الرئيسية > أخبار اليمن
السعودية تصعيد مستمر بالمهرة.. لماذا؟
المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 20 يوليو, 2018 - 10:23 مساءً ]
بدأت المملكة العربية السعودية بالتصعيد بالمهرة (شرق اليمن)، ردا على الاعتصامات التي ينفذها أبناء المحافظة منذ أسابيع.
واستولت قوة مدعومة بالمدرعات العسكرية وبغطاء من مروحيات الأباتشي على نقطة "تنهالن" التي تبعد 50 كيلو متر عن مركز مدينة الغيضة على خط شحن.
وكان المهريون قد خرجوا باعتصامات طوال الأسابيع الماضية، دعما للشرعية، ورافضين المساس بالسيادة ولتواجد قوات في المحافظة التي لا تشهد أي معارك بين الشرعية والانقلابيين.
الغريب أن المملكة وبعد إعلانها عن الاتفاق مع المعتصمين، وقفت وراء جملة من التعيينات التي أطاحت بمؤيدي الاعتصامات، وتنصلت عن الاتفاق ولم تنسحب من المهرة.
استفزاز مرفوض
وأثارت ممارسات السعودية الأخيرة أبناء المهرة الذين استغربوا من التصرف الذي وصفوه بـ"الاستفزازي"، كونه جاء بدون تنسيق مسبق مع قوات الأمن أو أبناء قبيلة "كدة".
فيما يعتبر المعتصمون استيلاء السعودية على نقطة أمنية بالمهرة، اختراق للاتفاق معهم والذي تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي (10 يوليو 2018)، وعلى أساسه علقوا احتجاجاتهم.
ورفعت شخصيات اجتماعية وقبلية رسالة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي احتجاجا على ما يجري، داعية التحالف العربي إلى الابتعاد عن الاستفزاز والالتزام بالاتفاق، وعدم السماح بإطلاق يد المليشيات التي يقودها المحافظ المقرب من المملكة راجح باكريت.
رئيس مجلس أبناء المهرة وسقطرى الشيخ عبدالله بن عيسى آل عفرار، اعتبر استحداث النقاط من قبل القوات السعودية مؤسف وغير مقبول، داعيا ودعاها إلى تنفيذ الاتفاق واحتواء الموقف.
وكانت القوات السعودية قد صادرت في وقت سابق بضائع تابعة لتجار يمنيين من داخل المخازن خارج جمارك شحن بالمهرة، ودون إذن مسبق أو معرفة الأسباب.
أسباب مختلفة
يرى مراقبون أن السعودية بتصعيدها –غير المتوقع والشبيه لمواقف الإمارات التي تُعادي الشرعية- تثأر من المعتصمين الذين رفضوا ممارساتها.
ويؤكدون أن السعودية في ظل ضعف الشرعية وعدم دعمها لاعتصامات المهرة، ستواصل استفزازها لأبناء المحافظة، وستمضي من أجل تحقيق أطماعها المتمثلة برغبتها بالسيطرة على الشريط الحدودي لمد أنابيب النفط من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب، للالتفاف حول مضيق هرمز الذي تشرف عليه سلطنة عمان وإيران.
وهناك مخاوف من الزج بالمهرة في أتون الصراع، الذي ظلت بعيدة عنه خلال سنوات الحرب الأربع، وهو ما قد يوسع رقعة الصراع في البلاد، خاصة أن أمن سلطنة عُمان سيكون على المحك.
عدم جدية التحالف
وتعليقا على ممارسات السعودية والإمارات باليمن، أكد الكاتب الصحفي محمد اللطيفي ، "أن الأزمة في المهرة وقبلها في سقطرى، أثبتت أن التحالف العربي ليس جادا في تحقيق الهدف المعلن من تدخله في اليمن، والمتمثل في استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب".
وقال إن الهدف لم يكن سوى عنوان فضفاض لممارسة الهدف الحقيقي من التدخل، وهو السيطرة على موانئ اليمن وثرواته، وجعل اليمن منطلق للتحكم في الوطن العربي، ووسيلة لمنع قيام دولة قوية مستقلة ذات سيادة في اليمن.
وذكر في مقال له "أزمة المهرة كشفت بأن المخطط الإماراتي والسعودي واحد، وهناك تبادل أدوار بين البلدين لانتهاك سيادة اليمن وضعته الظروف في وضع الحاجة لتدخل خارجي لاستعادة سلطته".
ورأى اللطيفي أن الحراك المهري القوي والموحد جعل السعودية ترضخ لمطالب المعتصمين، في المقابل مدت يدها الأخرى بغرض الانتقام لكرامتها.
وذهب إلى أن التحالف أضحى أكبر عائق أمام هزيمة المليشيات، وأصبح وجوده بهذا الشكل عامل قوة لبقاء الانقلابيين، مطالبا الشرعية أن تضع في خياراتها السير باتجاه عكسي للتحالف، عبر رفع الغطاء الشرعي عن الاحتلال غير المعلن من قبل التحالف، كونه أصبح عاملا رئيسيا في قوة الحوثي.
مشاركة الخبر: