وتتّبع هيئة الحج والعمرة العراقية نظام القرعة للذين يتقدَّمون بطلبات لأداء الفريضة، لكن يشكو العراقيون من عمليات تلاعب بالقرعة من قبل الموظفين مقابل مبالغ مالية أو محسوبية لصالح أحزاب وجهات سياسية متنفّذة.
وأضاف النعيمي لمراسل "الخليج أونلاين": إن "هناك سماسرة تابعين لأحزاب وشخصيات سياسية بارزة يبيعون مقاعد الحج على المواطنين ميسوري الحال"، مشيراً إلى أن "سعر المقعد الواحد يتراوح بين 7500 إلى 8000 دولار أمريكي".
وفي السياق ذاته أعلن خالد العطية، يوم 11 يونيو الماضي، موافقة وزارة الحج السعودية على زيادة حصة العراق من مقاعد الحج للعام الحالي 2018 إلى 38 ألف حاجّ.
وقال العطية، في بيان تلقّى "الخليج أونلاين" نسخة منه: إن "الهيئة وفي كل عام تسعى إلى الحصول على زيادة بحصّة حجّاجها بما يتناسب مع النسبة السكانية الحاصلة من خلال مخاطباتها الرسمية إلى السلطات المعنيَّة في السعودية. وفي هذا العام أرسلنا طلباً إلى وزارة الحجّ السعودية بزيادة مقاعد حجاج العراق، وتمّت الموافقة على منح هذه الزيادة في العام الحالي".
وأضاف: إن "نسبة الزيادة التي منحتها وزارة الحج السعودية ستُضاف إلى حصّة العراق البالغة 33 ألفاً و690، لتصبح الحصّة الكليّة في هذا العام 38 ألف حاجّ عراقي".
وأشار العطية إلى أن "الهيئة ستمنح هذه الزيادة للفائزين بقرعة الحج حصراً، وتوزّعها على المحافظات كل حسب نسبته السكانية المعتمدة لدى الجهاز المركزي للإحصاء السكاني بوزارة التخطيط".
وكان السفير السعودي في العراق، عبد العزيز الشمري، قد أشار الأسبوع الماضي إلى أن توجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز (العاهل السعودي)، تؤكّد توجيه كلّ الدعم للحجّاج العراقيين، لافتاً إلى أن المملكة تعمل على تقديم كل أشكال الدعم للشعب العراقي وتقف على مسافة واحدة من جميع مكوّناته.
وأشار إلى زيادة حجاج العراق للعام الحالي نحو 6 آلاف حاج، مضيفاً أن الناقل الجوي السعودي سيسهم بتفويج الحجاج لهذا العام.
وأكّد الشمري وجود تنسيق كبير مع الحكومة العراقية، مشيراً في حديث لقناة "العربية" السعودية إلى أن العام القادم سيشهد فتح منفذ عرعر تجارياً بين البلدين، مع إنشاء ساحة للتبادل التجاري. كما ألمح إلى أن السعودية تعمل على أن يكون إصدار تأشيرات الحج للعام القادم من بغداد.
يُشار إلى أن العلاقات العراقية-السعودية تحسّنت، العام الماضي، بعد قطيعة دامت نحو 27 سنة؛ على خلفيّة غزو العراق للكويت عام 1990، وبدأت تتطوَّر بشكل ملحوظ، لا سيما بعد أن أجرى عدد من المسؤولين السعوديين والعراقيين رفيعي المستوى زيارات متبادلة، منهم مقتدى الصدر.
وتكلَّلت هذه الزيارات بتأسيس مجلس للعلاقات الاستراتيجية، وإعادة فتح المعابر الحدودية المغلقة منذ أكثر من 25 عاماً، وكذلك زيادة الرحلات الجوية المباشرة لتكون يومية، وفتح المجال أمام الاستثمار المحلي بين البلدين، مع زيادة التبادل التجاري.
وبعد اجتماع زعيم التيار الصدري بالمسؤولين السعوديين في جدة، أعلن مكتب الصدر أنه "توصّل إلى اتّفاق لدراسة الاستثمارات في المناطق الشيعية في جنوب العراق"، مشيراً إلى أن الرياض تدرس فتح قنصليّة في مدينة النجف، التي يعتبرها الصدر قاعدته الشعبية.
ورغم أن الانتخابات الأخيرة في العراق أفرزت تصدّر القوائم الشيعية الموالية لإيران، فإن هذا التوجه كان مشجّعاً للسعودية، وأبدت تفاؤلها بعراق جديد سيكون حليفاً لها ويخرج من العباءة الإيرانية.
وتجسّد تفاؤل الرياض في تهنئة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعد إعلان تصدر تحالفه "سائرون" في نتائج الانتخابات النيابية، في وقت تقود الأحزاب والشخصيات الموالية لإيران العراق منذ غزو البلاد في 2003، وسقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
مشاركة الخبر: