الرئيسية > أخبار اليمن
استهداف الملاحة الدولية "سيناريو" جديد للحرب في اليمن يفتح شهية التدخل الدولي
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الجمعة, 27 يوليو, 2018 - 12:32 صباحاً ]
أحدث استهداف جماعة الحوثي المسلحة، لناقلات النفط السعودية في البحر الأحمر، ردود أفعال كثيرة حول مصير الحرب في اليمن خاصة بعد أن أعلنت السلطات السعودية إيقاف مؤقت لمرور شاحنات النفط من مضيق باب المندب.
وجاء إيقاف السلطات السعودية بعد ساعات من تعرض ناقلتي النفط لهجوم من الحوثيين، على لسان وزير الطاقة خالد الفالح والذي أعلن فيه “تعليق جميع شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب بشكل فوري مؤقت…إلى أن تصبح الملاحة خلاله آمنة”.
وقالت شركة “أرامكو”، عملاقة النفط السعودي، إن ناقلتي النفط العملاقتين تابعتان للشركة الوطنية السعودية “البحري”، وكانت كل منهما تحمل مليوني برميل من النفط لدى تعرضهما للهجوم في مياه البحر الأحمر.
وأضافت الشركة أن احدى الناقلتين تعرضت “لأضرار طفيفة دون أن تقع أية إصابات” بشرية.
من جهتها، دعت الحكومة اليمنية في بيان الأربعاء المجتمع الدولي إلى “الوقوف بشكل فوري” مع القوات الحكومية “لتطهير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران، والضغط على تلك الميليشيا للانسحاب من مدينة الحديدة”.
واعتبرت الحكومة اليمنية “أن استمرار سيطرة الميليشيا على الحديدة ومينائها الاستراتيجي ومناطق الساحل الغربي، سيعني استمرار هجماتها الإرهابية ضد حركة الملاحة الدولية”.
البحر الأحمر لم يعد آمنا
تصعيد الحوثيين العسكري، قابله تصريحات إيرانية شديدة اللهجة، حذر فيها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من مواجهة محتملة بين القوات الأمريكية وقوات فيلق القدس التي يقودها، في أول رسالة تهديد من نوعها.
وقال سليماني، اليوم الخميس: "إن البحر الأحمر لم يعد آمناً مع وجود القوات الأمريكية في المنطقة"، بحسب ما نقلته قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية.
اليمن منصة صواريخ لإيران
واعتبر "الكاتب والمحلل السياسي اليمني "محمد جميح ، تصريحات سليماني التي قالها اليوم إن "البحر الأحمر لم يعد منطقة آمنة"،وذلك بعد ساعات من استهداف ناقلة النفط السعودية في البحر الأحمر، تأكيد واضح على أن اليمن-مجرد منصة لإطلاق صواريخ ومفخخات إيران، ضد خصومها الإقليميين والدوليين مشيرا إلى أن التصريحات تثبت حقيقة أن الحوثي مجرد ذراع للحرس الثوري في اليمن.
ولفت "جميح" إلى أن استهداف الحوثي لناقلة النفط السعودية هو الترجمة الحرفية للتصريحات الإيرانية بأن الرد الإيراني على توقف شراء نفط طهران سيكون بأسلوب آخر غير إغلاق مضيق هرمز.
وبين أن الإستهداف يكشف أن الحوثي أداة طهران، مما يحتم ضرورة رفع الحظر الدولي على استعادة الحديدة، لإبعاد المليشيا عن الساحل.
والبحر الأحمر أحد أهم طرق التجارة في العالم بالنسبة إلى ناقلات النفط، وكانت مليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران استهدفت، أمس الأربعاء، ناقلتي نفط سعوديّتين في باب المندب بوابة البحر الأحمر، ما حدا بالرياض إلى إيقاف عبور سفنها من هناك.
وكان ترامب وجّه، الاثنين الماضي، تحذيراً شديد اللهجة إلى نظيره الإيراني حسن روحاني، متوعّداً إياه بتداعيات "لم يختبرها سوى قلّة عبر التاريخ".
وجاءت تغريدة ترامب رداً على تحذير أطلقه روحاني، الأحد الماضي، إلى الولايات المتحدة من "اللعب بالنار؛ لأن النزاع مع إيران سيكون أمّ المعارك".
فرصة سعودية
ويرى خبراء أن هجوم الحوثيين على ناقلتي النفط في مضيق باب المندب يوفّر للسعودية فرصة لجذب الاهتمام الدولي إلى حرب اليمن وللهجوم باتجاه ميناء الحديدة.
وفي وقت سابق الخميس، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير الأمريكي جيمس دورسي قوله" إن تعليق شحنات النفط "يوفر للسعودية والإمارات فرصة لدفع المجتمع الدولي نحو التركيز على ايجاد حل للحرب الأهلية" في اليمن.
وأضاف الخبير في شؤون الشرق الأوسط بأن "تعليق شحنات النفط قد يؤدي الى تصاعد النزاع مع احتمال تدخل قوى خارجية لمساندة السعودية".
وقد يدفع الهجوم بحسب الوكالة، دولاً كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا للانخراط بشكل أكثر مباشرة في النزاع المستمر في اليمن منذ سنوات.
حرب دولية
من جهتها نشرت صحيفة "اكسبرس البريطانية" تقريراً عن "الحرب العالمية الثالثة" وتوقعاتها وقالت إن الحرب بين السعودية وإيران ستتم على السواحل اليمنية في وقت تتصاعد التوترات في المنطقة حيث يعد خط الشحن البحري على البحر الأحمر مهمًا من الناحية الاستراتيجية للعديد من البلدان.
وتصاعدت التوترات بالفعل في المنطقة بعد تبادل الهجوم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة الضغوط.
ويأتي هجوم الحوثيين الأخير بعد هجوم مماثل على سفينة تابعة لشركة "في إل سي سي" - التي يمكن أن تحمل أكثر من مليوني برميل من النفط - في أبريل.
ويبعد مضيق باب المندب (12 ميلاً) من السواحل اليمنية ما يجعل المئات من السفن أهدافًا سهلة على المضيق الذي يقع على البحر الأحمر حيث يلتقي بخليج عدن في بحر العرب.
وقالت "اكسبرس" إنه وفي حالة حدوث خلل كبير، سيكون لدى القوى الأوروبية والولايات المتحدة ومصر دور للتدخل. ستتم حماية حرية البحار من قبلهم، وقد يكون التدخل ضد الحوثيين ضروريًا لحماية هذه الحرية.
مشاركة الخبر: