الرئيسية > أخبار اليمن
إلامَ يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن من مشاورات عمّان؟
المهرة بوست - عربي 21
[ الأحد, 13 مارس, 2022 - 09:21 صباحاً ]
أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الجمعة، اختتام الأسبوع الأول من مشاورات يمنية يشرف عليها مع قيادات من أحزاب سياسية، في الأردن، حول أفكار وآراء ومقترحات تمهد نحو تسوية سياسية مستدامة للصراع في البلاد.
اللقاءات التي تستضيفها الأمم المتحدة عبر مكتب مبعوثها في العاصمة الأردنية، فتحت الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول دوافع وأهداف ما يسعى إلى تحقيقه غروندبرغ، في تسريبات عن توجهات دولية بتغيير موازين القوى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، جنوب وشرق اليمن.
وتشير تسريبات إلى أن المباحثات التي يجريها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مع قيادات حزبية وشخصيات يمنية أخرى، تستهدف في المقام الأول "السلطة الشرعية وإعادة هيكلية قياداتها"، كواحد من المقترحات قيد النقاش في عمان، بما يمهد لتقييد صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي، وإزاحة نائبه، الفريق ركن، علي محسن الأحمر، لمصلحة نائب جديد تنقل له صلاحيات هادي، عقب ذلك.
"محاولة فاشلة"
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالناصر مودع، أنه ليس هناك أي جديد فيما يتعلق بما تسمى المشاورات التي يعقدها المبعوث الأممي في عمّان.
وقال في حديث لـ"عربي21" إن "المبعوث الأممي مثله مثل سلفه السابق، لم يحقق أي اختراق أو إنجاز حقيقي، فهو بهذه الاجتماعات يحاول أن يُظهر للعالم أنه يعمل، وأن هناك حركة في الملف اليمني".
وأشار الكاتب اليمني: "ما تسرب من أنباء تشير إلى أن هناك فكرة ترعاها الولايات المتحدة وربما بتخطيط إماراتي وبموافقة سعودية على تعيين نائب جديد للرئيس يتولى السلطة الفعلية بدلا عن هادي".
وتابع: "ولذلك، يراد إخراج هذه الفكرة من خلال عقد مثل هذه المشاورات ليقال إنها تمت من قبل الأطراف اليمنية التي تم التشاور معها، وربما سيتم الإيحاء بأن هذه المشاورات أنتجت هذه الفكرة".
وبحسب السياسي المودع، فإن هذا أمر من السهل عمله، من الناحية النظرية، لأنه من السهل الادعاء بان المبعوث الأممي تشاور مع المئات مع اليمنيين، والادعاء أيضا بأنهم يمثلون كل الطيف السياسي اليمني، وأنهم قبلوا أو تفهموا استبدال نائب الرئيس بنائب آخر تنقل له صلاحيات الرئيس.
وأكد الكاتب والسياسي اليمني أنه "من التجربة العملية، نجد أن الأفكار التي تطرح كثيرة، لكن تطبيقها ليس بالأمر السهل، وهذا ما نتوقع لهذه المشاورات".
وعزز توقعه بفشل المشاورات قائلا: "لأن تطبيق أفعال تخل بتوازن القوى على الأرض أمر في غاية الصعوبة، وإن لم يكن مستحيلا".
"دبلوماسية فراغية"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة إن ما يدور في العاصمة الأردنية "جزء من الدبلوماسية الفراغية التي لا تفضي إلا لاستهلاك المزيد من الوقت".
وأضاف لـ"عربي21": "كما أنها لا تعدو كونها محاولة لإحراز نجاح إعلامي للمبعوث الأممي الذي تعثرت مهمته بسبب عدم ثقة الحوثيين فيه ورفضهم مقابلته، رغم أنه التقى بالإيرانيين في طهران والعمانيين في مسقط، إلا أنه لم يتمكن من إقناعهم بالتوسط لدى "جماعة الحوثي".
وبحسب الكاتب والسياسي الزرقة، فإن "غروندبيرغ لم ولن يتحدث عن قيام الحوثيين بإعاقة عمله، ولن يحملهم مسؤولية الفشل في العودة لمسار المفاوضات، بينما سيكتفي باللقاءات مع الأطراف التي ليس لديها إشكالية معه أو مع مسار التفاوض".
"تباين وخطوة مهمة"
من جهته، أكد الصحفي والكاتب اليمني، كمال السلامي، أن المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ، أعلن منذ البداية أنه سيحرص على أن يستمع لكل الشرائح والقوى اليمنية، في محاولة منه لتوسيع قاعدة المعرفة بدهاليز وتعقيدات المشهد اليمني.
وقال في حديث لـ"عربي21": "لقاءاته بالأحزاب والقوى السياسية اليمنية تندرج في هذا الإطار، إلا أنها أيضا تؤكد لنا حقيقة التباين الموجود بين القوى الوطنية نفسها، التي عجزت عن تقديم رؤية موحدة للأمم المتحدة، ما دفع الأخيرة للاستماع لرؤى تلك الأحزاب منفردة"، على حد قوله.
وأضاف أن "تحركات غروندبرغ لا شك مهمة، سيما أنه حاليا يستطلع أساسات التباين بين القوى المؤيدة للحكومة اليمنية"، مستدركا بالقول: "لكنها باعتقادي لن تحقق المأمول، وصعب أيضا بناء إطار نظري شامل، نظرا لاستفحال الخلاف، وعمق التباينات فيما بينها".
ووفق السلامي، فإن "فرصة المبعوث الأممي غروندبرغ تتمثل في وجود زخم دولي مؤيد لإخماد حرب اليمن، للتفرغ لأزمة الحرب الروسية الأوكرانية".
وتابع: "كما أن هناك تقاربا وتصريحات إيجابية متبادلة بين السعودية وإيران، وهذا يعني أن الإقليم يمكن أن يدعم تحرك غروندبرغ نحو السلام".
وأوضح الصحفي السلامي أن "أي حراك يقوم به المبعوث الأممي هو حراك جيد، وخطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أن العقبة الكؤود هي الحوثيون، واستحالة تخليهم عن ما وصلوا إليه"، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيمثل عقبة في طريق أي جهد أممي أو أمريكي أو غربي.
وبعد أسبوع من النقاشات التي دارت في الأردن بين المبعوث الأممي غروندبرغ، وقيادات من أحزاب المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي، والتنظيم الوحدوي الناصري، وشخصيات من كيانات أخرى، من المقرر أن يلتقي بممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، والمنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، في الأيام القادمة.
مشاركة الخبر: