اليمن..بعثات دبلوماسية تدرس استئناف عملها من عدن     ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب المهاجرين     غزة.. ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 34904 شهداء و78514 إصابة     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية ويحذر من تدفق السيول     جماعة الحوثي تعلن استهداف 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي     تأكيد روسي صيني على أهمية استقرار الوضع في اليمن     البحرية البريطانية تعلن رصد طائرة مُسيرة جنوب شرقي مدينة عدن     أبين.. تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق مدان بقتل مواطن     موظفو المنطقة الحرة بعدن يطالبون بصرف مرتباتهم ويهددون بالتصعيد     العليمي يشدد على أهمية تعزيز دور البنك المركزي في عدن     تقرير دولي حديث يحذر من تفشي وباء الكوليرا في اليمن     اليمن يدين الهجمات الإسرائيلية على رفح الفلسطينية     الصليب الأحمر في اليمن تحذر من الرسائل والمواقع الاحتيالية التي تنتحل صفتها     واشنطن تعلن تقديم 220 مليون دولار من المساعدات الإضافية لليمنيين     الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بفتح تحقيق فوري بحادثة استهداف أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين    
الرئيسية > أخبار اليمن

العسل اليمني بين مرارة الحرب وتبعات التغير المناخي

المهرة بوست - فرانس برس
[ السبت, 30 يوليو, 2022 - 09:07 مساءً ]

ورث النحال اليمني محمد سيف المهنة عن أبيه وجده من قبله، ولكن صناعة العسل التي طالما كانت مصدرا لفخر اليمن، أصبحت مهمة شاقة في بلد تمزقه حرب طاحنة منذ سنوات.

وأسفل وادي الضباب في تعز في جنوب غرب البلد الفقير، يضج طنين النحل بينما يقف سيف عند الخلايا المستطيلة وهو يرتدي خوذة واقية ويفتح بيديه العاريتين إحداها ليخرج النحل منها.

وبالإضافة إلى النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، يواجه النحالون تحديا إضافيا يتمثل في التغير المناخي واحتباس الأمطار.

وقبل الحرب، كان سيف يملك 300 خلية نحل ولكن عددها لم يعد يتخطى حالياً 80 خلية.

ويحكي النحال بأسى كيف اضطر للفرار عندما وصل القتال إلى قريته ليجد خلايا النحل خاصته مفقودة أو مسروقة.

ويقول "الحرب أثرت علينا بشكل كبير للغاية. ومخلفات الحرب أثرت على النحالين، وهناك تغير في البيئة"، موضحا "ضرب المتحاربون الكثير من المناطق التي يوجد فيها النحل. العام الماضي في هذه القرية فقد أحدهم نحله بسبب القذائف".

وتواجه صناعة العسل في اليمن صعوبات كثيرة يتعلق بعضها بالتصدير، وكذلك بالقصف الجوي جراء الحرب المستمرة منذ 2014، ما يشكل حاجزا أمام القطاع الذي شكل في السابق مصدر فخر لليمن.

وتقول الأمم المتحدة إنّ هناك "حوالى 100 ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل وتعتمد عليها بوصفها المصدر الوحيد للدخل".

وفي العادة، يتنقّل مربو النحل بحسب مواسم الإنتاج من منطقة إلى اخرى في اليمن، بحثا عن النباتات المزهرة، ولكن الحرب غيرت ذلك.

وبالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالحرب، فإن الجفاف وانخفاض معدلات المتساقطات يشكل تهديدا إضافيا لصناعة العسل في اليمن، حيث أدى انخفاض معدل سقوط الأمطار إلى التأثير على الغطاء النباتي وقلت تغذية النحل.

وبحسب سيف فإنه وغيره من النحالين يعملون في مهنة "مهددة بالانقراض".

•اضطراب النظام الإيكولوجي

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت في تقرير مؤخرا من أن اليمن تأثر "شأنه في ذلك شأن الكثير من البلدان المتضررة من النزاعات، بشكل أكبر من التغيرات المناخية. ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة، إلى جانب التغيرات الشديدة التي طرأت على البيئة، إلى اضطراب النظام الإيكولوجي للنحل الذي يؤثر على عملية التلقيح".

وبحسب اللجنة "انخفض معدل سقوط الأمطار عن المعتاد خلال هذا العام 2022. ومع انخفاض منسوب المياه الجوفية وزيادة التصحر، لم تعد المناطق التي كانت بيئة للأنشطة الزراعية وتربية النحل في السابق تحافظ على سبل العيش".

ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية بشير عمر لوكالة فرانس برس إن اللجنة "ستساعد أكثر من 400 نحال في مختلف المناطق اليمنية" هذا العام عن طريق تزويدهم "بخلايا النحل وتقديم التدريب الملائم لهم ليتمكنوا من رعاية النحل بالطريقة الصحيحة".

ولطالما عُرف اليمن بالعسل ذي الجودة العالية. ومن بين أبرز المنتجات عسل "السدر الملكي" الذي ينتج من نبتة السدر التي تنمو في الأراضي البرية والصحراوية في جنوب شرق اليمن، وخاصة محافظة حضرموت.

ويُعد هذا النوع من الأفضل في العالم، ويشيد الخبراء بفوائده الصحية الكثيرة مثل علاج الاضطرابات الهضمية.

ويُعرف هذا العسل بشدة كثافته، ويمكن حفظه لوقت طويل جدا ولكنه يُعد منتجا نادرا للغاية وباهظ الثمن أيضا. وهو يحظى بالتقدير في الخليج.

وبالإضافة إلى التغير المناخي والحرب، فإن اليمنيين العاديين لم يعودوا قادرين على شراء العسل مع الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وفي متجر لبيع العسل في تعز، يقف نبيل الحكيمي في انتظار الزبائن الذين أصبحوا يعزفون عن شراء العسل إثر تدهور القدرة الشرائية.

ويوضح "قبل الحرب كنا قادرين على العيش. والآن العسل تأثر بالحرب بشكل كبير جداً والمستهلك أيضاً تأثر بشكل كبير جدا بسبب اضطراب العملة".

ويشير التاجر إلى أن الناس لم تعد "قادرة على استخدام الكمية التي كانوا يستخدمونها في السابق. في السابق كنت أبيع 15 إلى 25 عبوة في الشهر، والآن لا استطيع بيع عبوة واحدة".

وتابع "قد يستغرقني الأمر شهرين أو ثلاثة لبيع عبوة واحدة".





مشاركة الخبر:

تعليقات