الرئيسية > تقارير
الإمارات تعود مجددًا لاستهداف (المهرة) وتأكيد رسمي وشعبي على مواجهة "المساعي الانقلابية"
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الأحد, 02 يناير, 2022 - 09:08 مساءً ]
لاقى البيان التصعيدي لمليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا، ضد محافظة المهرة، ردود أفعالٍ غاضبة، رسميًا وشعبيًا، وسط تحذيرات من محاولات فوضوية تقودها مليشيا أبوظبي لإسقاط المحافظة.
وأمس السبت، أعلنت مليشيا الانتقالي الجنوبي بالمهرة، خلال ما أسمته "لقاء تشاوريًا" في الغيضة، إنها يسعى"لتجنيد خمسة آلاف جندي من أبناء المهرة كمرحلة أولى (خارج إطار الشرعية)، إضافة إلى تسجيل وفتح معسكرات ومراكز تدريب عسكرية، كما دعا لإغلاق ميناء نشطون ومنفذي شحن وصرفيت، خلال الأيام القادمة، وطرد النازحين من أبناء المحافظات الشمالية.
واعتبر مراقبون من أبناء المهرة أن هذه الدعوات التصعيدية لمليشيا الانتقالي تكشف عن ترتيبات قادمة لإسقاط المحافظة في وحل الأجندة الإماراتية، تكرارًا لما جرى في عدن وسقطرى، في إطار محاربة الشرعية وانتهاك السيادة اليمنية.
وأكد المراقبون أن هذا التصعيد الخطير والذي يرفضه أبناء المهرة جملة وتفصيلًا، هو إعلان حرب شديد الوضوح، يستدعي تحركًا عاجلًا من السلطات المحلية وقبائل المحافظة لإعلان حالة الاستنفار وإفشال المخططات المعادية التي تستهدف المهرة أرضًا وإنسانًا.
وعقب صدور بيان الانتقالي، سارعت السلطة المحلية في المهرة للتحذير من محاولات جر المحافظة إلى مربع الفوضى والصراعات.
وأكدت السلطة المحلية أن أي تجاوزات تضر بأمن واستقرار المحافظة ستواجه بحزم وفقاً والنظام والقانون، تنفيذاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.
لجنة الاعتصام تحذر
من جانبه، أكد ناطق لجنة اعتصام المهرة، علي مبارك محامد، أن أبناء المحافظة سيتصدون لأي مساعٍ مسلحة للانقلاب على السلطة المحلية في المحافظة.
وقال بن محامد، في تصريحات صحفية إن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، يحاول منذ فترة طويلة جر المحافظات البعيدة عن الصراع والخاضعة للسلطة الشرعية إلى مربع الصراع والفوضى، على غرار ما جرى في سقطرى وعدن.
وأشار إلى أن أبناء المهرة ومعهم لجنة الاعتصام لن يسمحوا بالانقلاب على السلطة المحلية وسيواجهون أي تشكيلات عسكرية خارج مؤسسات الدولة تسعى للسيطرة على المحافظة، كما وقفوا سابقاً ضد مشاريع الاحتلال السعودي الإماراتي. مؤكدًا أنهم لن يسمحوا باستقدام أي قوة عسكرية من خارج مؤسسات الدولة إلى المهرة، ولن نسمح ايضاً بأي خطوة لإغلاق الموانئ والمنافذ بالمحافظة.
وأكد بن محامد "أن الإمارات والسعودية وجهان لعملة واحدة وهناك تبادل للأدوار بينهما، وهدفهم في الأساس خلق حالة من الفوضى في المحافظات التي تخضع لسيطرة السلطة الشرعية".
ومضى بالقول: "مثلما سلمت القوات السعودية في سقطرى الملف الأمني بالمحافظة للقوات الإماراتية وميليشياتها، ربما القوات السعودية المتواجدة في المهرة سوف تكرر الخطوة بتسليم الملف للانتقالي، لكننا لن نسمح بأي قوة خارجة عن الدولة باستلام المحافظة".
لن نفرّط بالمهرة
من جهته، أكد السلطان محمد آل عفرار، رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى أن المجلس العام لن يفرط بالمهرة ولن يسمح بانزلاقها نحو الفوضى.
وأكد بن عفرار أن المجلس بكل ثقله لن يسمح لأي مليشيا أن تعبث بأمن واستقرار المحافظة المسالمة، داعيا جميع أبناء المهرة للوقوف صفا واحدا بوجه الفوضى وإفشال المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد المهرة.
ودعا السلطان كافة المواطنين إلى الوقوف مع الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية لتفويت الفرصة على المتربصين بالمحافظة. مؤكدًا أن أبناء المهرة وقبائلها قادرون على إفشال كافة المخططات والمؤامرات وستظل المهرة قبلة لكل اليمنين.
وفي ذات السياق، اعتبر رئيس الدائرة السياسية بالمجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، سعيد عفري، بيان الانتقالي بخصوص المهرة "غير مدروس وبعيداً عن الواقعية وفية جملة من التناقضات".
وانتقد عفري مساعي الانتقالي لفتح معسكرات وتجنيد وتدريب أبناء المهرة، مشيرًا إلى أن المحافظة آمنة ومستقرة ولم تشارك بأي صراع عسكري يمني يمني، لا سابقًا ولا حاضرًا.
واستهجن القيادي في المجلس العام، دعوات الانتقالي لإغلاق ميناء نشطون ومنفذي شحن وصرفيت، مشيرًا إلى أن أبناء المهرة يستفيدوا من هذه المنشآت الحيوية الهامة أكثر من غيرهم.
الإمارات تستلم ملف المهرة
وتعدّ هذه التحركات التصعيدية لمليشيا الانتقالي تأكيدًا للمعلومات التي تتحدث عن تسليم السعودية ملف المهرة للإمارات، تكرارًا لما جرى في محافظة سقطرى.
في ذات السياق، أكدت معلومات مصدرية وصول ضابط إماراتي مع فريق تابع له إلى محافظة المهرة تحت غطاء العمل الإنساني والهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية".
ولفتت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يدشن الفريق فعاليات استخباراتية تحت يافطة العمل الإنساني، إضافة إضافة إلى تجنيد مليشيا تابعة لأبوظبي.
وسبق أن فشلت الإمارات في السيطرة على المهرة، في 2017، كما انفضحت الأجندة السعودية، ولاقت رفضًا شعبيًا واسعًا، وذلك في ظل تنامي الوعي الشعبي لدى أبناء المهرة بحقيقة التحالف السعودي الإماراتي، والذي انحرف عن مزاعم دعم الشرعية، ولجأ لانتهاك السيادة اليمنية والسيطرة على السواحل والموانئ والجزر اليمنية.
حيث حاول القيادي في الانتقالي عبدالله بن عفرار، أكثر من مرة، تكرار سيناريو سقطرى في محافظة المهرة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب وعي أبناء االمحافظة.
ويؤكد مراقبون سياسيون أن الوعي الشعبي في محافظة المهرة، قادر على إفشال مساعي الإمارات ومليشياتها الهادفة لإسقاط المحافظة في وحل الفوضى، وذلك من خلال الاصطفاف الشعبي خلف الأجهزة الأمنية، ورفض دعوات مليشيا الانتقالي الممولة من أبو ظبي.
مشاركة الخبر: