شبوة.. وساطة محلية تنجح بإطلاق سراح شيخ اختطف قبل أيام من أمام منزله     الصحة العالمية تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي     تبادل الاتهامات بين القوات الحكومية والحوثيين بشأن مقتل 5 نساء في تعز     قوات مدعومة سعوديا تنتشر في الشريط الحدودي شمالي لحج     محافظ البنك المركزي بعدن يدعو لتعزيز التعاون من أجل تحقيق شمول مالي متاح للجميع      "الإنذار المبكر" يحذر من أمطار وإضطراب مداري على سقطرى وحضرموت والمهرة وشبوة     وفاة شاب يمني بحادثة سير في السعودية     القوات الحكومية تعلن استهداف طقما للحوثيين في تعز     مسؤول أمريكي يؤكد تحطم طائرة مسيرة أمريكية في اليمن     مقتل "أربعة عمّال يمنيين" بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق     المهرة.. مقتل ضابط وإصابة آخرين في اشتباكات مع مسلحين بالغيضة     الاحتجاجات الطلابية المناهضة لحرب غزة تعطل جامعة عريقة في باريس     واشنطن تؤكد تضرر ناقلة نفط إثر هجوم صاروخي شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر     هل تراجعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أم حققت أهدافها؟     جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة نفطية بريطانية في البحر الأحمر وإسقاط طائرة أمريكية في صعدة    
الرئيسية > أخبار اليمن

سياسيون يمنيون : مساع السعودية لإمتلاك خط ناقل لصادراتها النفطية عبر أرض يمنية ..«انتهاك للسيادة وتفخيخ للمنطقة بالصراعات»


مساع السعودية لإمتلاك خط ناقل لصادراتها النفطية عبر أرض يمنية

المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 12 يوليو, 2018 - 11:26 مساءً ]


تصر المملكة العربية السعودية على المضي قدما في أطماعها التوسعية على حساب جيرانها غير عابئة بالقوانين الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول والشعوب ، مستغلة الرشى التي تقدمها "البترودولار" لاجهزة النفوذ العالمي ، وفي اليمن التي يشهد للعام الثالث على التوالي حربا لا افق لها ، تعد السعودية ابرز اطرافها ، تحاول الرياض واضافة إلى حممها وقنابلها التي تلقيها مقاتلاتها بشكل يومي على المدنييين والمنشآت في اليمن ، تسعى لتنفيذ طموحها في مد أنبوب نفط دولي من أراضيها إلى بحر العرب عبر الأراضي اليمنية وتحديداً محافظة المهرة (شرقي اليمن) الحدودية مع السعودية وسلطنة عُمان ليصب الأنبوب في ميناء نشطون على ساحل المحافظة ذاتها.

هذا الطموح السعودي ليس وليد اللحظة بل كان حلماً يراود المملكة منذ زمن وتحديداً إبان حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح الذي وضع شروطاً لمرور الأنبوب من أراضي بلاده رأتها السعودية غير ملائمة لها ما دفعها للعدول عن تنفيذ طموحاتها.


طموح سعودي قديم جديد 

غير أن الظروف اليوم، أصبحت أكثر ملائمة لتنفيذ طموح المملكة سيما مع السيطرة شبه الكاملة لتحالف الإحتلال العربي على اليمن بقيادة السعودية، على قرار حكومة هادي ، التي تلتزم الصمت ازاء تلك الطموحات الغير مشروعة والتي تعد انتهاكا صارخا للسيادة، في حين يدخل اعتصام ابناء محافظة المهرة اسبوعه الثاني ، رفضا لتلك المخططات والمشاريع الاستحواذية والتي لاشك انها ستحول المحافظة التي كانت دوما خارج مسرح العمليات الحربية ، بسبب نأيها بنفسها عن اي صراع الى بؤرة للتوتر والاضطراب ان هي اصرت على مخططها الاستعماري.

شروع السعودية في إنشاء خط أنبوب نفطي دولي إلى البحر العربي يأتي ضمن مساعي المملكة لامتلاك خط ناقل بديل لطرق صادرات النفط الخليجي الضخم يكون تحت سيطرتها، بعيداً عن التهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز الذي تتحكم به إيران، علماً أنه أيضاً المنفذ البحري الوحيد لدول العراق والكويت والبحرين وقطر.

وهو ما كشفته مصادر لـ “المهرة بوست” “ حيث اوضحت إن السعودية بدأت في تنفيذ مشروع الأنبوب النفطي والذي يمتد من منطقة الخرخير في الحدود السعودية المحاذية لمحافظة المهرة إلى ميناء نشطون اليمني القريب من الحدود مع سلطنة عمان”.


تهميشٌ للمهرة وتحرش بعُمان

وفي السياق يسرد الكاتب والمحلل السياسي اليمني منير الماوري عدد من الأهداف تقف خلف التحركات السعودية في المهرة، اولها تمهيد الوضع لإيجاد منفذ لها إلى بحر العرب ولو على حساب سكان المهرة وبالتالي بإمكان السعودية أن تقضم جزءا منها. 

أما الهدف الثاني للتوغل السعودي في المهرة هو وضع الاعتراض السعودي على اتفاقية الحدود العمانية اليمنية موضع التطبيق العملي والعمل على قطع التواصل الجغرافي بين اليمن وعمان عن طريق ضم المهرة أو جزء منها إلى الأراضي السعودية. 

ولتحقيق هذه الأهداف بدأت السعودية في نقل وتوطين أعدادا كبيرة من السلفيين القادمين من كل بقاع الأرض، وتعهدت لهم باستنساخ مركز دماج وبناء مركز سلفي مماثل لهم في المهرة.

ويؤكد الماوري ان الايام سوف تفصح عن تفاصيل أكثر خطورة لنوايا السعودية وتواطؤ الشرعية اليمنية وبيع السيادة للجار السعودي دون وجه حق ودون موافقة الشعب أو البرلمان.


إمعان وقح في النيل من السيادة 

ويتفق الكاتب اليمني ياسين التميمي مع الماوري في ان للرياض أجندتها الخاصة التي ترتبط برغبتها في وضع اليد على محافظة المهرة بغية إحياء مشروع قديم لإيجاد مرفأ نفطي تابع لها على بحر العرب، يحررها من المخاوف الأمنية التي تتكرر باستمرار نتيجة سياسات إيران في المنطقة وسيطرتها الأمنية على مضيق هرمز، وهو مشروع يشترط على ما يبدو تفكيك اليمن أو بقاءه ضعيفاً بالقدر الكافي. 

لكنه يشيرالى انه لم يعد بإمكان اليمنيين اليوم أن يتنقلوا عبر منفذي “صرفيت” و”شحن” باليسر الذي تمتعوا به منذ بداية الحرب وحتى وضع القوات السعودية يدها على هذين المنفذين، وعلى ميناء نشطون البحري ومطار الغيضة الدولي. 

وبحسب التميمي فإن تمسك حراك المهرة بمطلبه القاضي بضرورة فرض سيادة الدولة اليمنية على أراضيها، مطلب لا يبدو متناقضاً مع مهمة التحالف، لكنه في المحصلة يقوض مخططات المملكة التي بالغت في التواجد العسكري في هذه المحافظة بما لا يتفق مع وضعها المستقر؛ قياساً بالمحافظات التي تشهد مواجهات مسلحة واسعة في شمال البلاد". 

ويصف التميمي ممارسات التحالف السعودي الذي يزعم انه جاء لدعم الشرعية ، فيما كل افعاله عكس ذلك ، بانه امعانٌ وقح في النيل من السيادة اليمنية، من قبل تحالف يدعي أنه جاء لدعم السلطة الشرعية وطرد الانقلابيين، وبناء شراكة متكافئة مع الدولة اليمنية التي لطالما تلقت طعنات دامية من هذا التحالف طيلة العقود الماضية من تاريخها.


الاحتماء باليمن من التهديدات الإيرانية  

من جانبها تقول الصحفية والكاتبة اليمنية منى صفوان :" دون سابق إنذار تدخل واحدة من أكبر المحافظات اليمنية إلى خارطة الصراع والتسليح العسكري والسبب هو أنبوب النفط السعودي، مشيرة إلى أن لعل واحدة من أهم أسباب الحرب في اليمن ، هو تأمين خطوط نفط بديلة للخليج، بعد التهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز.

وتشير صفوان إلى أن تهديد الرئيس الإيراني مؤخرا بانه سوف يوقف تصدير النفط الخليجي من خلال إغلاق مضيق هرمز حفز من التوجه السعودي نحو الخطة البديلة لدى الرياض منذ سنوات والمتمثلة في ايجاد ذلك عبر محافظة المهرة ، وبما ان المملكة التي لا تملك منفذا بحريا إلى باب المندب او بحر العرب، فإنها قد وجدت في اليمن وصحراء اليمن ضالتها ، وخاصة محافظة المهرة ، وهي محافظة صحراوية مترامية الأطراف تشكل بقعة جغرافية هامة ليس لليمن فقط بل للخليج برمته، والتي من خلال منافذها البحرية تطل على المحيط وبحر العرب، وهي بوابة اليمن الشرقية على الخليج ، وتشترك معها حضرموت في المكانة والأهمية".

وتضيف : "ويبدو هذا التحرك السعودي في هذه الصحراء الشاسعة متناسقا والخطة السعودية بتمرير أنبوب النفط إلى البحر مرورا بالأراضي اليمنية. وهو مشروع للدول، فقط في حالة الاتفاق بين الدولتين اليمنية والسعودية وهذا مالم يتم".

مؤكدة عدم حدوث اي اتفاق رسمي على تدشين خط النفط البري، الذي أعلن عنه السفير السعودي، وسط الصمت الرسمي حول موضوع سيادي وحساس، في بلد تأكله الحرب، وتقضم اوصاله المأساة الانسانية الأشد في العالم".


مخالفة للبرتوكول وعلاقات الدول 

وتوضح صفوان أن رفض شيوخ واهالي محافظة المهرة للإجراءات السعودية يأتي من باب مطالبة التحالف السعودي بالقيام بتنفيذ أهدافه المعلنة، كما ان الاعتصام المفتوح في المهرة هدفه لفت نظر العالم إلى حجم التدخل السعودي الذي يقفز على كل الأهداف المعلنة له في اليمن ، ويقفز على البرتوكول السياسي وعلاقات الدول".

ثم تتساءل "صفوان " هل يمكن لروسيا أو تركيا ان تمد أنبوب الغاز دون إذن او اتفاق مع هذه الدولة أو تلك، هل الأرض اليمانية تقع خارج نطاق السلطة المحلية في المهرة ، اين هو مجلس التشريع والحكومة والرئاسة ؟".

ونوهت "إلى أن تصّدر المهرة لعناوين الأخبار في اليمن ليس مألوفا، بسبب نأي هذه المحافظة الكبيرة نفسها عن اي صراع، لكنها اليوم تدافع عن سيادة اليمن والتوازن السكاني والثقافي، حتى وان بدت السيادة اليمنية معطلة في هذا الظرف، لكن تفخيخ المناطق المسالمة وتغير تركيبتها السكانية ، يشعل صراعات جديدة في اليمن".



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات