الرئيسية > تقارير
ما وراء الحملة الإعلامية الإماراتية ضد اعتصام أبناء المهرة ؟ (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 28 يونيو, 2018 - 11:18 مساءً ]
عتصم المئات من ابناء المهرة لليوم الثالث على التوالي في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة لمطالبة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصورهادي وقيادة التحالف العربي بالاستسجابة لمطالبهم الستة التي تصب في مجملها في رفض النيل من السيادة اليمنية ، وتفعيل العمل بالمرافق الحيوية بالمحافظة.
اعتصام ابناء المهرة لم يرق للذباب الالكتروني في دولة الامارات العربية المتحدة ، فراح يهاجم المعتصمين ويتهمهم بالانتماء للاخوان وانهم يعملون على تشويه دور التحالف العربي في اليمن ،وهو الدور المشوه اصلا.
الذباب الإلكتروني
الهجوم الذي يؤكد ان ثمة اهدافا خفية لدول التحالف تسعى الى تحقيقها من خلال "المندوب السامي" السعودي، في المحافظة التي طالما عرفت بهدؤئها وامنها واطمئنانها ، ولم تكن يوما مرتعا للحوثيين او للفوضى والاضطراب الامني .كما تعرف المهرة بمحافظة الأمن والسلام لما تتمع به المدينة من استقرار أمني واحتضانها لكافة أبناء اليمن منذ اعلان التحالف العربي لعملياته في اليمن مارس (2015).
وتصدر مشهد النيل من اعتصام ابناء المهرة السلمي اعلاميون اماراتيون، بينهم مقدم البرامج المعروف، الذي دأب على التطاول على كل ما هو يمني ، وكل ما هو مساند للشرعية اليمنية ، وهو سلوك لا يختلف عن النهج الذي تنتهجه قيادة ابوظبي مع الوضع اليمني ومع الحكومة الشرعية، ورفضها الالتزام باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
تناول الإعلام
كما لم يتوقف مغردون يمنيون محسوبين على الإمارات ومواقع أخبارية صفراء على نشر منشورات وأخبار كاذبة عن أبناء المهرة والأعتصام المكفول في الدستور اليمني .
مطالب ابناء المهرة اليوم تنطلق من محددات وطنية بحته ، تجسد حرصهم على تفويت الفرصة على من يسعون للنيل من امن واستقرار المحافظة ، ورفضهم لادخالها في دوامة الفوضى والملشنة ، تحت اي مبررات ومزاعم سواء للتحالف العربي او اي اطراف محلية او اقليمية اخرى.
لكن المثير للاستغراب ان تلك المطالب اغضبت ابواق التهريج الاعلامية في ابوظبي والرياض ، ورواح جمال الحربي وهو اعلامي اماراتي يجيير الاعتصام لصالح الاخوان المسلمين ، كعادة الذباب الالكتروني في دولة الطرف عندما يريد تمييع القضايا الوطنية والحقوقية وتسييسها لافراغها من مضمونها.
التناولات الاعلامية المسيئة للاعتصام والمشاركين فيه من قبل محسوبين على دول التحالف وبعض الاطراف اليمنية ، تكشف مدى التخبط الذي تعيشه دول التحالف في اليمن وهي تقوم بممارسات يرفضها ابناء المهرة خصوصا وابناء اليمن عموما كونها تكرس السلوك الاحتلالي الاستحواذي ، سلوك العنهجية والفيد.
كما انها كشفت النوايا المبيتة لهذه الدول ومطامعها في المحافظة الساحلية لاسباب اقتصادية وجيوسياسية ، ..
مطالب اعتصام المهرة
يطالب ابناء المهرة بإعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون إلى وضعهم الطبيعي وتسليمهم إلى قوات الأمن المحلية والجيش بحسب توجيهات سابقة للرئيس ونائبه ، وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية في محافظة المهرة بشكل عام والمنافذ الحدودية بشكل خاص، وكذلك رفع القيود الاستثنائية المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون والتي اثرت سلبيا على ايرادات المحافظة.
كما يطالبون بإعادة مطار الغيضة الدولي إلى وضعه السابق كمطار مدني تحت إشراف السلطة المحلية بالمحافظة وتسليمه لقوات الأمن التابعة لها، ومراعاة العمل حيثما أمكن لتحقيق التكامل بين قيادة المحافظة وأعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي للمحافظة ووكلاء المحافظة ومدراء الأجهزة التنفيذية وفق قانون السلطة المحلية.
بالنظر الى تلك المطالب يتضح للقارىء ان انزعاج الابواق الاعلامية للتحالف العربي من اعتصام ابناء المهرة الذي يدخل يومه الثالث الذين يطالبون بتنفيذ تلك المطالب وبما ينسجم مع روح القانون والدستور اليمنيين ، ومحددات السيادة اليمنية ، وقانون السلطة المحلية ، يتضج جليا ان دول التحالف وفي مقدمتها السعودية والامارات ،تمارس الزيف والتضليل وهي تقوم بالاستحواذ على مقدرات اليمنيين وتعطل المصالح العامة ، في محافظة لا يتواجد فيها الحوثيون حتى تتخذ تلك الدول ذريعة لتك الممارسات الاستحواذية .
الاساءة لاعتصام جماهيري شعبوي مطالبه مشروعة وقانونية وتنبع من صميم القانون ، لا يكشف حجم الحقد الذي تحمله ابواق الدرهم والريال السعودي ، فحسب بل يكشف ايضا نفوذ الدولتين "السعودية والامارات" ومطامعهما في موقع اليمن الاستراتيجي، حيث أن سيطرة السعودية على اليمن بما له من موقع استراتيجي مطل على البحر الأحمر من جهة، والمحيط الهندي من جهة أخرى، سيحقق للسعودية امتيازات اقتصادية كبرى، وهو ما سيزيد من فرص هيمنة السعودية على الخليج.
مطامع سعودية
مطامع السعودية في اليمن لم تكن وليدة اليوم ، بل قديمه متجددة ، حيث تسعى السعودية للسيطرة على حقل "واعد" النفطي الممتد من محافظة الجوف في اليمن، وحتى صحراء الربع الخالي، ويقع في معظمه ضمن الأراضي اليمنية، حيث سيكون بمقدور السعودية من خلال السيطرة على هذا الحقل، زيادة انتاجها النفطي إضافة إلى تأمين تصدير نفطها عبر بحر العرب بدلا من مضيق هرمز على الخليج العربي، لكن الاغرب ان تنزعج دول التحالف وابواقها من اعتصام مطلبي ، يرفض منظموه والذين يمثلون خيرة شباب المهرة وسطانها ان تكون محافظتهم مهوى لطامع او مستعمر ويرفضون ان تضيح حقوق مواطنيها في الخدمات والامن والاستقرار ، بين مصالح اقليمية لا تراعي خصوصية المحافظة ومميزاتها.
وجود اكثر من 3 آلاف من القوات الإماراتية والسعودية في جنوب اليمن ، يؤكد ان الهدف للتحالف ليس استعادة الشرعية اليمنية التي يؤيجوها معتمو المهرة ، ويرفعون علم الدولة اليمنية في اعتصامهم ، بل ان هدف تلك الدول السيطرة على الموانئ الاستراتيجية في البلاد، وهو ما اخرج اولئك الشباب للاعتصام تعبيرا عن رفضهم لاي مشاريع ومخططات تنال من سيادة واستقلال بلادهم .
معتصمو المهرة
المعتصمون في ساحة الغيضة وهم نخبة الاصوات الوطنية التي تحمل هم ابناء المهرة وتنادي بالانتصار لحقوقهم وقضيتهم ، ازعجوا دول التحالف ، ولم يرق لها ذلك فراحت تدفع ابواقها لمهاجمة المعتصمين الذين لم يسبحوا بحمد الامارات والسعودية وخرجوا ذودا عن بلادهم ورفضا لمشاريع التقسيم والتفتيت التي تنتهجا دول التحالف في اليمن وبات مكشوفة للجميع، وما حالة الصمم التي تقابل بها دول التحالف المطالب الحقوقية لابناء المهرة الا خير دليل على ذلك.
ويبقى السؤال لماذا ترفض السعودية والامارات الاستماع لصوت العقل اليمني سواء من المهرة او من عدن او من شبوة ، وتقلع عن النزعة الاستحواذية ، وتترك ابناء كل محافظة يديرون شؤونها وفقا لخصوصيتها دون تدخلات ، ذلك ان زمن الوصاية الخليجية قد ولىّ وان حاولت دولتا السعودية والامارات فرضه على شعب اعزل لكنه حر ، بقوة اف 16 واف 15 ، لكن هذا السلوك لن يجلب الأمن والاستقرار لا لليمن ولا حتى لسائر الدول الخليجية، بل إن هذه السلوكيات لا شك ستكون عاملاً موحداً للشعب اليمني، وسبباً لاتحاد القوى السياسية الجنوبية والشمالية لمواجهة الصلف السعودي الاماراتي، وتحقيق سيادة اليمن الذي يستحق أبناؤه العيش الكريم.
مشاركة الخبر: