الرئيسية > أخبار اليمن
المجلس الرئاسي.. ترحيب عربي ودولي واسع وردود فعل محلية متباينة (رصد خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 07 أبريل, 2022 - 11:28 مساءً ]
شهد إعلان المجلس الرئاسي اليمني الجديد، الذي أعلن عله فجر الخميس، ترحيب دولي وإقليمي واسع، وردود فعل متباينة بين تفاءل بإنهاء الحرب وخيبة أمل من بداية مرحلة جديدة من التشظي.
ونقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته وصلاحيات نائبه المقال، الفريق علي محسن الأحمر، إلى مجلس قيادة رئاسي يقوده مستشاره ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأسبق اللواء رشاد العليمي.
وبموجب المرسوم الرئاسي، فإن مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم ثمانية أعضاء، سيتولى استكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، ويفوض بكامل صلاحيات الرئيس هادي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وجاء في البيان، تشكيل مجلس رئاسي من ثمانية أعضاء برئاسة رشاد العليمي، وعضوية كل من: "سلطان علي العرادة، طارق محمد صالح، عبد الرحمن أبو زرعة، عثمان حسين مجلي، عيدروس قاسم الزبيدي، فرج سالمين البحسني، عبدالله العليمي باوزير".
ترحيب واسع
رحبت فرنسا والصين وروسيا والسعودية والكويت ومصر الخميس، بإنشاء مجلس رئاسي يمني، في اول اعتراف دولي بائتلاف الحكم الاحادي المعلن في البلاد.
وقالت الخارجية الفرنسية ان القرار "يمثل مرحلةً مهمةً في سبيل استعادة دولة تعمل لصالح جميع اليمنيين وتنخرط في العملية السياسية".
واكد البيان الفرنسي اهمية أن تسهم هذه الجهود في التوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، بعد الهدنة التي أعلنها المبعوث الخاص هانس غروندبرغ في 1 نيسان/أبريل الجاري.
وجددت فرنسا دعمها الكامل لعمل المبعوث الخاص، كما دعت جميع الأطراف، ولا سيما الحوثيين، إلى عدم خرق الهدنة و الانخراط بحسن نية في مفاوضات السلام.
في الاثناء اعلنت الصين، ترحيبها بالإعلان الرئاسي من الرئيس عبدربه منصور هادي حول تشكيل مجلس القيادة، ونأمل أن يساعد على دفع العملية السلمية في اليمن. نحن على يقين بأن الشعب اليمني سيتضامن ويبذل الجهود من أجل تحقيق السلام.
من جانبها اعربت روسيا عن أملها بأن يبذل المجلس الجديد كل ما بوسعه لإحلال السلام في اليمن "الذي تربطه علاقات تاريخية مع موسكو".
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن "هذا الحدث المهم للشعب اليمني جاء نتيجة للجهود السياسية والدبلوماسية للمملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الرامية إلى حل الأزمة العسكرية والسياسية في الجمهورية اليمنية".
ورحبت المملكة السعودية بإصدار الرئيس عبدربه منصور هادي، إعلانه بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وأعلنت تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ (3) مليارات دولار أمريكي.
فيما أعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان عن ترحيبها بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية وتفويضه كامل صلاحيات رئيس الجمهورية اليمنية وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.
ردود فعل متباينة
ورغم الترحيب الواسع لهذا المجلس، إلا أنه واجه ردود فعل من قبل كتاب وسياسيين يمنيين متباينة، بين متفاءل بإنهاء الحرب وخيبة أمل منه، ودخول مرحلة جديدة من التشظي في اليمن.
وتقع وزير النقل السابق صالح الجبواني، اعلان مجلس رئاسي مزيدا من التقسيم للبلاد، عقب إعلان تشكيل مجلس رئاسي، وتكليفه بكامل صلاحية عبدربه منصور هادي.
وقال الجبواني: "قام تحالف السعودية-الإمارات بإيصال الشرعية لمرحلة الإهلاك الكامل ثم الانقلاب عليها ومركزة قادة مليشياتهما في مجلس رئاسي غير دستوري يقود الدولة".
وأضاف الجبواني: "هذا المجلس سيشعن للكانتونات القائمة ويقود عملية تفكيك البلد وصولا لمرحلة التقسيم اللاحقة أن لم ينفجر قبل إتمام هذه العملية لعدم تجانسه".
الكاتب السياسي اليمني ياسين التميمي، قال إن المجلس الرئاسي الجديد، يعد تركيبة سلطوية تعكس تقاسما واضحا بين الشمال والجنوب، مشددا على أن إنهاء سيطرة الحوثي عسكريا سيكون اختبارا فاصلا للسلطة الجديدة وداعميها.
وأضاف التميمي في تصريح صحفي، أن المجلس الجديد تضمن تمثيلا لبعض المكونات السياسية الوازنة، ومنها المؤتمر الشعبي العام الذي يهيمن على هذا المجلس، وكذلك التجمع اليمني للإصلاح الذي انصبت جهود التحالف على تحييده والقضاء على نفوذه السياسي.
وشدد على أن "هناك تمثيلا لقوى الأمر الواقع التي تشكلت خارج الشرعية خلال سنوات الحرب الماضية، ومنها القوات المشتركة في الساحل الغربي ومكتبها السياسي الذي يرأسه نجل الرئيس الأسبق العميد طارق صالح، والذي أصبح عضوا في مجلس الرئاسة، والمجلس الانتقالي الذي أصبح رئيسه عيدروس الزُّبيدي عضوا في المجلس أيضا".
ورأى التميمي أن "هذا المجلس وطبقا لصيغة الإعلان الدستوري وبيان التأييد السعودي يبدو كما لو كان وفدا تفاوضيا موحد القوى مع جماعة الحوثي.
وحذر من أن "الخطورة تكمن في التعامل مع هذا المجلس على هذا النحو لأن من شأن ذلك أن يُبقى موقع الرئاسة مسلوبا وعديم التأثير، وهو أمر مستبعد لأن السعودية صاحبة المصلحة الأولى في هذا التغيير، وليس أمامها من خيار أو ذرائع لإبقاء الوضع على ما هو عليه والشلل على حاله في السلطة الشرعية مقابل تنامي نفوذ الحوثيين وصلابة موقفهم ورسوخ سلطتهم المنبوذة شعبياً".
في المقابل يعتقد التميمي أن "الخطوات السعودية الداعمة للمجلس مبشرة على المستويين السياسي والاقتصادي، وإذا ما انعقد مجلس النواب في عدن وأدى المجلس الجديد القسم في العاصمة المؤقتة؛ فسيكون ذلك مؤشرا على بداية مرحلة جديدة في تاريخ الصراع الدائر في اليمن".
في المقابل، عبرت جماعة الحوثي، عن رفضها لإعلان تأسيس مجلس قيادة رئاسي جديد، معتبرة إياه "محاولة يائسة لمزيد من التصعيد".
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، عبر حسابه على "تويتر"، عقب ساعات على إعلان المجلس: "طريق السلام يكون بوقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية من البلاد".
وأضاف عبدالسلام: "دون ذلك محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوف الأطراف (الموالية للحكومة) للدفع بهم نحو مزيد من التصعيد".
فيما توقع الصحفي اليمني هشام المسوري، أن إعلان هذا المجلس سينتج نه صراع جيد بين السعودية والإمارات، بين الأعضاء الموالين لأبو ظبي والأعضاء الموالين للرياض، داخل المجلس.
وتوقع المسوري: أن صراع رئيسي، سيكون بين السعودية والإمارات عبر ممثليهم، مشيرا إلى أن "هذا الصراع الأبرز وسيكون غير مباشر كعادة الصراعات السعودية الإماراتية في اليمن لكنه فتاك ومدمر"، كما توقع أن السعودية تدخل في حل هذا الصراع وذلك في اتفاق رياض جديد.
وجاء إعلان المجلس الرئاسي اليمني، بعد مشاورات يمنية يمنية، دعا لها مجلس التعاون الخليجي، واستمرت لمدة أسبوع بالعاصمة الرياض.
مشاركة الخبر: