الرئيسية > أخبار اليمن
المواجهات تحتدم بين الحوثي والتحالف العربي..ا
بعد 15 يومًا من القتال.. هذا ما تنتظر مدينة «الحديدة »؟
المهرة بوست - متابعات خاصة
[ الثلاثاء, 12 يونيو, 2018 - 08:48 مساءً ]
مأساة جديدة تطرق أبواب اليمنيين قبيل عيد فطرهم، دماء لم تتوقف في تعز، وأخرى في عدن، وثالثة تنزف في الحديدة، وتداعيات إنسانية خطيرة، أجبرت الأمم المتحدة على عقد جلسة طارئة ربما تنجح في وقف القتال الدائر بين جماعة الحوثيين وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية..
وتتصدر الحديدة هذه الأيام صدارة المشهد العسكري والسياسي والخارجي، مع تصاعد المواجهات العسكرية بها، فأطراف الحرب في حالة سباق مع الزمن للظفر بجولة مهمة قبل استئناف المشاورات المتوقفة منذ أواخر 2016.
ويعتبر ميناء الحُديدة شريان الحياة لليمن، فحتى قبل الحرب كان نحو 70% من الواردات في اليمن الذي يستورد نحو 90% من حاجاته يأتي من خلال ميناء الحديدة.
تحرير الحديدة
فالشرعية والتحالف الداعم لها تعلن أنها على بعد تسعة كيلو متر من الحديدة مركز المحافظة بعد أيام من القتال، وتريد تحرير المدينة ومينائها الرئيسي قبل منتصف الشهر الجاري موعد تقديم إحاطة مارتن غريفيث التي تتضمن إطار عمل للمفاوضات القادمة، في المقابل يحشد الحوثيون ما يملكون من المقاتلين والعتاد لمنع خسارة آخر منفذ بحري لهم بعد فقدان معظم الساحل الغربي لليمن بما في ذلك ميناء المخا القريب من باب المندب.
وبعد أيام من الصدام والمواجهات العسكرية بين قوات تابعة للتحالف العربي وجماعة الحوثيين وحصار الحديدة الواقعة غربي اليمن، بات المجهول مصير قرابة 250 ألف يمني، خصوصا مع الحديث عن هجوم محتمل على المدينة الساحلية الرئيسية.
والأسبوع الماضي حذرت الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية" للمعارك الدائرة منذ أكثر من أسبوعين بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
كارثة إنسانية
وقال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين بمقر المنظمة الدولية: "نحذّر بشكل يومي من الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجها اليمن، ونؤكد أن كارثة إنسانية ستحدث وعواقب خطيرة للغاية إذا زادت ضراوة القتال الجاري حول الحديدة".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية محلية، قولها إن اشتباكات عنيفة اندلعت في الساعات الأخيرة في منطقة الدريهمي الريفية، حيث وصلت قوات تقودها الإمارات، إلى مسافة عشرة كيلومترات جنوبي الحديدة، وكذلك في منطقة بيت الفقيه التي تبعد 35 كيلومتراً عن المدينة.
عبد العزيز العريقان، ناشط حقوقي يمني قال، إن التحالف العربي وجماعة الحوثي، كليهما يريدان السيطرة على الحديدة قبيل المفاوضات التي أعلن عنها بعد عيد الفطر بأسابيع، لافتا أن الإمارات بالأخص تعرف جيدا قيمة الحديدة، لذلك لجأت قبل أيام إلى الولايات المتحدة الأمريكية وطلبت منها مساعدتها للسيطرة على المدينة الساحلية.
وأشار الحقوقي اليمني إلى أنه لا يعرف أحد بالضبط طبيعة الدعم العسكري الذي تريده أبو ظبي من الولايات المتحدة الأمريكية والذي لا يزال الطلب الإماراتي قيد الدراسة فيه، قائلا: ربما نشهد كارثة إنسانية في الحديدة ستؤثر على كامل اليمن.
وأوضح الناشط الحقوقي لـ"مصر العربية" أنه بعد خسارة الحوثي لغالبية الموانئ اليمنية مثل المخا وغيره، أعتقد أنهم يحشدون الآن كل ما يملكون من المقاتلين والعتاد لمنع خسارة آخر منفذ بحري لهم، قد يضعف قوتهم عسكريا أمام التحالف العربي.
وتابع: معركة الحديدة إذا ما تطورت بشكل أكبر، أعتقد أن المدنيين هم من سيدفعون الثمن، فهناك أكثر من 250 ألف شخص في الحديدة.
إنقاذ اليمن
في السياق، قال الكاتب والباحث السياسي اليمني محمود الطاهر، إن أسهل طريق لإنقاذ اليمن هو "تحرير الحديدة، وإذا أرادت الأمم المتحدة أن تقلل الخسائر فعليها أن تقنع الميليشيات الحوثية بتسليم الميناء إلى القوات المشتركة".
ودعا الطاهر في تصريحات متلفزة، الحكومة الشرعية إلى التحرك من أجل دعم ونصرة اليمنيين والجهود التي تبذلها القوات المشتركة لتحرير الحديدة من قبضة الحوثيين.
وقال الطاهر إنه يتعين على الحكومة التي وصفها بـ"المختطفة لدى الإخوان" أن تدرك بأن "اليمن هو موطنها الأول والأخير"، منتقدا مسؤولين حكوميين "لا يعرفون ماذا يجري في اليمن".
في غضون ذلك، جدّد طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس الاثنين، 11 يونيو، غاراته على محافظة الحديدة غربي اليمن.
وبحسب مصدر محلي في محافظة الحديدة، الذي تحدث لوكالة "سبوتنيك" فإن طيران التحالف شن فجر الاثنين، 17 غارة استهدفت ثماني منها تجمعات ومواقع لمسلحي جماعة أنصار الله في منطقة العرج في مديرية باجل شمال محافظة الحديدة.
بيت الفقيه والدريهمي
وأشار المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه إلى أن طيران التحالف قصف بـ 6 غارات مواقع في مديريتي بيت الفقيه والدريهمي جنوب الحديدة، مضيفًا أن غارتين لطيران التحالف استهدفتا تعزيزات لمسلحي أنصار الله في مديرية المنصورية، كما شن طيران التحالف غارة على منطقة الجبانة في مديرية الحالي ثالث أكبر مديريات مدينة الحديدة.
في الأثناء، ومع تصاعد المعارك بين قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المدعومة بالتحالف، ومسلحي جماعة أنصار الله، بدأت عشرات الأسر بالنزوح من مديرية التحيتا الى مديريتي حيس وبيت الفقيه جنوب الحديدة، حيث بات المستشفى الريفي في مركز مديرية بيت الفقيه يكتظ بالأسر النازحة من منطقة الجاح في ذات المديرية، ومن منطقتي وادي المدمن والبقيع في مديرية التحيتا.
وتزامنا مع استمرار نزيف الدم بسبب المواجهات الدامية وأعمال العنف، تشهد مديرياتها مجاعة، قد تتسبب في كارثة إنسانية.
وتقع محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترًا يشكل سكانها (11%) بتعداد "2،621،000" من إجمالي سكان اليمن تقريبًا، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز ، وعدد مديريات المحافظة (26) مديرية، ومدينة الحديدة مركز المحافظة.
أوضاع مأساوية
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدنية الحديدة بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".
ووصف أحد سكان محافظة الحديدة عمر كشوبع، وضع منطقته المأساوي قائلا: إنَّ محافظة الحديدة تعيش وضعا معيشيا صعبا، خاصةً مع ارتفاع وتيرة الحرب وانعدام الكهرباء في المدينة منذُ عامين قابل ذلك ارتفاع في درجة الحرارة، وهو ما يشكل كارثة إنسانية لدى الأطفال وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وأضاف أن هناك كارثة إنسانية محتملة وقوعها في محافظة الحديدة "المدينة السمراء" وقد يموت غالبية سكان المدينة من الجوع حيث إن نسبة 30% من السكان يعيشون في منازل تشبة المخيمات ولا يجدون الوجبات الغذائية الكافية لأطفالهم المصابون أساسًا بسوء التغذية الحاد الوخيم المميت.
وتابع أن الدخل اليومي لدى المواطن انعدم تمامًا، وأصبح يبحث عن قوت يومه ويعتمد أغلب سكان مدنية الحديدة على المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية والمحلية، التي تعمل في مجال الإغاثة ولكن تلك المساعدات غير كافية.
وأخفقت جهود الأمم المتحدة السابقة في إنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 2014 وقوات يمنية أخرى موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم من التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
ويسيطر المسلّحون الحوثيون، المتّهمون بتلقّي الدعم من إيران، على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء والحديدة، منذ 21 سبتمبر 2014.
عمليات عسكرية
وينفّذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، منذ 26 مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن وغارات جوية على مناطق مدنية في أحيان كثيرة وإن كان ينفي تعمُّد ذلك، دعماً للقوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وخلّفت هذه الحرب جيشاً من الفقراء والأرامل والمفقودين، وتشهد معظم المحافظات انتشاراً واسعاً للأمراض الوبائية مثل الملاريا والكوليرا وغيرها.
والتحالف الذي تشارك فيه الإمارات عسكرياً أيضاً، متّهم بشنّ غارات في اليمن استهدفت مدنيين، وهو الأمر الذي أدّى إلى تراجع إيمان اليمنيين بدوره.
وأزهقت الحرب في اليمن أرواح أكثر من 10 آلاف شخص وتسببت في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين، مع الانتشار الواسع للأمراض والأوبئة، إلى جانب الفقر، بين الأهالي.
مشاركة الخبر: