الرئيسية > أخبار اليمن
تعيينات هادي لشخصيات موالية للسعودية بالمهرة وضعت المملكة أمام مأزق أخلاقي (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 17 يوليو, 2018 - 11:27 مساءً ]
لا تزال قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين شخصيات موالية للسعودية وإقالة آخرين ايدوا اعتصام أبناء المهرة الرافضين لتواجد القوات السعودية تثير جدلا بين أوساط اليمنيين.
قرارات جمهورية أصدرها الرئيس اليمني مطلع الأسبوع الجاري، اغضبت عموم ابناء المهرة ورأوا في ذلك التفافا واضحا على مطالبهم المشروعة التي ترتكز في اهدافها على تمكين الجيش الوطني والقوات الحكومية من مرافق الدولة ومؤسساتها بالمحافظة.
وشملت القرارات تعيين قائداً للشرطة ووكيل لشؤون الصحراء خلفاً للشيخ علي سالم الحريزي وللواء أحمد قحطان الذين أيدا مطالبات الأعتصام الذي طالب بتسليم مطار الغيضة الدولي، وميناء نشطون البحري، ومنفذي شحن وصرفيت.
وتزامنت القرارات التي صدرت السبت، بعد التوقيع على اتفاق وقع على المطالب المرفوعة من المعتصمين بين اللجنة المُكلفة من الرئاسة اليمنية التي ترأسها اللواء أحمد قحطان، وقيادة التحالف العربي الجانب السعودي في مطار الغيضة.
تنكر واضح لأبناء المهرة
كافأت الرئاسة اليمنية معتصمي المهرة بالانقلاب على مطالبهم والاذعان للمملكة العربية السعودية في تنكر واضح لوفاء المعتصمين لها الذين أكدوا في مجمل واهم مطالبهم على مساندتهم للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي والحفاظ على السيادة اليمنية.
ويرى اعضاء في لجنة اعتصام ابناء المهرة أن القرارات رغبة سعودية في الانتقام من الشخصيات التي وقفت ضد محاولتها بسط نفوذها على المحافظة، فأوعزت إلى هادي باقالتهم.
السعودية أمام مأزق أخلاقي وانساني
مراقبون قالوا لـ "المهرة بوست" إن "تعيينات هادي في المهرة وضعت السعودية أمام مأزق اخلاقي وانساني.. اما ان يكون سلطة احتلال او الالتزام بالاتفاقيات مع القيادات السياسية والأمنية التي تمثل شرعيه اليمن وسيادتها في المهرة".
وبحسب المراقبين فإن الحكومة اليمنية قوبلت وفاء ابناء المهرة بجحود كبير، اذا رأوا في التعيينات الاخيرة افشال متعمد للاتفاق الذي ابرم مع السلطة المحلية ومعتصمي ساحة الغيضة، وعودة بالأمور الى نقطة الصفر.
أسيرة القرار السعودي
وفي السياق قال الصحافي اليمني صدام الكمالي، إن السعودية تسعى للسيطرة على المهرة بشكل أو بآخر، وهي المحافظة الحدودية مع سلطنة عمان".
واضاف الكمالي في حديثه لـ "المهرة بوست" السعودية تسعى للسيطرة على المحافظة لأن المهرة تحتوى على مخزون نفطي غير مستكشف بعد".
وأشار الكمالي إلى أن القرارات جاءت من السعودية، لافتا إلى ضعف موقف الحكومة والرئاسة اليمنية. وقال "الشرعية لا تستطيع صد هذا التمدد السعودي في المحافظة، نظراً لكونها أسيرة القرار السعودي".
وتابع الصحفي اليمني إن "قرار تعيين العميد مفتي سهيل نهيان بن صموده الذي يحمل الجنسية السعودية مديرا لأمن المهرة، وإقالة قيادات اعتصام المهرة ضد الاحتلال السعودية للمحافظة هي قرارات سعودية خالصة توقع عليها الشرعية اليمنية مرغمة للأسف".
رفع الحرج عن الحكومة
اما الكاتب والصحفي فؤاد مسعد، قال إن "قرارات الرئيس هادي احتمال أن تكون ناتجة عن ضغوط أو أن تكون محاولة من الرئيس هادي لرفع الحرج عن الحكومة بحيث لا تتحمل تبعات تصريحات مناهضة للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية تحديدا".
واضاف مسعد، في تصريح لـ "المهرة بوست" خاصة أن القرارات جاءت بعد اتفاق تهدئة يعمل على تنفيذ بعض مطالب المعتصمين وجدولة بقية المطالب" مشيرا إلى أن الحكومة وقوات التحالف، شرعت في العمل على إعادة تشغيل المنافذ البرية والمطار وتسليمه لقوة أمنية يمنية.
ويرى مسعد أن "المعالجات الحقيقية لمطالب المعتصمين كفيلة بتهدئة الأوضاع، خاصة المطالب البارزة المتمثلة في إعادة فتح وتشغيل المنافذ البرية والجوية".
مستعمرين
الصحفي عامر الدميني وصف ما اقدمت عليه السعودية بالمهرة بأسلوب المستعمرين الجديد، وقال "السعودية قدمت 5000 كرسي و5000 طاولة لمدارس في المهرة باعتبارها دعما للعملية التعليمية".
واضاف "بهذا الفتات يقدمون أنفسهم داعمين ومساندين لليمن، بينما يأخذوا أضعافها من السيادة والتحكم بالمحافظة بكلها، ويفرضون أجندتهم ومشاريعهم التي تخدمهم وحدهم".
مشاركة الخبر: