الرئيسية > تقارير
احتجاجات المهرة.. انعكاس طبيعي لسياسات التحالف الفاشلة في اليمن (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 10 يوليو, 2018 - 09:20 مساءً ]
محافظة المهرة اليمنية الهادئة المستقرة، التي ظلت بعيدة عن الفوضى والصراع التي شهدتها البلاد منذ ثلاث سنوات عقب انقلاب الحوثيين على السلطة، تتصدر اليوم المشهد اليمني احتجاجا على تدخلات وتجاوزات التحالف العربي التي مست بالسيادة الوطنية.
وتتصدر المهرة الواجهة حاليا، برغم أنها ظلت طوال فترة الحرب بعيدة عن الصراعات بسبب سلمية أبنائها التي عرفوا بها، وبُعدها الجغرافي عن مناطق الصراع.
وتتزايد التصعيدات في المهرة يوما بعد آخر منذ أعلن أبناءها اعتصامهم المفتوح في 23 يونيو الماضي، رفضا لتواجد القوات السعودية، ومطالبين بالحفاظ على السيادة الوطنية وتسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي.
وكانت السعودية قد دفعت بتعزيزات عسكرية في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي تمركزت في مطار الغيضة والمنافذ البرية والبحرية، تحت لافتة مكافحة التهريب، وهو ما رفضته حينها مكونات قبلية وسياسية.
توجس أبناء المحافظة الآمنة
وأثار تواجد القوات السعودية في المهرة غير المبرر، توجس أنباء المحافظة المسالمة، خاصة في ظل الصمت المطبق من قِبل الحكومة الشرعية.
وتمنع القوات السعودية حركة الملاحة والصيد في ميناء نِشْطون، كما حولت مطار الغيضة الدولي لثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
وتعود جذور ذلك إلى مساعي قامت بها الإمارات للسيطرة على كامل الجنوب في اليمن، وفي وقت سابق خلال العام المنصرم، دفعت الإمارات بكتيبة من "النخبة المهرية" التي دربتها، للسيطرة على مدينة الغيضة، وكلفاتها بتأمين حدود المهرة البرية والبحرية، وبقى مطار الغيضة في قبضتها.
مطالب واقعية
مسؤول حكومي قال لـ "المهرة بوست" إن "من حق أبناء المهرة التظاهر والاعتصام، وهذا مكفول لهم بموجب القانون اليمني والدستور الذي كفل للجميع حق التجمهر والاعتصام ورفض الشعارات والمطالب بطريقة سليمة".
وأضاف المسؤول الحكومي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "الأهداف التي أعلنها أبناء المهرة المعتصمين تبدوا واقعية، فهم أعلنوا إنهم مع الشرعية ورفعوا شعارات وصور الشرعية والرئيس هادي والعلم الجمهوري، وأعلنوا أيضا إنهم مع تحقيق أهداف التحالف العربي وهي إعادة الشرعية".
وتابع: مطالبتهم أيضا بتسليم المطار والمنافذ للشرعية هي مطالب يمكن حلها - حسب قوله - من خلال تشكيل لجنة من الشرعية والتحالف وإيجاد حلول لها".
وقال المسؤول الحكومي في حديثه لـ "المهرة بوست": "من حق أبناء المهرة أن يكونوا هم من يدير المناطق الاستراتيجية، وهذا تنفذا لمخرجات الحوار الوطني الذي منح كل إقليم حرية حكم أقاليمه ومنطقته".
وخلص المسؤول بالقول: "منطقة مثل المهرة وسقطرى، محافظات آمنة مستقرة ليست بحاجة إلى مدرعات ودبابات بل بحاجة إلى مشاريع ودعم للتنمية، لتظل بعيدة عن التجاذبات السياسية والأزمات، كونها ظلت بعيدة كل البعد عن الأزمات التي حدثت في اليمن منذ 2011".
استياء شعبي من تواجد القوات السعودية
الباحث اليمني ابو عامر ثوار المهري، وهو من أبناء المحافظة، قال إن "المهرة كانت تنعم بالهدوء والأمن والاستقرار وتوفر معظم الاحتياجات الضرورية للمواطنين".
وأضاف المهري، "بعد دخول التحالف العربي للمحافظة نهاية عام 2017، واستيلائه على المنافذ البرية والبحرية والجوية، ساءت معظم الخدمات الاساسية وشحت المشتقات النفطية، وأصبحت معدومة في بعض المديريات بالمحافظة".
انعكاس لسياسات التحالف الفاشلة
وتابع: إن "الشعوب تلجأ للاعتصامات عندما لا تجد خيارات أخرى للمطالبة بحقوقها"، وقال إن "ما تشهده محافظة المهرة هذه الأيام من اعتصامات سلميه إنما هي انعكاسا طبيعيا لسياسات التحالف الفاشلة في اليمن".
وقال "سياسة التجويع والتركيع والاذلال مرفوضة... والمهرة لن يركعوا إلا لله". مضيفا: "من الطبيعي أن يصبح التحالف العربي مكروها ومنبوذا في محافظة المهرة ومعظم محافظات اليمن الجنوبية والشمالية لأن سياساته الفاشلة انعكست سلبا عليه".
مطالب عادلة
وأشار الباحث اليمني، إلى أن مطالب المعتصمين ليست مستحيلة ولا تعجيزية وإنما هي مطالب عادلة.
يؤكد الباحث اليمني، أن التحالف العربي ليس وصيا على اليمن ولا يملك الحق القانوني ولا الشرعي ولا الدستوري ليفرض وصايته على الشعب اليمني لتحقيق مصالحه فقط".
يمضي بالقول "عاصفه الحزم فاشلة، والتحالف العربي فاشل ومهزوم، ما لم يقوم بأعمال ملموسة على الارض لإعادة البنية التحتية وتوفير الخدمات الضرورية والاساسية للشعب اليمني ورفع الحصار الجائر عنه والتوقف عن تسليح المليشيات المتحاربة وعن اصدار الفتاوى التكفيرية والتحريضية بين أبناء الشعب اليمني".
وختم حديثه بالقول إن "مصير التحالف العربي هزيمة مذلة ونكراء ومصيره الى مزبلة التاريخ، وعواقبها ستكون وخيمة وكارثية على اليمن خاصة وشبه الجزيرة العربية عامة".
مشاركة الخبر: