الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
«ميدل إيست آي»: مآسي اليمن بلا نهاية.. لماذا نسينا جرائم السعودية؟
المهرة بوست -
[ الإثنين, 28 مايو, 2018 - 11:12 مساءً ]
أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، أن الحرب اليمنية أصبحت في طي النسيان، لذا أطلق عليها اسم الحرب المنسية.
وأضاف الكاتب «جوناثان فينتون هارفي»، المختص بشؤون الشرق الأوسط، أن المجتمع الدولي بأكمله مسؤول عن المعاناة التي يواجهها اليمنيون والتي تسببت فيها السعودية والإمارات والحوثيون. وفقاً لما ترجمة «المهرة بوست».
وقال الكاتب أن "الصراع اليمني تسبب في أزمة إنسانية هي الأكبر والأسوأ في التاريخ البشري المعاصر، بسبب تصاعدها السريع وطابعها المدمر والحاجة الملحة والضرورية لاحتوائه".
واستجابة للمعاناة التي يعانيها اليمنيون، قررت منظمات الإغاثة العمل بحيوية بالغة حتى إن معظمهم كانوا يعملون داخل قلب المعركة، بسبب تأكدهم من أن المواطنين اليمنيين بالفعل في حاجة ماسة إلى المساعدات وضرورة إنهاء الحرب.
وتعد اليمن من أفقر بلدان العالم العربي، حتى قبل بدء الحرب، بسبب قلة الموارد واعتمادها في الغذاء على الاستيراد وقلة المياه، موضحا أن الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات حتى الآن، فاقم من معاناتها، حيث تفشى وباء الكوليرا بشكل لم يسبق له مثيل، فوفقا للتقديرات هناك أكثر من مليون حالة مصابة بالكوليرا، وهو ما يفوق كل الأوبئة المعروفة في التاريخ، وهي علامة أيضا على أن النظام الصحي اليمني انهار منذ فترة، فوفقا للتقديرات أيضا، توقفت أكثر من نصف المرافق الصحية العاملة في البلد بينما تعاني البقية من خلل وزيفي وعدم قدرتها على أداء مهامها بشكل أفضل.
سوء التغذية الحاد
وغير ما سبق، ساهم تفشي أكوام القمامة لتوقف خدمات عمال النظافة، في تدهور الصحة العامة للمواطنين، فيما يعاني الملايين من سوء تغذية حاد، في الوقت الذي لا يستطيعون فيه الوصول إلى المساعدات سواء الطبية او الأغذية.
ويمنع الحصار السعودي، دخول السلع الضرورية من المنافذ البحرية في اليمن، فيما تمنع ضرباتها الجوية من استخدام الموانئ الجوية لإيصال المساعدات، ومؤخرا استطاعت العديد من المنظمات غير الحكومية اتخاذ تدابير أكبر لاحتواء أزمة الرعاية الصحية المتزايدة في اليمن.
حيث شرعت تلك المنظمات في تدشين برامج جماعية للتطعيم ضد وباء الكوليرا، رغم أن الحملة جاءت متأخرة 18 شهرا، لكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، هذا إلى جانب المحاولات الأخرى التي تبذلها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي لتحقيق الاستقرار في أنظمة الرعاية الصحية والصرف الصحي في اليمن، وهو ما يمثل خطوة جديدة وجيدة من أجل احتواء أزمة الرعاية الصحية.
إلا أنه للأسف هناك العديد من العقبات الأخرى التي تواجه اليمنيين، أبرزها قرب موعد الشهور الممطرة في اليمن، وهو المسم الذي من المرجح أن يصل فيه وباء الكوليرا إلى ذورته، في الوقت الذي مازالت فيه المفاوضات جارية لإدخال التطعيمات لمناطق أخرى من البلد، وهي معظمها مناطق يسيطر عليها الحوثيون، والذين غالبا ما يعرقلون جهود الإغاثة الخاصة بالمنظامت الدولية.
كما أشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ، طارق جاسارفيتش، إلى أن استمرار الصراع المسلح في العديد من مناطق النزاع باليمن، يجعل من الصعب إيصال اللقاحات إلى المواطنين اليمنيين وتقديم المساعدات الأخرى، مشددا على الحاجة إلى التحرك السريع والعاجل لإنقاذ المواطنين، عبر إزالة العراقيل التي تمنع وصول المساعدات إليهم، خاصة في صنعاء وتعز.
تفشي الأوبئة
ومع أخذ ما سبق من عوامل في الاعتبار إلى جانب واقع النظام الصحي المتدهور، من غير المحتمل أن يساعد اللقاح المشار إليه وحده في القضاء على وباء الكوليرا، موضحا أن الأذرع الإنسانية للأمم المتحدة تسعى حاليا إلى تقديم مساعدات بقيمة 3 مليار دولار إلى اليمن، دفعت نصفها السعودية والإمارات وبريطانيا، لكن وفقا للكاتب، فهذا المبلغ لن يعالج سوى جزء من المشكلة وجزء من الأعراض تاركا السبب الأساسي، وهو استمرار الحرب اليمنية بقيادة التحالف السعودي.
وحذر «أحمد الغباري»، مؤسس منظمة «الأمل والإغاثة» التي تتخذ من اليمن مقراً لها، من أن وباء الكوليرا والدفتيريا سوف يستمران في الانتشار كالنار في الهشيم، موضحا أن نظام الرعاية الصحية في اليمن لا يزال يعاني من الشلل، في الوقت الذي لا تمتلك فيه منظمات الإغاثة خطط للمدى الطويل واقتصار معظم خططها على المدى القصير فقط، بجانب استمرار ظهور المشاكل الجديدة في نظام وخدمات الرعاية الصحية اللازمة لليمنيين.
وأوضح الكاتب أنه يجب التأكيد على أن أزمة الرعاية الصحية في اليمن هي من صنع الإنسان، موضحا أن وباء الكوليرا كان متواجدا في البلد منذ عقود وتفشى بسرعة، لكن سرعان من تمكنت الدولة من احتوائه لعمل أنظمة الرعاية الصحية بكامل طاقتها.
إلا أن الاستهداف المتعمد للمرافق الصحية من قبل السعودية وحلفائهل، أضعفها، خاصة في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون.
الأزمة الدولية
أكد الكاتب على أن الأزمة اليمنية لا يصح اعتبارها أزمة إقليمية أو محلية بل دولية، وتتطلب حلا دوليا جماعيا وليس فرديا، موضحا أن كل الأطراف المتنازعة حاليا في اليمن بعيدة كل البعد عن تحقيق الفوز التام، فمن ناحية يستمر التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في حربه بلا هودة، فيما لا يزال الحوثيون يتمتعون بالقوة الكافية لمنعهم من التنازل عن الأراضي التي يسيطرون عليها.
كما يتعين على المملكة المتحدة أن تلعب دورا قياديا في الأزمة، موضحا أنها بصفتها حامل القلم في اليمن، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقد أهملت هذا الواجب، موضحا أنها ركزت على احتواء النفوذ الإيراني في اليمن، بدلا من التركيز على ضرورة وقف الحرب واحتوائها، موضحا أيضا أن الحكومة البريطانية وحدها لن تسطيع حل الأزمة الصحية داخل البلد.
كما طالب الكاتب بضرورة ممارسة الضغط على الجماعات النشطة والسياسيين الضالعين في أحداث اليمن، فمن ناحية على الولايات المتحدة وبريطانيا وقف مبيعات الأسلحة إلى السعوديين، والتراجع عن الدعم السياسي لأفعالها، موضحا أن هناك سابقة في نجاح مثل هذا النشاط، وهو ما فعلته ألمانيا بقرارها وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، فيما تمكن المجتمع الدولي سابقا من الضغط على السعودية كي تفتح الموانئ بشكل جزئي.
على المدى القصير، فأفضل أمل هو أن تسمح الفصائل المتحاربة لمجموعات الإغاثة بالدخول لإجراء لإنقاذ الحيوات، مطالبا بفصل الاحتياجات المدنية عن النزاع، وإدخال الإمدادات المنقذة للحياة، مثل الغذاء والدواء.
الحفاظ على اقتصاد اليمن
أشار الكاتب، إلى أن عمل الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية مع السلطات المحلية والوطنية؛ للمساعدة في تعزيز مرافق الرعاية الصحية والصرف الصحي وإيصال المعونات الغذائية بجانب إنهاء الحرب، لن يمنع وحده سوء التغذية والمجاعة من التفشي، موضحا أن اليمنيين أيضا لم يتلقوا مرتباتهم منذ شهور لا سيما في المناطق الحوثية، بسبب البيروقراطية السائدة هناك حاليا.
كما أوصى الكاتب بضرورة اتخاذ خطوات للحفاظ على اقتصاد اليمن وتعزيز روح المبادرة وخلق فرص العمل، وتوفير أكبر قدر من الدعم الغذائي، وفتح إمكانية الوصول للإمدادات مجانا لتخفيف سوء الأزمة على المدى القصير ثم التفكير في خطة طويلة الأجل.
وأكد الكاتب أنه دون تلك المبادرات، قد يموت الملايين من اليمنيين جوعا، بينما يعاني الأطفال من توقف النمو الحاد وضعف القدرات العقلية، موضحا أنها تأثيرات ستستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع، ومضيفا: «يجب على الجهات الفاعلة العالمية، أن تعالج المشهد الفوضوي في اليمن، حتى لا نواجه تسونامي وفيات».
مشاركة الخبر: