المهرة بوست -
[ الثلاثاء, 20 فبراير, 2024 - 06:48 مساءً ]

لليوم 137 توالياً، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة باستهداف مناطق متفرقة من القطاع بالغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف مخلّفاً مزيداً من الشهداء والجرحى والدمار في المنازل والبنية التحتية.

وتستمر التحذيرات الدولية والقلق المتزايد من اجتياح بري محتمل لمدينة رفح أقصى جنوبي القطاع، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29 ألفاً و195 شهيداً و69 ألفاً و170 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكدت الوزارة أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر في القطاع راح ضحيتها 103 شهداء و142 مصاباً خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في حين لا يزال عديد من الضحايا تحت الأنقاض دون أن يستطيع الدفاع المدني الوصول إليهم.

وقالت مراسلة TRT عربي إن طائرات ومدفعية قوات الاحتلال قصفت مناطق متفرقة من المنطقة الوسطى من قطاع غزة حيث شهدت ليلة الاثنين غارات جوية مكثفة على منازل آهلة بالسكان بدير البلح ومخيم نصيرات مخلفة شهداء وجرحى وأضراراً بالمنازل.

ونُقل 3 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بعد قصف للاحتلال على مخيم النصيرات.

وأوردت المراسلة أن 10 شهداء سقطوا على الأقل في المنطقة الوسطى من القطاع بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية و"شارع 8" الذي تقدمت به آليات الاحتلال وأعادت تموضعها فيه خلال الساعات الماضية.

وأفادت المراسلة بأن جيش الاحتلال حوّل مستشفيَي ناصر والأمل بخان يونس جنوبي القطاع إلى ثكنتين عسكريتين، ويواصل حصارهما لليوم 29 على التوالي، مشيرة إلى أن مستشفيات المدينة تعيش أوضاعاً متردية.

كما أفادت مصادر صحفية باستشهاد فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مضيفةً أن 7 شهداء و17 مصاباً وصلوا منذ أمس الاثنين إلى مستشفى غزة الأوروبي شرقيّ المدينة.

كما تَجدَّد القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق عدة في حي الزيتون جنوب شرقيّ مدينة غزة.

وشهِدَت مناطق غرب خان يونس قصفاً مدفعيّاً شديداً منذ ساعات صباح الثلاثاء الأولى بجانب شنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على مناطق أخرى من المدينة منها المنطقة الحدودية الشرقية لخان يونس.

كما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار والقذائف باتجاه فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غربي مدينة غزة، وفق وسائل إعلام محلية.

سدس الأطفال يواجهون سوء التغذية الحادّ

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن واحداً من كل 6 أطفال في شمال غزة يواجه سوء التغذية الحادّ، مضيفة في تقرير نشرته الاثنين أن "الوضع خطير جدّاً لا سيما شمال قطاع غزة".

وحذّرَت المنظمة من أن الأطفال المعنيين سيواجهون مضاعفات طبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجاً عاجلاً، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءاً.

وأشارت إلى انقطاع المساعدات عن شمال غزة بشكل شبه كامل منذ أسابيع، لافتة إلى أن فحوصات التغذية التي أُجرِيَت في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في المنطقة أظهرت أن واحداً من كل ستة أطفال دون سن الثانية يعاني سوء التغذية الحادّ.

وأوضحت أن النسبة المذكورة تعادل 15.6% من الأطفال شمال قطاع غزة، وأن من بين هؤلاء يعاني ما يقرب من 3% من الهزال الشديد، الذي يشكّل تهديداً للحياة.

وذكرت أن فحوصات مماثلة أُجرِيَت في رفح، خلصت إلى أن 5% من الأطفال دون سن الثانية يعانون سوء التغذية الحادّ.

ولفتت المنظمة إلى أن ما لا يقلّ عن 90 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة مصابون بمرض مُعدٍ واحد على الأقلّ.

وأضافت أن 70% من الأطفال أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنة بعام 2022.

وشدّدَت المنظمة على أهمية الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وضرورة منع هجوم جديد على رفح.

إبادة للمستشفيات

في السياق نفسه قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب إبادة ضد المستشفيات "أمام أعين ومسمع العالم"، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الاثنين في مقر الوزارة برام الله.

وأضافت الكيلة أنه "لا مكان آمن، حتى في المشافي والمراكز الطبية فإن شبح الموت يلاحق المرضى والجرحى والنازحين إليها".

وأشارت إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية المكثفة على مجمع مستشفى ناصر "أسفر عن توقف المولدات بما يعرّض حياة ستة مرضى موضوعين على أجهزة التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة، وثلاثة أطفال خُدّج، للخطر".

وأوضحت أن المستشفى تَعرَّض للقصف، مما أدى إلى "مقتل وجرح عدد غير محدد من طاقم أطباء بلا حدود، بالإضافة إلى أن أحد موظفيه في عداد المفقودين".

وحمّلَت وزيرة الصحة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى في مجمع ناصر الطبي.

وناشدت الوزيرة المنظمات الدولية للضغط على الاحتلال لوقف الحرب، والعمل الفوري وغير المشروط لزيادة إدخال شاحنات الإمدادات الإنسانية والصحية إلى غزة والمساعدة على إجلاء الجرحى المحتاجين إلى العلاج في الخارج.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفَت عشرات آلاف الشهداء والمصابين المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
 

المصدر: TRT

مشاركة الخبر: