الرئيسية > عربي و دولي
العراق.. 12 قتيلا بين المتظاهرين الصدريين بالمنطقة الخضراء في بغداد والجيش يعلن حظر التجول
المهرة بوست -
[ الإثنين, 29 أغسطس, 2022 - 11:01 مساءً ]
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية الإثنين أن حصيلة القتلى في المنطقة الخضراء ببغداد بلغت 12 قتيلا على الأقل، وأصيب آخرون بجروح، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي اعتزاله نهائيا العمل السياسي.
وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارا بفرض حظر تجول في عموم البلاد، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى ضبط النفس، في بلد يبدو أن المأزق السياسي الناتج من الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر 2021 يأخذ منعطفا جديدا.
وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن تدخلت، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند مداخل المنطقة الخضراء، فيما اجتاح أنصار الصدر غرف المكاتب وجلسوا على الأرائك أو قفزوا في المسبح أو راحوا يلتقطون صور "سيلفي".
ولم يغير في الوضع شيئًا فرض الجيش حظر التجول في بغداد اعتبارًا من الثالثة والنصف بعد الظهر ومن ثم في جميع أنحاء العراق في السابعة مساءً وتسيير دوريات للشرطة في العاصمة، فقد عمت الفوضى المنطقة الخضراء المحصنة.
وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية عن إطلاق نار بالذخيرة الحية عند مداخل المنطقة الخاضعة لحراسة مشددة، وتحدث شهود عن تبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري وخصومهم في "الإطار التنسيقي" الذي يعد مواليا لإيران. وقالت مصادر طبية إن اثنين من أنصار مقتدى الصدر قتلا وأصيب 22 آخرون.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، ومقرها داخل المنطقة الخضراء، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة، وحثت جميع الأطراف على الالتزام "بأقصى درجات ضبط النفس".
وانتقلت الاضطرابات إلى مناطق أخرى، ففي محافظة ذي قار في جنوب العراق، سيطر أنصار الصدر على كامل مبنى ديوان المحافظة الواقع في مدينة الناصرية.
وأفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية وشهود أن أنصار الصدر رفعوا لافتة كبيرة على البوابة الرئيسية للمبنى كتب عليها "مغلق من قبل ثوار عاشوراء"، كما اقتحم آخرون مقار حكومية.
وقال عضو مجلس شركة نفط ذي قار ثائر الاسماعيلي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المتظاهرين الصدريين، "قاموا بغلق منشآت نفطية في المحافظة ووضعوا لافتات على البوابات كتب عليها: مغلق بأمر ثوار عاشوراء".
وفي محافظة بابل جنوب بغداد، أكد شهود أن متظاهرين من أنصار التيار الصدري سيطروا على مبنى المحافظة في مدينة الحلة. وقطع آخرون الطرق الرئيسية التي تربط مدينة الحلة، مركز المحافظة، بالعاصمة بغداد وباقي المحافظات الجنوبية.
وبعد اجتياح القصر الحكومي، علق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعات مجلس الوزراء "حتى إشعار آخر"، ودعا إلى اجتماع أمني طارئ في مقر القيادة العسكرية، بعد أن دعا مقتدى الصدر إلى "التدخل بتوجيه المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية".
وقام أنصار التيار الصدري الإثنين باقتحام القصر الرئاسي، فيما أعلنت السلطات في وقت سابق فرض حظر التجول بدءا من منتصف النهار ونصف بتوقيت غرينيتش، قبل أن يعمم الحظر على جميع أنحاء البلاد.
وجاءت هذه التطوارات الجديدة عقب إعلان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الإثنين اعتزاله النهائي للحياة السياسية وإغلاق المؤسسات التابعة له، فيما العراق غارق في أزمة سياسية خانقة.
وقال الصدر في بيان نشره على حسابه في تويتر: "إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي".
ويعرف العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، شللا سياسيا كاملا بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء خصوصا.
وأفاد مراسل فرانس24 في بغداد إبراهيم صالح، بأنه وبعد إعلان الصدر، تم إغلاق مداخل المنطقة الخضراء، وأشار إلى أن معتصمين من التيار الصدري يتجهون نحو القصر الجمهوري داخلها. مضيفا بأن القوات الأمنية دعت في بيان المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، وأنها أكدت "التزام عناصرها أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي".
وتابع بيان قيادة العمليات المشتركة: "تؤكد القوات الأمنية مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة. إن التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين وستقوم القوات الأمنية بواجبها في حماية الأمن والاستقرار".
ويطالب الصدر الذي يعتصم آلاف من أنصاره منذ قرابة الشهر داخل مبنى البرلمان وحوله، بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاح. ويدعو لـ"إصلاح" أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء "الفساد" الذي تعاني منه مؤسسات البلاد.
ومنذ يوليو/تموز، ارتفعت حدة التوتر بين الصدر وخصومه في "الإطار التنسيقي" وهو تحالف سياسي يضم فصائل موالية لإيران. وفيما يتمسك أنصار الصدر المولود في 1974، بمواصلة الأعتصام عند مبنى البرلمان، اعتصم أنصار الإطار التنسيقي على طريق رئيسي يؤدي إلى أحد مداخل المنطقة الخضراء.
وتعد مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة وتقع جنوب بغداد، معقلا للتيار الصدري، فيما ينتشر عشرات الآلاف من أنصاره خصوصا في وسط العراق وجنوبه.
فرانس24/ أ ف ب
مشاركة الخبر: