حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > تقارير

التواجد العسكري السعودي الإماراتي في المهرة... أجندات منفردة ودوافع خفية (تقرير خاص)


اعتصامات المهرة ضد التواجد العسكري للسعودية والإمارات

المهرة بوست - خاص
[ الإثنين, 09 يوليو, 2018 - 08:20 مساءً ]

منذ عدة أيام تشهد محافظة المهرة شرقي اليمن على الحدود مع سلطنة عمان مظاهرات غير مسبوقة في تاريخ المحافظة التي كانت بعيدة عن تأثيرات السياسة والحرب، شارك فيها المئات من أبناء المحافظة تطالب بخروج القوات السعودية والإماراتية.

وتحولت المظاهرات إلى اعتصام سلمي مفتوح يشارك فيه عدد كبير من المشايخ والوجهاء مع المئات من أبناء المحافظة الذين نصبوا خياما للاعتصام ورفعوا شعارات تطالب بخروج القوات الأجنبية.

وكانت السعودية قد دفعت بتعزيزات عسكرية في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي تمركزت في مطار الغيضة والمنافذ البرية والبحرية، تحت لافتة مكافحة التهريب، وهو ما رفضته حينها مكونات قبلية وسياسية، قبل أن تجري تفاهمات مع السلطة المحلية لضمان عدم عسكرة الحياة في المحافظة المعروفة بالهدء والنأي عن الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد.

وأنشأت السعودية معسكرات خاصة بقواتها في المنافذ البرية والبحرية ومطار الغيضة، رغم أن المحافظة ظلت بعيدة عن سيطرة الحوثيين وأجواء الحرب التي عاشتها معظم محافظات اليمن.

إلى جانب ذلك تمنع القوات السعودية حركة الملاحة والصيد في ميناء نِشْطون، كما حولت مطار الغيضة الدولي لثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.


دوافع خفية


وفي السياق قال المحلل السياسي عباس الضالعي، إن "محافظة المهرة بعيدة عن الصراعات والاحداث الحالية ولا يوجد فيها أي مظاهر الانفلات الأمني ولا يوجد فيها أي اثر للمليشيات الإرهابية (الحوثي والقاعدة وداعش)، وبحكم موقعها الجغرافيا فهي بعيدة عن الاعمال العسكرية وليس لها علاقة بالصراع الحالي".

واضاف الضالعي في تصريحات لـ "المهرة بوست" إن "التواجد العسكري السعودي في المهرة لا يوجد له أي مبرر او ارتباط بعمليات التحالف في اليمن"، مشيرا إلى أن التواجد السعودي له دوافع أخرى تندرج ضمن الأهداف الخفية للسعودية، أهمها السيطرة على المحافظة ودعم قوى معينة بهدف تمرير مخططاتها مستقبلا، ومنها ممر آمن للنفط السعودي للبحر العربي عبر المهرة هروبا من المضايقات الإيرانية في مضيق هرمز.

وتابع: لا مانع من تبادل المصالح بين السعودية واليمن، لكن أن يكون عبر القنوات الرسمية وبموجب اتفاقيات واضحة، بعيدا عن التسلل واستغلال ضعف السلطة الحالية، وأي إجراءات في هذه المرحلة من قبل السلطة الحالية هي اجراءت غير كاملة وناقصة لان القرار اليمني مصادر وتحت السيطرة السعودية الإماراتية".


أجندات منفردة للسعودية والإمارات


ولفت المحلل السياسي إلى أن هناك اجندات منفردة لكل من السعودية والامارات، وقال "كل طرف يسعى لتحقيق اجندته مستغلين وضع السلطة الحالية لليمن وضعفها ومصادرة قرارها".

وأردف: "الامارات تريد البسط على المنافذ (الموانئ والمنافذ البرية )، إضافة الى انشاء قواعد مليشياوية تابعة لها لإيذاء الشقيقة سلطنة عمان، والسعودية تريد التواجد عسكريا في المحافظة بهدف تمرير مخططها بفتح ممر للبحر العربي لتصدير النفط سواء عبر انابيب او قناة بحرية تربط الخليج ببحر العرب، وفقا لمانشرته وسائل الاعلام السعودية".
 
"كل هذه الإجراءات تشكل خطر واستغلال لضعف القيادة الحالية والسيطرة على القرار اليمني من قبل السعودية والامارات، وأبناء المهرة استشعروا الخطر واعلنوا موقفهم لمواجهته بالطرق السلمية" يقول الضالعي.


مشاريع فوضى


وذكر الضالعي في تصريحه، أن السعودية والامارات تسعيان لإلحاق المهرة بمشاريع الفوضى التي تعاني منها باقي المحافظات الجنوبية، التي أصبحت بيئة طاردة لكل شيء وتنمو فيها المناطقية والعنصرية بشكل غير مسبوق".

وقال إن "أبناء المهرة ادركوا هذا وأعلنوا موقفهم بشكل سلمي وحضاري ولم يتصادموا مع الشرعية، بل يمارسون حقهم تحت اسم وعلم الجمهورية اليمنية، ورافضين للمشاريع الصغيرة التي يقدم لها الدعم في باقي محافظات الجنوب".

يقول الضالعي "أبناء المهرة استشعروا الخطر الذي يحيط بالمحافظة ومحاولات إدخالها في صراعات وأعلنوا عن موقفهم من خلال النقاط الست التي قدمت للرئيس هادي وحين تأخر تنفيذ تلك المطالب قاموا بالاعتصام السلمي تعبيرا عن رفضهم للتصرفات التي تستهدف المحافظة".

ويرى، أن الاعتصام سينجح اذا كان أبناء المهرة موحدين صفوفهم بعيدا عن الاستقطابات ومساعي الاحتواء التي تقوم بها اطراف بالتحالف لأهداف بعيدة عن اهداف التحالف العربي في اليمن.

وحول مبررات تواجد القوات السعودية في المهرة، قال الضالعي، إن التواجد السعودي غير مبرر في المهرة، لأن الوضع فيها - حسب قوله -  لا يحتاج لتواجد عسكري". مضيفا: "اذا كانت السعودية ترغب بمساعدة المحافظة ودعم السلطة المحلية كان عليها دعم المؤسسة الأمنية لتعزيز مكانتها".

وحسب حديث الضالعي، لـ "المهرة بوست" فإن التواجد العسكري بهذا الشكل بعيد عن أهداف التحالف وله مآرب أخرى تتعلق بالهيمنة، وقال إن  "تصريح وكيل المحافظة الشيخ علي الحريزي، كان واضح وينطلق من معطيات ومخاوف حقيقية تستهدف المحافظة، والمؤشرات الأولية متوفرة من خلال اغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية دون مبررات وليس لهذه الإجراءات علاقة بدعم الشرعية، لأن منافذ المهرة هي أخر منافذ يتنفس منها اليمنيين والعبور للخارج".

وقال  "يجب على تحالف السعودية والامارات أن يستوعبوا جيدا أن العبث بالمهرة مرفوض، وأن المهرة جزء من اليمن وأي تصعيد أخر سيدفع بالتلاحم معها من قبل المحافظات الأخرى".

ودعا الضالعي، التحالف إلى مراجعة الإجراءات العقابية التي اتخذها بحق المهرة، وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية وسحب القوات العسكرية السعودية وترك إدارة المحافظة لأبنائها، لأنهم - حسب قوله - أدرى بمصالحهم ".


مبررات واهية


وأردف "إن المبررات التي تسوقها السعودية والامارات حول أنشطة التهريب في المحافظة، مبررات واهية، ولو كانت الأهداف واضحة فكان عليهم تقديم تهم للأمن في المحافظة أما تهريب السلاح لمليشيا الحوثي عبر المحافظة، فهذا مبرر واهي لأن الحوثي لا يحتاج للتهريب من المهرة –حد قوله".

وأشار إلى أن التهريب يتم من ميناء عدن - الخاضع لسيطرة الإمارات- الذي يتم ادخال القطع المطلوبة للصواريخ تحت بند معدات صناعية وقطع غيار ويتم إدخالها بطرق رسمية وبدعم نافذين يعملون مع التحالف، إضافة الى دعم من أماكن أخرى تحت سيطرة التحالف".


ادخال الفوضى للمحافظة

ويرى مراقبون لـ "المهرة بوست"  أن محافظة المهرة، ودعت سنوات الاستقرار الطويلة وابتعادها عن تأثيرات الحرب على اليمن، وذلك منذ دخول القوات السعودية والإماراتية للمحافظة قبل عدة أشهر بحجة السيطرة على المنفذ الحدودي ومنع تدفق الأسلحة من سلطنة عمان إلى اليمن.

وهناك مخاوف من تعرض الاعتصامات بالمهرة للقمع بالقوة، خاصة مع وجود مؤشرات على ذلك بعد إرسال السعودية لعربات مكافحة الشغب وصلت مساء الجمعة، مطار الغيضة عبر طائرات عسكرية سعودية.



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات