الرئيسية > أخبار اليمن
حراك في عدن.. هل تسعى الشرعية إلى امتصاص غضب "المهرة" ضد التواجد السعودي؟
المهرة بوست - تقدير موقف- خاص
[ الاربعاء, 25 يوليو, 2018 - 11:27 مساءً ]
تنتهج المملكة العربية، أساليب كثيرة لتغطية فشلها، في تحقيق حلم بسط نفوذها على محافظة المهرة ثاني أكبر محافظة يمنية بعد أن قوبلت برفض شعبي واسع أجبرها على سحب قواتها العسكرية.
ويرى مراقبون أن الإنتفاضة الشعبية لأبناء المهرة والتي اندلعت في 25 يونيو/حزيران الماضي في مدينة الغيضة -مركز المحافظة ضد التواجد العسكري السعودي في المهرة، ستدفع الرياض لتغيير سياسة أطماعها في المحافظة، عن طريق المشاريع التنموية وتحسين صورتها لدى قبائل المهرة وأبناءها عن طريق الرئيس هادي وحكومته الشرعية بعد أن فشلت في استخدام القوة.
وسبق وأن فشلت السعودية، في استخدام أسلوب الإغراءات لوجاهات المحافظة، وقدمت عروض مغرية لرئيس مجلس أبناء المهرة وسقطرى، عبدالله بن عيسى آل عفرار" بمنح المهرة أقليم خاص بها منفصل عن أقليم حضرموت مقابل زيارته للرياض وفض الإعتصام.
ومحاولات الإغراء، هي الأخرى قوبلت بالرفض من قبل مجلس أبناء المهرة وسقطرى ممثلا برئيسه "عبدالله آل عفرار"، والذي أعلن حينها تغليب المصلحة العامة لابناء المهرة وضرورة الوقوف أمام الاخطار التي تحوم حول المحافظة التي ظلت خلال الثلاثة السنوات الماضية بعيدة عن الفوضى والحرب التي تدمر البلاد.
وتسعى السعودية لمد نفوذها بالمهرة كونها قريبة من حدودها الشرقية، إضافة إلى رغبتها بمد أنابيب النفط من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب.
وأمس الثلاثاء، وصل وفد قبلي من أبناء المهرة يضم عدد من وجهاء وأعيان المحافظة، إلى العاصمة المؤقتة عدن لعقد لقاءات مع الرئيس هادي وأعضاء في حكومة بن دغر.
وخلال اللقاء الذي عقده "هادي" مع أبناء المحافظة، وجه بتشكيل لجنة للاطلاع على أوضاع محافظة المهرة والتطورات الأخيرة التي تشهدها.
ودعا الرئيس هادي إلى توحيد الصف وتسخير الامكانات والجهود لخدمة محافظتهم والابتعاد عن كل ما يمس وحدة النسيج الاجتماعي الذي تميزت به المهرة طوال مراحل تاريخها.
وأكد هادي اهتمام الدولة بمحافظة المهرة باعتبارها محافظة التنمية والسلام والتي استقبلت العديد من نازحي الحرب الذين هجرتهم جماعة الحوثي واستباحت مدنهم وقراهم وممتلكاتهم.
وقالت مصادر مطلعة في تصريح لـ "المهرة بوست" إن الرئيس هادي سعى خلال اللقاء لإمتصاص غضب قبائل المهرة تجاه السعودية، مشيدا في الوقت ذاته بالمشاريع الكبيرة والطموحة التي خصصتها في المملكة العربية السعودية للمهرة وابنائها.
وحث "هادي" ابناء المحافظة على توحيد الصف وتسخير الامكانات والجهود لخدمة محافظتهم والابتعاد عن كل ما يمس وحدة النسيج الاجتماعي الذي تميزت به المهرة طوال مراحل تأريخها.
ووفقا للمصادر، طالبت الشخصيات الاجتماعية والعسكرية والمشايخ والأعيان من ابناء محافظة المهرة،الرئيس هادي بالوقوف إلى جانبها المحافظة ضد الأطماع الخفية لبعض الدول وتمكين ابناءها من إدارة شؤونهم المحلية في إطار محافظتهم لتجسيد تطبيق مخرجات الحوار الوطني على طريق بناء اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد.
وعقد وزير الداخلية "أحمد الميسري"، مساء اليوم لقاءا آخر مع وفد أبناء المهرة، مشيدا خلاله بالأدوار البارزة التي تلعبها الشخصيات الاجتماعية بمحافظة المهرة ووقوفهم المطلق إلى جانب القيادة السياسية والدولة في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة وتفويت الفرص على كل من يتربص بإثارة الفتن وبؤر التوترات في المحافظة .
وأكد الميسري أهمية اللقاء لمناقشة القضايا الحيوية المتعلقة بالجانب الأمني وسبل العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية والوجهاء والأعيان والذي من خلاله يمكن تجاوز الاختلالات والتحديات والذي يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في المحافظة .
كما اثنى الوزير الميسري على تكاتف أبناء المهرة وتوحيد كلمتهم وصفهم من أجل مصلحة المحافظة بشكل خاص والوطن بشكل عام .
وأكد أن قيادة الدولة ستقف إلى جانبهم في حل كل المعضلات التي تواجههم وعلى رأسها ظاهرة التهريب باعتبار ان المهرة محافظة حدودية وتوجد بها عدد من المنافذ الحدودية الهامة.
وفي ذات السياق كشفت مصادر لـ "المهرة بوست"، أن من أهم المطالب التي سيطرحها الوفد على السلطات، تكليف قوات عسكرية من أبناء المحافظة لمحاربة التهريب وإيقاف حجة السعودية التي دخلت بها إلى المحافظة، مؤكدين رفضهم لأي تدخل خارجي يتسبب في إقلاق السكنية العام للمحافظة المسالمة التي ضلت خلال الثلاثة السنوات الماضية بعيدة عن الحرب التي تطحن البلاد.
مشاركة الخبر: