الرئيسية > تقارير
احتقان داخل المهرة.. هل يمكن أن تواجهه السعودية بالعنف؟ (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 08 يوليو, 2018 - 11:38 مساءً ]
بدأت المملكة العربية السعودية بالتصعيد ضد أبناء محافظة المهرة الذين خرجوا قبل أيام، دعما للشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ورفضا لأي وصاية خارجية.
قوبلت اعتصامات أبناء المهرة السلمية، بإرسال السعودية معدات التي تتخذ مطار الغيضة قاعدة عسكرية لقواتها، معدات وآليات عسكرية ثقيلة وطائرات وعربات لمكافحة الشغب.
بحسب مصادر تحدثت لـ"المهرة بوست" فإن محافظ المهرة راجح باكريت المتواجد بالسعودية، طلب من الرياض ضرورة تكثيف تواجدها بالمهرة، بما يتيح له إحكام قبضته الأمنية والعسكرية عليها.
ويرفض باكريت الاعتصامات السلمية التي يقوم بها المهريون، الذين يطالبون بانتزاع سيادة المحافظة، وخروج القوات السعودية من مطار الغيضة وميناء نشطون وتسليم منفذي صرفيت وشحن لقوات الجيش.
هناك من مخاوف من تعرض الاعتصامات بالمهرة للقمع بالقوة، خاصة مع وجود مؤشرات على ذلك بعد إرسال السعودية لعربات مكافحة الشغب.
استمرار المَطالِب
وكان أبناء المهرة قد خرجوا قبل قرابة أسبوعين، من أجل التأكيد على الحفاظ على السيادة الوطنية اليمنية، مؤكدين دعمهم للشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ودعم أهداف التحالف العربي المعلنة والعودة إليها، وخروج القوات العسكرية من مطار الغيضة الدولي، وميناء نشطون وتسليم منفذي شحن وصرفيت للقوات اليمنية.
لكن الاستجابة لمطالبهم لم تتم، وهو ما أدى إلى توجه أبناء المهرة نحو الاعتصامات المفتوحة حتى تحقيق مطالبهم، فضلا عن استعدادهم لخطوات تصعيدية قادمة، في ظل استمرار التأييد من قِبل القبائل التي تتوافد إلى ساحة الاعتصام.
وتمنع القوات السعودية حركة الملاحة والصيد في ميناء نِشْطون على مضيق هرمز، كما حولت مطار الغيضة الدولي لثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
نفوذ غير مُبرر
رئيس اللجنة الاعلامية للاعتصام السلمي في المهرة سالم عبدالله بلحاف، ذكر أن التواجد السعودي في المهرة يأتي في إطار غير مفهوم، وبعيد عن الأهداف المعلنة للتحالف العربي الذي جاء لدعم الشرعية.
وقال في سياق تصريحه لـ"المهرة بوست" تصرفات السعودية تحدث تحت عباءة دعم الشرعية، إلا أن المواطن العادي ينظر إلى تزايد القوات بالمهرة غير المبرر بتوجس، خاصة في ظل الصمت المطبق من قِبل الحكومة.
ولفت إل ممارسات التحالف المريبة في المؤسسات العسكرية والأمنية؛ من حيث تجنيد القبائل خارج تلك الجهات الرسمية، وهو ما أدى إلى انتشار مكثف للقوات وغير منطقي، كون المحافظة بعيدة عن ساحة الحرب القائمة بين الانقلابيين والشرعية.
ورأى بلحاف "يبدو أن تلك القوات أتت لتبقى من أجل اهداف لاتزال غير واضحة المعالم"، متوقعا أن لا تقوم المملكة بمواجهة الاعتصامات السلمية بالقوة، لأن ذلك سينعكس عليها سلبا في ظل الاحتقان الحاصل في المناطق المحررة.
وبحسب بلحاف فإن المواطن بالمهرة ما زال يرى في السعوديين بعض الحكمة، ليعيدوا حساباتهم من جديد ويستعيدوا ما كان لهم من زخم وشعبية في بداية عاصفه الحزم.
أجندة خاصة
في مقال للكاتب ياسين التميمي تطرق إلى أجندة الرياض الخاصة التي ترتبط برغبتها في وضع اليد على المهرة؛ بغية إحياء مشروع قديم لإيجاد مرفأ نفطي تابع لها على بحر العرب، يحررها من المخاوف الأمنية التي تتكرر باستمرار نتيجة سياسات إيران في المنطقة وسيطرتها الأمنية على مضيق هرمز، وهو مشروع يشترط على ما يبدو تفكيك اليمن أو بقاءه ضعيفاً بالقدر الكافي.
وأشار إلى استثمار الرياض في شراء الولاءات القبلية بالمهرة، وفي توطين المذهب الوهابي هناك، والذي فشلت في تحقيقه المملكة.
وأضاف التميمي "جاءت القوات المسلحة السعودية في كانون الثاني/ يناير الماضي إلى المهرة؛ لإنجاح مهمة فشلت في تحقيقها الإمارات التي لم تنجح في تثبيت وجودها عبر تشكيلات أمنية حاولت تأسيسها في المحافظة وفشلت".
يذكر أن القوات السعودية أواخر الشهر الماضي، صادرت بضائع تابعة لتجار يمنيين من داخل المخازن خارج جمارك شحن في محافظة المهرة شرق اليمن، دون إذن مسبق ودون معرفة الأسباب.
مشاركة الخبر: