الرئيسية > عربي و دولي
مفاوضات النووي الإيراني تتقدم بهدوء خلف أبواب مغلقة
المهرة بوست - وكالات + عربي 21
[ السبت, 15 يناير, 2022 - 04:09 مساءً ]
تتقدم المفاوضات لإنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني بهدوء خلف أبواب مغلقة في فيينا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن مصدر مطلع قوله إن الكثير من نقاط الخلاف في مفاوضات فيينا قد عولجت "فيما تتباحث الوفود حاليا حول سبل تنفيذ الاتفاق المحتمل".
وأضاف المصدر أن "المفاوضات جارية حاليا حول القضايا الصعبة وكيفية صياغة القضايا التي تم الاتفاق على مبادئها إلى عبارات وإدراجها في الوثيقة".
وتابع: "تمت معالجة الكثير من الأقواس ذات الصلة بالحظر والقضايا النووية والعمل جار حاليا بشكل متزايد على الملحق الثالث حول التنفيذ والتسلسل للاتفاق المحتمل".
وبشأن التسلسل أوضح أن "هذه المسألة تتمثل بالخطوات التي ينبغي أن تتخذها إيران والولايات المتحدة من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق عام 2015، معتبرا أن "هذه الإجراءات بحاجة إلى التحقق منها"، وأضاف: "نحن نناقش التفاصيل وهذا الجزء هو الأصعب والأطول في المفاوضات لكنه ضروري تماما للوصول إلى هدفنا".
من جانبه اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، أن أجواء المفاوضات باتت "أفضل" مما كانت عليه قبل عيد الميلاد، مشيرا إلى "احتمال" التوصل إلى اتفاق في فيينا.
وقال بوريل إثر اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إن "الاجواء أفضل بعد عيد الميلاد. قبل عيد الميلاد كنت بالغ التشاؤم. اليوم اعتقد أن هناك احتمالا للتوصل إلى اتفاق".
وبدأ يتغيّر الخطاب بعد انطلاقة صعبة، فصار يجري الحديث عن "جهود" و"تقدم" و"مسار إيجابي" رغم أن الغرب يواصل استنكار "بطء" المسار في ظل استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي.
"في وقت قصير"
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إمكانية التوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية في فيينا "في وقت قصير"، معتبرا أن الأمر يتوقف على سلوك الأطراف الغربية.
وقال عبد اللهيان في تصريح للإعلام الإيراني بعد انتهاء لقائه مع نظيره الصيني وانغ يي مساء الجمعة: "نستطيع تحقيق اتفاق جيد في فيينا بوقت قصير"، مضيفا أن دور الصين مهم جدا بهذا الخصوص إلى جانب الدور الروسي.
وتابع: "نتمنى أن تواصل الأطراف الغربية المفاوضات في فيينا بنطرة واقعية وبهدف تحقيق اتفاق جيد يضمن حقوق ومصالح الشعب الإيراني وأن تقدم مبادرات وابتكارات".
واعتبر عبد اللهيان أن "المشكلة في الطرف الغربي تتمثل في عدم تطابق ما يقولونه في الرسائل غير الرسمية التي نتبادلها مع واشنطن والترويكا الأوروبية أو الرسائل الشفهية التي نستلمها، مع ما يقدمونه على أرض الواقع".
وأوضح قائلا: "يتحدثون بكلام جيد لكن لا يقدمون أي ابتكارات تنفيذية، وهذا يتعارض مع القلق الذي يبدونه بشأن استعجالهم للتوصل إلى نتيجة".
تفاؤل حذر
وبعد جولة أولى من الجلسات من نيسان/ أبريل إلى حزيران/ يونيو في النمسا، فقد استؤنفت الاجتماعات في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر بين مختلف الدول التي لا تزال أطرافا في الاتفاق الذي يحمل رسميا اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهي الثلاثي الأوروبي ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إضافة إلى الصين وروسيا وإيران.
الهدف هو إعادة واشنطن إلى الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2018، وإعادة طهران إلى احترام التزاماتها التي انتهكتها ردا على إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي كان أبرزها فرض حظر نفطي صارم وأي تعامل مالي مع إيران.
وبدأت المحادثات في أجواء سيئة، لكنها استؤنفت في نهاية كانون الأول/ ديسمبر في مناخ أكثر تفاؤلا. ووصفها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مطلع الأسبوع بأنها "تسارعت"، معتبرا أن "فرص التوصل إلى حل ازدادت".
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، أن "هناك تقدما حقيقيا".
كان ذلك أيضا رأي طهران التي أشادت بالرغبة الحالية لجميع المفاوضين في التوصل إلى "اتفاق موثوق ومستقر".
بالمثل، تراجعت واشنطن عن تشاؤمها الشديد الذي أظهرته في كانون الأول/ ديسمبر، وسجلت على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس تحقيق "تقدم متواضع"، لكنها حذرت من أن "ذلك لا يكفي".
غير أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اعتبر الثلاثاء، أنّ مفاوضات فيينا بشأن ملف النووي الإيراني "بطيئة جدا"، مشددا على أنّ ذلك يهدّد إمكان التوصّل إلى اتفاق في "إطار زمني واقعي".
مشاركة الخبر: