الرئيسية > أخبار اليمن
ماذا بعد فشل التوصل إلى تمديد الهدنة في اليمن؟
المهرة بوست - عربي 21 - أشرف الفلاحي
[ الثلاثاء, 04 أكتوبر, 2022 - 12:43 مساءً ]
أثار إعلان الأمم المتحدة، مساء الأحد، فشل جهود تمديد الهدنة في اليمن بعد رفض جماعة الحوثي المقترح الذي قدمه مبعوثها، هانس غروندبرغ، والذي وافقت عليه الحكومة المعترف بها دوليا، حول تمديد الهدنة لستة أشهر، التساؤل عن سيناريوهات ما بعد هذا الفشل.
وتجددت المعارك خلال الساعات الأولى لانتهاء الهدنة، بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي الذين شنوا هجوما على مواقع الجيش في جبهات تعز ومأرب والحديدة، جنوب وشرق وغرب البلاد، وفق مصادر عسكرية.
"حرب وغارات"
وفي هذا السياق، يرى الصحفي والباحث اليمني، محمد الأحمدي، أن ثمة ثلاثة سيناريوهات على الأقل لما بعد فشل التوصل إلى تمديد الهدنة في اليمن.
وقال الأحمدي في حديث لـ"عربي21"، أن الأول يكمن في "اشتعال الحرب مجدداً ولكن على نطاق محدود، وقد بدأت مؤشراتها من خلال هجمات الحوثيين على مواقع الجيش في جبهات تعز واشتعال المواجهات في بعض جبهات هذه المحافظة".
وأضاف أن المليشيات الحوثية تهدف من خلال هذه الهجمات إلى "إحراز مكاسب عسكرية خاطفة تمكنها من فرض شروطها المتعلقة بتحميل الحكومة رواتب موظفي الدولة وتوسيع وجهات الرحلات من مطار صنعاء وإلغاء كافة القيود على واردات ميناء الحديدة".
وأشار الصحفي اليمني إلى أنه بناء على تلك المكاسب، فيمكن أن تلعب سلطنة عمان دورا في إعادة صياغة مسودة المقترح الأممي حول توسيع وتمديد الهدنة بحيث تستوعب اشتراطات الحوثيين.
وقال إن أحد السيناريوهات المحتملة التي لا يستبعدها البعض هو "احتمال عودة غارات التحالف (بقيادة السعودية) على نطاق محدود تستهدف تمركزات مليشيا الحوثيين على خطوط التماس في تعز ومأرب".
وتابع الباحث اليمني بأن غارات التحالف ربما تتوسع لتشمل أهدافا في العاصمة صنعاء وصعدة (المعقل الرئيس للجماعة شمال البلاد)، في حال صعدت مليشيا الحوثي عسكريا باستهداف منشآت حيوية في الأراضي السعودية، وذلك تنفيذاً لتهديدات المليشيا غداة إعلانها رفض تمديد وتوسيع الهدنة.
أما السيناريو الثالث وفق الأحمدي فهو أن تستمر الهدنة وإن بصورة هشة تنجح خلالها المساعي الأممية والإقليمية والدولية في احتواء مطالب الحوثيين مقابل التوقف عن أي تصعيد عسكري.
"ستخسر كثيرا"
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، إن الهدنة أصبحت مطلبا خارجيا أكثر منه داخليا في هذا الظرف.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هناك كثير من العوامل التي أسست على أن تكون الهدنة مفروضة على كل الأطراف حاليا، سواء وافق الحوثي على بعض التحفيزات التي وضعت له أم لم يوافق على تمديد الهدنة".
واستبعد رئيس المركز اليمني للدراسات أن يرتفع سقف التحفيزات للحوثيين أكثر، في حال استمر رفضه للهدنة بشكل مطلق، وذلك لأنها صارت مطلبا دوليا.
وتطرق إلى الظروف الدولية، ومنها ما قال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه انتخابات نصفية وقد وعد بإيقاف حرب اليمن، وعند وصوله للبيت الأبيض كان أول عمل قام به هو "رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب".
وأشار إلى أنه لذلك، فالحوثيون سيردون الجميل له "ولن يقوموا بأي أعمال عسكرية في هذا الظرف، وحتما سيقبلون بالتمديد للهدنة مجبرين".
لفت إلى أن أوروبا أيضا، بحاجة إلى تأمين نقل الطاقة، وبالتالي، ستضغط باتجاه بقاء الهدنة، وهو الاتجاه الذي يرغب به الخليجيون وتحديدا قطر، التي تريد استضافة كأس العالم 2022 في أجواء آمنة في المحيط الإقليمي لها.
وأوضح رئيس مركز "أبعاد" أن السعودية والإمارات أيضا، تحتاجان إلى ضخ كميات كبيرة من النفط والغاز من أجل تغطية الأسواق الدولية.
وبحسب المتحدث ذاته، فإن الحوثيين لن ينفذوا تهديداتهم ويخرقوا الهدنة من خلال "شن هجمات صاروخية على دول الخليج" في ظل حوارات تجري في مسقط بين السعودية والجماعة.
وأكد أن خرق الهدنة يعني إنهاء كل الإنجاز الذي يحاول الحوثي أن يحققه منذ 2017 حتى الآن.
وقال عبدالسلام محمد إنه مهما هدد الحوثيون أو رفعوا سقفهم في طلب محفزات أكثر، فإنهم لن يستطيعوا خرق الهدنة إطلاقا.
وأضاف أنه في حال استمرت الجماعة الحوثية على الوضع الحالي، فالمتوقع أن تخسر كثيرا، وربما تعيدها الإدارة الأمريكية إلى قوائم الإرهاب، وبالتالي الدخول في مواجهة مع المجتمع الإقليمي والدولي بشكل عام.
وانتهت الفترة الزمنية للهدنة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، مساء الأحد، دون إعلان تمديدها.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في الوقت ذاته، عدم توصل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق على تمديد الهدنة التي كانت سارية منذ ستة أشهر في البلاد.
وقال غروندبرغ في بيان: "يأسف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعدم التوصل إلى اتفاق اليوم، حيث إن الهدنة الممتدة والموسعة من شأنها توفير فوائد هامة إضافية للسكان".
وعقب ساعات من انتهاء الهدنة، حذر الناطق باسم قوات الحوثي يحيى سريع شركات النفط العاملة في الإمارات والسعودية من مواصلة أعمالها، معلنا منح تلك الشركات فرصة لترتيب وضعها والمغادرة.
وقال سريع، وفق قناة "المسيرة" التابعة للجماعة إن "القوات المسلحة (الحوثية) تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية فرصة لترتيب وضعها والمغادرة ما دامت دول العدوان الأمريكي السعودي غير ملتزمة بهدنة تمنح الشعب اليمني حقه في استغلال ثروته النفطية لصالح راتب موظفي الدولة اليمنية".
وأكد القيادي الحوثي أن "قواتهم قادرة بعون الله على حرمان السعودي والإماراتي من موارده إذا أصر على حرمان شعبنا اليمني من موارده، والبادئ أظلم".
مشاركة الخبر: