المهرة بوست - متابعة خاصة
[ الجمعة, 27 يوليو, 2018 - 01:18 صباحاً ]

قال تلفزيون "الحرة" الأمريكي، اليوم الجمعة، إن الهجوم الأخير لجماعة الحوثي المسلحة، على باب المندب يهدف لإحراج دونالد ترامب بعدما طلب من السعودية زيادة حجم الإنتاج النفطي في نهاية حزيران/يونيو الماضي.
ونقلت "الحره" عن جيرمي هودج كبير المحللين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مركز إرجو الأميركي، قوله إن الابتزاز الحوثي الأخير للتجارة الدولية في البحر الأحمر لا يختلف عن سلوكيات طهران عندما أغلقت مضيق هرمز بشكل مؤقت في عام 2011.
"الهجوم الحوثي تزامن مع توقيت اجتماع مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيثس بالحوثيين في صنعاء وذلك بعد أيام من اجتماعه بأنصار هادي في الرياض، وذلك بهدف طرح حلول سياسية للأزمة اليمنية"، يضيف هودج.
وكان جريفيثس قد وصل إلى صنعاء ومعه شروط لاتفاقية مبدأية لإحلال السلام بين الحوثيين وأنصار هادي.
وأوضح "هودج"، أنه حتى لو لم يطلق الحوثيين هجومهم الأخير من أجل تخريب المفاوضات، فإنه في الحقيقة يشير إلى عدم كفاءة الحوثيين أو قدرتهم في كبح النشاط العسكري من أجل تسهيل عملية المفاوضات داخليا.
ورأى هودج أن إيران والحوثيين يريدون بعث رسالة سياسية للعالم مفادها أنهم يسيطرون على مضيق هرمز والخليج العربي من جهة، ومضيق باب المندب والبحر الأحمر من جهة أخرى، ويمكنهم إغلاقهما في أي وقت شاءوا.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني لوح في مطلع هذا الشهر بإمكانية غلق مضيق هرمز في حالة منع تصدير نفط بلاده.
ووفقا للمحلل الأمريكي، "الهجوم الأخير أيضا يهدف إلى الإضرار بحركة التجارة العالمية وإحراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما طلب من السعودية زيادة حجم الإنتاج النفطي في نهاية حزيران/يونيو الماضي"
واستبعد تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر رغم الأحداث الأخيرة، لكنها قد تستغل وجود عدد كبير من المستشارين الأميركيين في اليمن والصومال كي تضغط على الحوثيين وإيران بسبل غير مباشرة، مثل زيادة الدعم اللوجستي للقوات العربية العاملة في المنطقة أو ربما تكليف قسم من المستشارين لمرافقة السفن السعودية والإمارتية للتصدي لإي هجمات مستقبلا..
وارتفعت أسعار النفط الخميس بعد إعلان وزير الطاقة السعودي تعليق جميع شحنات الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر.
وتدرس الكويت حاليا اتخاذ قرار بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، حسب تصريحات لرئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية بدر الخشتي.
وعقب الاعتداء الحوثي، خرج قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني محذرا الولايات المتحدة من الدخول في حرب مع إيران، وقال إن البحر الأحمر لم يعد آمنا بوجود القوات الأميركية.
ويقع ممر باب المندب، الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، على مبعدة 30 كيلومترا بين اليمن وجيبوتي، ويعد أحد أهم خطوط النقل في العالم، يصل البحر الاحمر بخليج عدن وبحر العرب.
ويمر بالمضيق نحو 25 ألف سفينة سنويا، ويمتلك اليمن أفضلية نسبية في التحكم فيه. ويوفر المضيق لليمن تسهيلات في الحصول على دعم "سخي" من إيران من دون عناء.
وحسب آخر تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن المضيق شهد عام 2016 تدفق نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية، منها 2.8 مليون باتجاه أوروبا شمالا.
وبدلا من باب المندب، تمتلك السعودية خيارا آخر لنقل النفط من خلال خط الأنابيب الذي يربط غرب الخليج العربي في الشرق بمدينة ينبع المطلة على البحر الأحمر.