الرئيسية > تقارير
«5» سيناريوهات سعودية في المهرة (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 22 يوليو, 2018 - 08:48 مساءً ]
يبدو مستقبل محافظة المهرة (شرق اليمن) غامضا حتى الآن، في ظل تصعيد المملكة العربية السعودية هناك، بطريقة أثارت غضب اليمنيين، وكشفت عن مدى تهميش الرياض للشرعية في اليمن، وأهداف التحالف العربي الخفية من تدخله عام 2015.
التفاف السعودية على الاتفاق مع المعتصمين، جعل المهرة على صفيح ساخن، في ظل تمسك أبناء المحافظة بمطالبهم والتي كان أبرزها انسحاب أي قوات من داخل المدينة، كون تواجدها غير مبرر.
لم ينتهي التحرك السعودي عند إرغام الرياض الشرعية على إقالة المسؤولين الذين أيدوا الاعتصام، بل تعداه إلى تخطيطها لإنشاء مجلس لأبناء المهرة، بديلا عن المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى.
والمعروف أن المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، يرأسه الشيخ عبدالله بن عيسى آل عفرار، أحد أبرز الذين أيدوا الاعتصام، واعترضوا على عدم تنفيذ السعودية للاتفاق الذي قضى بانسحابها من المحافظة.
سيناريوهات مختلفة
أمام تلك المتغيرات، هناك عدة سيناريوهات متوقعة لتداعيات الأزمة بالمهرة وهي كالتالي:
فرض أمر واقع
تسعى السعودية إلى فرض تواجدها بالقوة بالمهرة، في تحدي واضح لأبناء المحافظة، ويؤكد ذلك قيامها بالاستيلاء بالقوة على نقطة عسكرية على طريق شحن- الغيظة، والذي كانت تشرف عليها قوات تابعة لأمن المحافظة.
جر المحافظة إلى العنف
في حال استمرار السعودية بنهجها الحالي تجاه المهرة التي ظلت بعيدة عن الحرب لسنوات، فإن المحافظة ستكون مقبلة على جولة صراع قد تتطور على الأرض، إذا ما كثفت الرياض وجودها بشكل اكبر بالمهرة، وهو ما سيعني تهديد غير مباشر لأمن سلطنة عُمان، والذي سيوسع رقعة الصراع، وسيضع المدينة على فوهة بركان في ظل تقاسم النفوذ بين الدول المشاركة بالتحالف.
الرياض وكما هو معروف تخشى نفوذ الإمارات وعمان في المناطق الحدودية باليمن، فالمهرة قريبة من حدود السعودية البرية الجنوبية الشرقية، وهو ما يجعلها تسعى وبالقوة لمد نفوذها هناك والذي من شأنه كذلك أن يضمن مصالحها.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية قد ذكرت أن الإمارات والسعودية، يقومون بـ"إخضاع عُمان" لدورها في دعم قطر وذلك بعد الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل أكثر من عام.
تمزيق النسيج المجتمعي
إن إقدام السعودية على تشكيل مجلس جديد للمحافظة يضم الموالين لها الذين سيكونون ذراعها لتنفيذ أجندتها، من شأنه إحداث انشقاق بين قبائل المهرة، وذلك لقيام الرياض بإقصاء شخصيات معروفة بنفوذها الاجتماعي، وهو ما يهدد بتمزيق النسيج المجتمعي الذي ظل متماسكا لسنوات طويلة.
فوضى وملشنة
يمتلك محافظ المهرة راجح باكريت مليشيات تم تجنيدها بهدف ضمها إلى قوات الشرطة وهو ما لم يحصل حتى الآن، ما يعني أن الكثير من عمليات الاغتيال قد تشهدها المحافظة خلال الأيام القادمة، فبقاء أي قوات خارج إطار الجيش يعني الفوضى والانفلات الأمني، وكان غريبا كذلك إقالة مدير شرطة محافظة المهرة أحمد قحطان، وهي الخطوة التي تصب في ذلك الاتجاه.
أطماع
بعد مساعي الإمارات لتشكيل قوات موالية لها في المهرة، قامت السعودية بنشر قواتها بالمحافظة وفرضت سيطرتها على منفذي شحن وصرفيت على الحدود العمانية، وكذلك في مطار الغيضة ونشطون.
تكشفت منذ وقت مبكر أسباب رغبة السعودية بإيجاد موطئ قدم لها بالمهرة، يعود ذلك إلى رغبتها بالسيطرة على الشريط الحدودي لمد أنابيب النفط من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب، للالتفاف حول مضيق هرمز الذي تشرف عليه سلطنة عمان وإيران.
إضافة إلى إنشاء تلك القناة المائية الصناعية، فالسعودية ترغب بتعزيز علاقاتها التجارية والعسكرية مع شرق أفريقيا والمحيط الهندي، وقد حاولت كذلك دعم السلفية بالمهرة وهو ما فشلت فيه، وهي بتكثيف تواجدها العسكري هناك تشكل تهديدا مباشرا لسلطنة عمان التي ترتبط بحدود شاسعة مع المهرة.
وتعزز القرارات الأخيرة التي شملت إقالة بعض مؤيدي الاعتصامات بالمهرة، وتعيين مواليين للسعودية، ذلك التوجه السعودي بالسيطرة على مفاصل المحافظة، ومحاولة التنصل من الاتفاق الذي يقضي بسحب قواتها.
مشاركة الخبر: