نجاة أمين عام المجلس المحلي بشبوة ومقتل نجله واحد مرافقيه إثر استهداف بكمين مسلح     شركة النفط تبدأ إرسال أول شحنة بترولية إلى سقطرى     الريال اليمني يسجل أدنى قيمة له في مناطق سيطرة الحكومة     مسؤول إيراني: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر عقب حادث المروحية     حملت الأطراف مسؤولية حياة المختطفين.. رابطة حقوقية تستنكر ما يتعرض له المحامي "سامي ياسين" في سجون الانتقالي     "هبوط صعب" لمروحية الرئيس الإيراني في شمال غرب البلاد.. عمليات البحث مستمرة     شركة إماراتية تقطع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين في سقطرى     اليمن في "قمة البحرين"... تجاذب مفرد نحو السلام     الأرصاد يتوقع أمطار رعدية ومتفرقة ويحذّر من الأجواء الحارة     اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعم الهلال اليمني بثلاث سيارات للأنشطة الإنسانية     وفاة السفير اليمني "عبدالوهاب العمراني" في أحد مستشفيات تركيا     المهرة.. وضع حجر الأساس لمشروع بناء وتجهيز مدرسة للتعليم الأساسي بسيحوت بتمويل كويتي     الأوقاف توقع اتفاقية مع الخطوط اليمنية لتفويج 12.400 حاج عبر 5 مطارات     لحج.. قبائل الصبيحة تدعو للنكف تضامنا مع رجل أعمال اختطفته مليشيا الانتقالي     الداخلية تعلن ضبط 37 متهما على ذمة قضايا جنائية في عدة محافظات    
الرئيسية > تقارير

المهرة ترفض وصاية التحالف على اليمن .. (تقرير خاص)


المهرة ترفض وصاية التحالف على اليمن .. (تقرير خاص)

المهرة بوست - خاص
[ السبت, 30 يونيو, 2018 - 10:08 مساءً ]

انبرى المئات من الشباب من مختلف أنحاء محافظة المهرة لرفض اي وصاية خارجية على مقدرات محافظتهم "بوابة اليمن الشرقية"، تحت اي مسمى وتحت اي تبريرات وحجج، فيما تلزم السلطة المحلية الصمت لتؤكد أنها فاقدة لقرارها، وعاجزة في الوقت ذاته عن تلبية مطالب المعتصمين في ساحة مدينة الغيضة ، وهو ما يثبت تماهيها مع اجندات ومخططات تستهدف المحافظة وابنائها.

الجهود الشبابية لابناء المهرة ، لاقت تأييدا كبيرا من كل سكانها والتف حولها جميع ابناء المهرة ، كونها تصب في خدمتهم وتعمل على النهوض بالمدينة خدماتيا وامنيا واقتصاديا وتنمويا واجتماعيا. استشعر ابناء المهرة الشرفاء حقيقة المساعي السعودية والاماراتية للاستيطان بالمحافظة ، فخرجوا لرفض تلك المساعي والمخططات، التي توجت بالاستحواذ على منفذي ميناء نشطون وصرفيت وتعطيل نشاطهما ، في تحرك لايخدم الامن والاستقرار بالمحافظة ، لكن التحركات السلمية لابناء وشباب المهرة ، تقابل حتى الآن بصلف وتجاهل سواء من قيادة التحالف العربي او من الحكومة اليمنية ، التي ورغم مضي خمسة ايام على اعتصام ابناء المهرة لتنفيذ مطالبهم الستة ، الا أن تحركا سياسيا للرئاسة والحكومة اليمنيتان لم يحدث حتى الآن.

وهو ما جعل مراقبون يتساءلون هل الاتفاقات التي جرت بين الحكومة اليمنية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ، والجانب الاماراتي يوم 12 يونيو الجاري ، اشترطت الصمت ازاء الممارسات المخلة لدول التحالف في المهرة ، أن محافظة المهرة لا تزال خارج اهتمامات الحكومة وبالتالي يتبع هادي سياسة غض الطرف حتى تتافقهم الاوضاع وتخرج عن السيطرة ، في ظل تمسك المعتصمين بمطالبهم المشروعة.

المطامع الاماراتية والسعودية في محافظة المهرة حقيقية ومؤكدة وتثبتها الكير من الشواهد والوقائع ولا يمكن نكرانها ، وهو ما استدعى انتفاضة شعبية جماهيرية من كل ابناء المهرة ، للتصدي لتلك المخططات والمطامع ، ولا تزال حتى الآن اصواتٌ وطنية سلمية تحاول لفت انظار الراي العام المحلي والاقليمي ، لمطالبها التي شددت في مجملها على رفض المطامع والأجندات التوسعية لدولتي الامارات والسعودية. تلك المطامع دفعت مجلس الحراك الثوري الجنوبي؛ لاصدار بيان في اواخر ديسمبر الماضي ،عقب اجتماع عقده في حضرموت، حذر فيه دولة الإمارات من المساس بأرض الجنوب أو موارده ومقدراته، متهماً أبوظبي بأنها قوى احتلال وتسعى لتغييب إرادة المواطنين ومصادرة سيادة اليمنيين على أرضهم ووطنهم.
 


واتهم البيان، التحالف العربي الذي تقوده السعودية بـ "افتعال" الحرب في اليمن وإضافة مشكلات وتعقيدات على الوضع الميداني وإلى الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين. وقال: التحالف العربي ممثلاً بالإمارات أقام أذرعا عسكرية مسلحة، وقسَّم الجنوب إلى كانتونات مناطقية وقبلية، واستولى على الأرض وعطّل وسيطر على المطارات والموانئ البحرية.

واعتبر البيان ما تقوم به الإمارات يهدف إلى الفوضى الخلاقة، وإدخال الجنوب في دوامة الصراعات والأزمات لتمرير مشاريعها، بحسب البيان. كما اتهم البيان التحالف بالاستيلاء على الجزر الجنوبية والمواقع الإستراتيجية، تنفيذاً لأجندة باتت مكشوفة، واصفاً القوات السعودية والإماراتية بأنها قوات احتلال لأرض الجنوب.

وفي مقال له بصحيفة "العرب " تعليقا على اهداف التحالف العربي في اليمن يقول الكاتب التركي إسماعيل ياشا : " اليمنيون بدؤوا يدركون أن هدف بعض الأطراف في التحالف هو تقسيم بلادهم إلى دويلات يسهل التلاعب بها، بدلاً من إسقاط الانقلاب وإخراج الحوثيين من صنعاء لتعود إليها الحكومة الشرعية. وهذا تطور جيد؛ لأن التشخيص السليم للمرض هو نصف العلاج.

ويضيف : "حديث اليمنيين عن احتلال بلادهم وسرقة ثرواتها من قبل دول التحالف، وإمارة أبوظبي بالتحديد، يدل على أن الشرعية التي منحوها للتحالف كي يقوم بالتدخل العسكري ضد الحوثيين وقوات صالح ليس شيكاً مفتوحاً، بل هي مقيدة بشروط؛ كتحرير العاصمة صنعاء وإعادة الحكومة إليها، ولا تجيز لدول التحالف السعي لتفكيك اليمن والسيطرة على جزره وموانئه".

رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” فتحي بن لزرق قال أن دولة الإمارات تحاول مد نفوذها صوب المهرة والسيطرة على المحافظة أسوة بالمحافظات الجنوبية الأخرى التي باتت تسيطر عليها. وبحسب بن لرزق فإن القوات المدعومة من الإمارات تمارس التدليس على البسطاء من أبناء محافظة المهرة بوهم التحرير، لأجل توسعة نفوذ الإمارات في المهرة، مؤكدا في مشنور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأنه “لا وجود لتحرير ولا لجنوب بهذه الطريقة، وأشار ان دولة تمد نفوذها وسيطرتها ولا يوجد شيء اسمه استقلال جنوبي قادم “.

مشيرا بن لزرق الى أن الشيء الذي ستخسره المهرة بكل أسف هو حالة الاستقرار التي كانت تنعم بها منذ اندلاع الحرب الأخيرة. ويأتي اعتصام ابناء المهرة بعد انكشاف تحركات الامارات المشبوهة للسيطرة على محافظة المهرة شرق اليمن والحدودية مع سلطنة عمان، في مسعى لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة محاذية لأهم المضائق البحرية وهو مضيق هرمز وفي محافظة المهرة التي تعتبرها الظهر الخلفي لها بالإضافة الى حرص السلطنة من التفريط لجهدها الذي بذلته خلال السنوت الماضية لأبناء المهرة بان يذهب في مغزى دولة الامارات.

وبدأت أبو ظبي في فرض وجودها في هذه المحافظة الهامة، التي ظلت بعيدة عن دائرة الصراع منذ اندلاع الأزمة اليمنية في 2011، من خلال بعض الإجراءات التي اعتمدت في جزء كبير منها على محورين أساسيين:

الأول: البعد الاجتماعي..

حيث نسجت علاقات قوية مع حلفاء وشخصيات عامة وقبلية في المهرة، ساعدها على كسب ولاءات سياسية لبعض القبائل المتواجدة عبر بوابة النشاط الإنساني والخيري الذي تتميز فيه أبو ظبي بصورة كبيرة مستغلة حالة العوز والفقر الشديد لسكان تلك المناطق.

الثاني: البعد الأمني..

كانت الإمارات قد جندت ما يقرب من 2000 شاب من أهالي المحافظة، حيث أقامت معسكرًا تدريبيًا لهم في مدينة الغيضة والتي تعد المركز الرئيسي الذي تجند فيها المهرة شبابها، مستغلة ضعف السلطة المركزية في تلك المحافظة، وعدم قدرتها على ممارسة سلطاتها على أرض الواقع. التحالف العربي وعبر المتحدث باسمه ، تركي المالكي ، يناقض نفسه ، حيث ، زعم في تصريح له بتاريخ 1 فبراير 2018م ان الامارات والسعودية ليس لديهما أي أطماع في اليمن، سوى أن يكون يمن العروبة آمنا ومستقرا وقادرا على التنمية والازدهار". لكن سلوكيات وممارسات التحالف العربي التي خرج ابناء المهرة لرفضها ، والمطالبة بسحب القوات العسكرية المرسلة الى المحافظة ، تقول بعكس ذلك وتؤكد ان التحالف يدعم الفوضى والاضطرابات في المحافظة، وهي المدينة التي انزاحت لسنوات طويلة بعيدة عن تداعيات الصراع السياسي بكافة ألوانه، ويعود ذلك بحسب أهالي المحافظة إلى تعاونهم، ودور القبيلة في حل المشاكل والخلافات.
 

وهنا يمكن التذكير بنصيحة الصحفي فتحي بن لزرق لابناء المهرة في منشور سابق له قال فيه : " حافظوا على محافظتكم وأمنها واستقرارها، فوهم الحرية كذبة كبيرة نشرب مراراتها في عدن والمحافظات الأخرى كل يوم، ما بين موانئ معطلة، ومطارات مغلقة، وتفجيرات واغتيالات، وتعطيل للسلطات، وطرد للمحافظين، وانهيار لكل شيء" وهو ما يتفق معه الصحفي عبدالرقيب الهدياني حيث يؤكد أن هناك واقع جيوسياسي في المحافظة  جعلها تبتعد عن كل الصراعات الجنوبية سابقا واليمنية حاليا، ويجزم أن أي محاولة لطرف في تغير هذا الواقع المهري لن يجد قبولا بالمطلق، مؤكدا على أن أي محاولة لتغيير قواعد اللعبة في المهرة، لن يجلب لها الاستقرار، بل سيصطدم بنفوذ ومصالح عميقة مكتسبة لأكثر من عقود..

ويتساءل أحد الشباب المشاركين في الاعتصام السلمي لابناء المهرة بقوله : باي صفة ستنتشر قوات سعودية في سواحل المهرة كقوات خفر سواحل؟ وفي المنافذ والمطار؟ السنا دولة ذات سيادة ؟ الا يوجد من ابناء المحافظة من توكل لهم تلك المهام؟ هذا الاستنكار ياتي فيما كشفت مصادر صحفية إن محافظ المهرة راجح سعيد باكريت المدعوم سعوديا “متماهياً مع توجهات السعودية حيث حرص باكريت على تبني أجندة التحالف ومنح السعوديين كافة الصلاحيات لممارسة عمليات الرقابة في المنافذ الحدودية وذلك على حساب الكوادر اليمنية من ابناء المهرة وشبابها.

من جانبه يؤكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن اتفاقاً بين السعودية والإمارات قضى بتقاسم النفوذ في المحافظة الساحلية والصحراوية، وأن السعودية تهدف من خلال ذلك لمد أنبوب نفطي من السعودية إلى الشريط الساحلي الجنوبي لليمن بهدف التخلص من العبور عبر مضيق هرمز الذي تتحكم به إيران.

تحركات شباب المهرة من شأنها احباط مخططات التحالف العربي بالمحافظة ، لكنها لا تزال بحاجة الى مؤازرة يمنية من كل ابناء واحرار اليمن، لايصال الصوت المهري الى كافة المنظمات ودوائر صنع القرار على المستويين المحلي والدولي.



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات