الرئيسية > أخبار اليمن
احترس.. الخلافات الزوجية والصدمات تسبِّب البكم الاختياري عند الأطفال
المهرة بوست - وكالات
[ الأحد, 10 يونيو, 2018 - 08:35 مساءً ]
لا يتوقف التأثير السلبي للمشاكل الزوجية عند حدود الزوجين فقط؛ فالأمر يتعلق بالمجتمع بأكمله، نظرًا لتضرر الأبناء الذين يصابون بالعديد من الأمراض النفسية جراء ذلك.
فالخلافات الزوجية تمثل البذرة الأولى لاختلاف سلوكيات وأخلاقيات المجتمع؛ باعتبارها المؤسسة الأولى في بناء المجتمع وهى أساس العلاقات الاجتماعية التي بانتظامها ينشأ أطفال أسوياء..
وعلى الرغم من أن جميع الأسر تمر باختلافات وأزمات أسرية إلا أنّ طريقة علاجها أو مواجهتها لابدَّ أن يراعى وجود أطفال يتأثرون نفسيًا بتلك الخلافات التي تظهر أمامهم، وعليه فيجب الحذر من فتح النقاشات الحادة أمام الأطفال واحتواء أي أزمة قد يشاهدها الأبناء؛ حيث إن هذا يؤثر عليهم نفسيًا بالسلب، وهو الأمر الذي قد يجهله أو يتجاهله الكثير من الآباء والأمهات… ولعل من مظاهر تلك المشاكل النفسية التي تظهر بوضوح على الأطفال، هو ذلك السلوك الاختياري بالبكم.
وقد تكون هذه الفئة من الأطفال هي تلك التي تصاب بالخرس المفاجئ إذا قابلوا بعض الغرباء أو ذهبوا إلى المدرسة أو تواجدوا في مكان مُعيَّن، ويكتفي الطفل في هذه الحالة بالصمت التام أو بالردّ بكلمة واحدة مثل نعم أو لا أو بمجرد الإيماءة أو بالنظرة الصامتة أو الرد بصوت منخفض لا يسمع رغم أنهم لا يعانون أي مشكلة طبية في النطق أو السمع أو مراكز الكلام أو الأحبال الصوتية، وتسمي هذه الحالة بالبكم الاختياري أو الصمت الاختياري، وهو اضطراب يؤثر على تواصل الأطفال مع الآخرين، وعلى تواصلهم الدراسي ويستمر هذا الصمت لأكثر من شهر، ويصيب الأطفال من سن 3 إلى 5 سنوات أو أكثر.
أهم الأسباب
ويصنف كواحد من الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال والتي لا ترجع لسبب عضوي وإنما سببها الرئيسى وجود مشكلة نفسية لدى الطفل كأن يتعرض لصدمة نفسية كبيرة مثل مشاهدة موقف صعب أو موت أحد الوالدين أو يتعرض للإيذاء الجسدي أو لإحساسه بالخوف أو لتعلقه الشديد بوالديه وارتباطه بمنزله أو خجله وانطوائيته، لوجود قلق نفسي لديه وحزن بسبب خلافات ومشكلات بين والديه يسمعها وتؤثر علي حالته النفسية فيشعر بالخوف والحزن مما يجعل اللاوعي بداخله يختار الخرس وعدم النطق كردّ فعل للمواقف.
أسباب أخرى
وهناك أسباب أخرى تتعلق بقلة ثقة الطفل بنفسه وعدم قدرته على المواجهة وخوفه من أي بيئة جديدة، ربما للحماية الزائدة التي تفرضها والدته عليه.
وفي تشخيص هذا الاضطراب يحدد الطبيب النفسي سبب هذا الصمت بدراسة حالة الطفل بعد استبعاد كل أسباب الصمت مثل وجود مشكلات عضوية أو وجود صعوبة في فهم اللغة التي يتكلمها الآخرون أو اضطرابات النطق أو إصابة الطفل بالتوحد، ويعتمد علاج البكم الاختياري بشكل أساسي علي العلاج النفسي، وهو الذي يتم بالتعاون مع أفراد أسرته ومدرسته فلابدَّ من علاج أي مشكلات نفسية يعاني منها الطفل أولًا.
فإذا كان الطفل يعاني القلق والخوف بسبب مشكلات أسرية أو انفصال والديه أو غياب أحدهما من حياته فلابدَّ من حل هذا الموقف بأن يتفق الوالدان علي حل الخلافات بينهما واشعار الطفل أنه طفل طبيعي يعيش في أسرة طبيعية ومن هنا ينبغي على الآباء الكفّ عن مناقشة مشكلاتهم وخلافاتهم الزوجية أمام صغارهم، لأن ذلك يصيب الأطفال بأمراض نفسية وسلوكية كثيرة.
وفي حال تعرض الطفل لصدمة قوية لابدَّ من خضوعه لجلسات علاج نفسي مع طبيب مختص
وينصح الخبراء الوالدين بالبُعد عن العنف أو الايذاء البدني أو التعنيف للطفل بشكل دائم؛ لأن ذلك يصيبه بالقلق والخوف واضطراب الشخصية والانطواء وعدم القدرة على المواجهة.
ويؤكد الخبراء أن تغيير أسلوب المعاملة السيئ للطفل واستبداله بالحنان والتشجيع والاهتمام ورفع روح الطفل المعنوية يسهم في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال.
فالمبالغة في عقاب الطفل وإهانته أمام زملائه وكثرة الأوامر التي نطالبه بتنفيذها وعدم إعطاء الطفل فرصة التعلم والخطأ كلها أساليب خاطئة تهدم شخصية أطفالنا ولا تبنيها.
الخجل والقلق
ويرتبط البكم الاختياري بعددٍ من الاضطرابات الأخرى كالخجل المبكر، فالخجل المبكر والذي يظهر في سنوات الطفل الأولى ويظهر في احمرار وجهه وهروبه من النظر في عيون الآخرين، وتخفِّيه خلف أمِّه قد يتطور ليصبح بكمًا اختياريًا كاملًا، وكذلك يسبب القلق الاجتماعي والذي تسببه كثرة المشكلات والخلافات حول الطفل في الخوف والبكم الاختياري.
ويتسبب البكم الاختياري بدوره في التأخر الدراسي فالاضطرابات النفسية لدى الأطفال سلسلة متصلة مرتبطة ببعضها إذا لم يتم اكتشاف المشكلة من البداية يمكن أن تتطور من اضطراب إلى اضطراب.
علامات المرض النفسي
وقد حدَّد المختصون عددًا من العلامات التي تدل أن الطفل يعاني من اضطراب نفسي
أولًا: تغير الحالة المزاجية للطفل
وتتمثل تلك الحالة في كآبة تطرأ على الطفل وتستمر لأسبوعين أو أقل، وشعوره بالحزن وعدم رغبته في الدراسة، فملاحظة التغير في مزاج أطفالنا ومشاعرهم أمر ضروري في اكتشاف حالتهم النفسية مبكرًا.
ثانيًا: المشاعر القوية
كالخوف الشديد وتسارع دقات القلب والقلق من شيء ما تعتبر أعراضًا لاضطراب يعانيه الطفل.
ثالثًا: وجود تغير في سلوكه
كأن يتحول فجأة لطفل عدواني يفتعل المشاجرات ويؤذي الآخرين
رابعًا: فقدان الوزن وفقدان الشهية وكثرة التقيؤ
خامسًا: عدم قدرته علي التركيز وتأخر في الدراسة
سادسًا: إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار
مشاركة الخبر: