المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 15 يوليو, 2018 - 05:26 مساءً ]

بعد اعتصام أبناء المهرة طوال أكثر من أسبوعين، وقع أكثر من 68 من قادة الفرق المشاركة والقبلية والمجتمعية في اعتصام المهرة السلمي على ميثاق شرف خاص بالمحافظة.

وأكدت الوثيقة على أنها ستعمل على الحفاظ على وحدة الصف واحترام السلطة المحلية بكامل هيئاتها ومكوناتها السياسية، والتزامهم بمبدأ المصالحة بين أبناء المهرة وسبل العيش الكريم بعزة نفس وحرية كاملة واحترام حقوق الشعوب ومطالبها الأساسية المشروعة.

 وشددت على دعم جهود الرئيس عبدربه منصور هادي، واعتبار الأمن العام والمؤسسة العسكرية بمحافظة المهرة هم صاحبة الحق بالدفاع عن أمن المهرة وحماية مكتسبات الدولة. 

وطالب الموقعون على وثيقة الشرف الرئيس هادي بسرعة  إقالة المحافظ راجح باكريت، مؤكدين ارتكابه مخالفات إدارية وسياسية، وممارسات أدت إلى الاحتقان داخل المحافظة.

وكان كريت قد وجه تهديدا مباشرا للمواطنين المعتصمين منذ أيام ضد الوجود السعودي والإماراتي في المحافظة، قائلا "الدولة ما عندهم لحم على أحد"، في إشارة إلى إمكانية استخدام العنف ضدهم.

ورأى مراقبون أن تلك الوثيقة شكلت انتصارا لأبناء المهرة، الذين التفوا حول مصالح محافظتهم، وسعوا جاهدين للحافظ على أمنها واستقرارها.

نضال

وعلى مدى أكثر من أسبوعين، استمر أبناء المهرة بتنفيذ اعتصاماتهم الرافضة لأي وصاية خارجية، ودعما للشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.

خلال فترة اعتصاماهم طالب أبناء المهرة في بيان لهم بإعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي، وتسليمهم للقوات الحكومية وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالانتشار في المحافظة، تنفيذا لتوجيهات هادي الصادرة عام 2017.

وطبقا للبيان فقد طالبوا كذلك بمراعاة العمل حيثما أمكن لتحقيق بين قيادة المحافظة ومدراء الأجهزة التنفيذية، إضافة إلى تحسين وضع الخدمات العامة والاهتمام بمؤسسة الشركة المحلية، ورفع القيود الاستثنائية المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير بالمهرة.

استجابت اليوم المملكة العربية السعودية لتلك المطالب، وتم الاتفاق على خروج القوات التابعة لها من مطار الغيضة بالمهرة، وتسليم المنافذ الحدودية مع عمان، فيما سيعلق أبناء المحافظة اعتصامهم حتى تنفيذ بنود الاتفاق.

وكانت السعودية قد حولت مطار الغيضة الدولي إلى قاعدة عسكرية تابعة لها، فضلا عن سيطرتها على المنافذ البرية والبحرية بالمهرة، وهو ما اعتبره أبناء المحافظة انتهاك للسيادة.

درس بالوطنية

وكان المحلل السياسي محمد الغابري قد أشاد بموقف أبناء المهرة، وقال: "الوطنية العملية تشرق من المهرة".

وقارن بين موقف أبناء المهرة وتبعية محافظتي صنعاء وعدن، الذين أصبحوا مجرد أدوات بيد إيران والإمارات.

وأردف "تظهر الوطنية المشرقة بالمهرة وسقطرى وتعز ومأرب لتعبر عن نبل الإنسان والضمير الجمعي للشعب.

وعي أبناء المهرة

الصحفي عباس الضالعي، بدوره تطرق في مقال له إلى دوافع خروج أبناء المهرة، والمتمثلة بحالة الفوضى العاصمة التي سيطرت على المحافظات الجنوبية المحررة.

وقال إن وعي المجتمع المهري هو الذي كشف زيف المبرر الذي استندت عليه السعودية والإمارات لفرض وجودهما العسكري في المهرة، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية وخنق المحافظة وتجميد الحركة التجارية والاقتصادية.

وذكر "التواجد العسكري السعودي في المهرة يندرج ضمن الاستقطاب في المنطقة، واستهداف سلطنة عمان"، مشيرا إلى قطع أبناء المحافظة الطريق أمام الأجندة السعودية الإماراتية".

وأضاف الضالعي "انتصرت المهرة على الأجندات المشبوهة وهذا بفضل وعي أبناء المهرة وحراكهم وصمودهم...، وأثبتوا أن الاعتصام كان ضرورة وطنية ومطالبهم حقوق وطنية وتلبيتها لن يكون منحة وفضل من أحد".

وكان الرئيس عبدربه منصور هادي، قد شدد اليوم على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في مختلف محافظات الوطن باعتباره من دعائم البناء والسلام والاستقرار لتدفق الاستثمارات والمشاريع الواعدة.