الرئيسية > أخبار اليمن
تعيين هادي رجلا سعوديا مديرا لأمن المهرة فضيحة للشرعية.. والرياض وراء تلك القرارات (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 17 يوليو, 2018 - 12:44 صباحاً ]
أثار قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين العميد مفتي سهيل بن صموده الذي يحمل الجنسية السعودية مديرا لأمن المهرة، غضب أبناء المهرة المعتصمين.
وحول قرارات هادي بتعيينات شخصيات موالية للرياض واقالة ابرز الداعمين لاعتصام ابناء المهرة الرافضين لتواجد القوات السعودية في المحافظة، يدلل على أن الرياض وراء تلك القرارات.
الاقالات على ما يرى معتصمون صدرت من الرياض وكلفت بقرارات صادرة عن الرئيس هادي، وقضت بإقالة علي سالم الحريزي، وكيل المحافظة أحد ابرز الداعمين للمعتصمين المطالبين بسحب القوات السعودية من المهرة اضافة إلى مدير الشرطة العميد أحمد محمد قحطان الذي كان يمثل السلطة المحلية بالمفاوضات مع السعوديين لتسليم المطار والمنافذ وكان قد حال دون انفجار الأوضاع الأمنية في المحافظة.
رغبة سعودية
يستدعي ذلك غضبا من المحتجين فهناك ما هو غامض ومتلبس في هذه الإقالات والتعيينات، وفي تفسيرها يرى اعضاء في لجنة اعتصام ابناء المهرة أنها رغبة سعودية في الانتقام من الشخصيات التي وقفت ضد محاولة بسط نفوذها على المحافظة، فأوعزت إلى هادي بإقالتهم.
يرى مراقبون لـ "المهرة بوست" أن السعودية تحاول التنصل من الاتفاق واستبدال قيادات أمنية وسياسية بأخرى تدين لها بالولاء حتى تحكم سيطرتها على مفاصل المحافظة، ناهيك عن اسباب اقتصادية قد يكون احدها فتح ممر لتصدير النفط للبحر العربي عبر المهرة بما يشبه سيناريو اماراتيا في عدن، وهو مالا يريده أبناء المهرة من جيران اثرياء طامعين في القليل الذي لديهم.
وتشير القرارات إلى أن هادي يزرع بذور الشك لدى كل الرجال من حوله الذين أعلنوا مساندتهم له، وجعلوا من شرعيته شعارا لمطالبهم.
رسالة سلبية
سياسيون أيضا قالو لـ "المهرة بوست" رسالة سلبية لجميع الداعمين للرئيس هادي، أوصلتها القرارات التي أصدرها الأخير بالتخلي عن أبرز شخصيتين في المهرة ظلت تردد أنها مع "الشرعية"، وتعمل في سياق توجهاتها، مشيرين إلى أن هذا الوضع هو امتداد لحالات سابقة من مسؤولين اعترضوا على سياسة "التحالف" وطريقة إدارته لليمن.
وقبل إعلان القرارات التقى الرئيس هادي بمحافظ المهرة راجح باكريت في محافظة عدن، وهو المحافظ الذي كان له نصيب كبير في تأجيج الوضع داخل المهرة.
وأكثر ما زاد غضب أنباء المهرة، هو تعيين العميد مفتي سهيل بن صموده الذي يحمل الجنسية السعودية مديرا لأمن المهرة، وهو من الشخصيات المقربة لقائد قوات التحالف في المهرة أبو سلطان.
تفاجأ الرئاسة اليمنية
مصادر في الرئاسة فضلت عدم الكشف عن هويتها، قالت لـ "المهرة بوست" إن الرئيس هادي تفاجأ عقب تعيينه للعميد سهيل بن صموده مديرا لأمن المهرة، وأن المذكور يحمل الجنسية السعودية، وهو ما اعتبره مراقبون أن تلك القرارات جاءت من الرياض.
ويكشف هذا حسب مطلعين، أن الرياض تدخلت بشكل كبير في التعيينات الأخيرة بمحافظة المهرة، مبينة أن هذه القرارات شملت أشخاص يحملون الجنسية السعودية وأخرين على علاقة مباشرة بالاستخبارات في المملكة.
اهتزاز لسمعة السعودية بالخارج والداخل
وفي سياق ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي محمد الغابري، إن "السعودية فوجئت بالاعتصامات المناوئة لها بالمهرة"، مشيرا إلى إنها لم تعتد على احتجاجات من قبل، لديها حساسية شديدة تجاه سمعتها في الخارج وهيبتها في الداخل.
واضاف الغابري في تصريح لـ "المهرة بوست" لذلك كان موقف وكيل المحافظة الحريزي ومدير الأمن، جوهريا في استمرار الاعتصام واصراره على إخلاء المطار والمنافذ وإحلال قوات محلية".
وتابع: "وصلت الاحتجاجات إلى الذروة، وتم تحقيق إرادة المعتصمين، باتفاق الإخلاء والاحلال، وتعتبرها المملكة هزيمة كبرى، واهتزاز لسمعتها في الخارج إذ تحتل أراض لدولة أخرى، وأنها غير مرغوب فيها، وتقليل من هيبتها في الداخل إذ يرى المواطنون نزولها عند إرادة المحتجين".
محاولة رد اعتبار
وقال الكاتب اليمني الغابري، إن "إقالة الوكيل ومدير الأمن، هي محاولة لرد الاعتبار للحكومة السعودية".
وأردف "سيكون التزام بالاتفاق وقد يتم إرضاء الحكومة السعودية بطرق أخرى"، وقال "لا يتوقع تنصل المملكة من الاتفاق لأنها ستكون سببا في اندلاع ثورة".
مشاركة الخبر: