الرئيسية > عربي و دولي
أطماع أبوظبي تجعل من “ميناء بربرة” الصومالي لاعباً أساسياً في البحر الأحمر
المهرة بوست - فرانس برس
[ السبت, 28 يوليو, 2018 - 04:25 مساءً ]
بعد أن كانت مدينة ساحلية منسية تطل على خليج عدن، تغير كل شيء في بربرة إثر اتفاق مع شركة موانئ دبي العالمية كرس جمهورية ارض الصومال (أعلنت الانفصال من جانب واحد عن الحكومة المركزية في مقديشو في 1991) عنصرا أساسيا في لعبة التنافس الاقتصادي القائمة على الضفة الأفريقية من البحر الأحمر.
وتمثل شركة دبي العالمية يد الإمارات الاقتصادية للنفوذ في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويأتي نفوذها في أرض الصومال ضد الحكومة الفيدرالية في “مقديشو” وكان لذلك تأثير عميق في العلاقات بين أبوظبي ومقديشو أدت في النهاية إلى تدهورها بشكل كبير.
ولم يبلغ ميناء بربرة مستوى الحداثة الذي يطمح إليه. إذ تتكدس فيه عشرات الحاويات التي تغمرها شمس حارقة، وبعض الرافعات التي علاها الصدأ- حسب ما نقلت وكالة أنباء فرانس برس.
وبعد أن كانت مدينة ساحلية منسية تطل على خليج عدن، تغير كل شيء في بربرة إثر الاتفاق مع شركة موانئ دبي العالمية الذي كرس جمهورية ارض الصومال أحد الفاعلين الأساسيين في المنطقة.
لكن موقع المرفأ عند مدخل مضيق باب المندب رابع اهم المعابر البحرية العالمية للتزود بالطاقة، يفتح الباب أمام الكثير من الأحلام خصوصا منذ أن تم في آذار/مارس 2018 توقيع اتفاق ثلاثي بين ارض الصومال وشركة موانئ دبي العالمية وإثيوبيا.
ويمنح الاتفاق 51 بالمئة من الأسهم لشركة موانئ دبي و30 بالمئة لأرض الصومال و19 بالمئة لأثيوبيا. ومن المقرر أن تستثمر الشركة الإماراتية 442 مليون دولار لتحديث الميناء.
وسيبدأ إنجاز توسعة أولى بطول 400 متر في تشرين الأول/أكتوبر ويستمر العمل بها 24 شهرا. وبالتوازي ينتهي العمل في إنشاء منطقة حرة على بعد 15 كلم من الميناء.
وقال سعد علي شير وزير خارجية جمهورية ارض الصومال المعلنة من جانب واحد، أن المكاسب التي ننتظرها من تطوير الميناء هي فرص العمل.
وأضاف نتوقع قدوم العديد من المستثمرين الأجانب إلى المنطقة الحرة وان يجلبوا فرص عمل وعائدات. وإجمالا ما نسعى إليه هو التنمية والوظائف.
ويقول سعيد حسن عبد الله المدير العام لسلطة موانئ جمهورية ارض الصومال أن قدوم شركة دبي العالمية (ابرم الاتفاق في 2016 واعتمد في 2018) شكل صدمة ثقافية للناس في الميناء.
منفذ بحري
ومنذ حصول الاتفاق تضاعف حجم الحاويات التي تعبر ميناء بربرة. ومع انتهاء الاشغال من المتوقع بحسب عبد الله أن يتضاعف الحجم خمس مرات، ليصل عندها إلى مستوى حجم الحاويات التي تمر بمواني جيبوتي.
وتسعى الجارة أثيوبيا التي يزيد عدد سكانها عن مئة مليون نسمة، إلى تنويع منافذها على البحر مع ارض الصومال واريتريا، التي تقاربت معها بشكل لافت مؤخرا، وكينيا والسودان.
ونتيجة حرمانها من منفذ بحري إثر استقلال أريتريا في 1993، ارتهنت إثيوبيا مطولا لجيبوتي التي يعبر منها 95 بالمئة من وارداتها وصادراتها.
وتطمح جمهورية ارض الصومال التي تفادت الغرق في الفوضى التي تشهدها الصومال، إلى منافسة جيبوتي ذات يوم. ورأى الباحث احمد سليمان أنها في موقع جيد للحصول على دور أكثر تأثيرا على القضايا الاقتصادية والتجارية.
وأثار الاتفاق مع شركة موانئ دبي العالمية غضب مقديشو لأنه يمنح ارض الصومال الساعية إلى اعتراف دولي، ثقلا. وكانت ارض الصومال أعلنت استقلالها عن الصومال في 1991 لكن لم تعترف بذلك أية دولة.
وإثر ذلك على الحوار مع الصومال الذي من المقرر أن يستأنف بعد طول توقف، في الربيع، بحسب شير مؤكدا الاستعداد للحوار معهم وحل الخلافات بهدوء حول الطاولة.
صراع نفوذ
والاتفاق ليس سوى أحد أوجه انخراط الإمارات العربية المتحدة المتزايد وحليفتها السعودية في المنطقة. ولاحظ سليمان أن القرن الأفريقي بات أكثر أهمية في السنوات الثلاث الأخيرة بسبب المصالح الاستراتيجية لدول الخليج.
كما أسندت جمهورية ارض الصومال للإمارات تنازلا لمدة 25 عاما لإقامة قاعدة عسكرية في بربرة. ويمكن استخدامها في إطار الحرب في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران كما هو شأن قاعدة عصب في أريتريا.
واكد سليمان أن الحرب في اليمن (..) شكلت محركا أساسيا للانخراط في القرن الأفريقي (..) والتنافس الإيراني السعودي على الطرق البحرية في خليج عدن يشكل أيضا محركا مهما.
ودخلت جمهورية ارض الصومال بذلك بالكامل في صراع النفوذ بين هذه الدول على المنطقة، لكن هناك أيضا لاعبون كبار آخرون مثل تركيا وحليفتها قطر التي لا يغيب خلافها مع جيرانها في الخليج عن خلفية المشهد.
وفي حزيران/يونيو 2017 قطعت أربع دول عربية هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر التي اتهموها بصلات مع مجموعات إسلامية متطرفة، الأمر الذي تنفيه الدوحة، وبالتقارب مع إيران.
ويتخوف بعض أهالي ارض الصومال من الثمن الذي قد تدفعه بلادهم. لكن شير يرد على ذلك بقوله بالطبع أن وجود قوى أجنبية على أرضك ينطوي دائما على مخاطر، لكن نعتقد أن المكاسب أكبر بكثير من المخاطر.
مشاركة الخبر: