الرئيسية > أخبار اليمن
ماذا يحدث في المملكة العربية السعودية؟
المهرة بوست -
[ الاربعاء, 23 مايو, 2018 - 12:32 صباحاً ]
وضع الكاتب الأمريكي الشهير سايمون هندرسون حملة الاعتقالات التي طاولت شخصيات نسائية سعودية خلال الأيام القليلة الماضية، في إطار يتعارض مع حملة العلاقات العامة التي كان يروج لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على مدى أشهر خلت، والتي كان يرمي من خلالها إلى «إغواء العالم برؤيته (للعام 2030)، لقيام دولة حديثة، وعصرية في المملكة العربية السعودية»، مضيفاً أن «اعتقال ناشطات في مجال حقوق المرأة، لا يوحي بوجود إيمان، أو قناعة في الأجندة الإصلاحية، لابن سلمان، وهي أجندة يغلب عليها الطابع الدعائي»، وفق الكاتب.
وطرح هندرسون تساؤلاً مفاده: «ما الذي يجري في السعودية؟»، شارحاً أن إحدى الإجابات حول هذا التساؤل ترتبط بإمكانية أن يكون ابن سلمان «يرغب في تثبيط أي احتجاجات شعبية، رامية إلى تحقيق تغييرات إضافية، سواء على الصعيد الاجتماعي، أو السياسي». هذا، ونقل الكاتب عن مسؤول أمريكي قوله إن «(حملة) الإعتقالات تعكس أسلوب الأمير (ابن سلمان) الشخصي، حتى ولو لم يكن اسمه مرتبطاً بتلك الاعتقالات بشكل علني».
ورجّح هندرسون، تحت عنوان: «المملكة العربية السعودية تفرمل مشروع الإصلاحات»، أن يكون البرنامج الإصلاحي لابن سلمان، قد «أثار معارضة داخل المجتمع السعودي، الذي يهيمن عليه الذكور»، والذي «يتبع تفسيراً صارماً لتعاليم الدين الإسلامي»، مبيناً أن «الحاجة الواضحة لاعتقال الناشطات، تشي بأن ابن سلمان، يضطر إلى إعادة النظر في خططه (الإصلاحية) الكبرى»، في
إشارة إلى وجود مخاوف لدى ولي العهد السعودي من سرعة وتيرة التغييرات التي أرساها داخل المملكة.
وفي هذا الإطار، استعرض هندرسون صورتين متداولتين عن الأمير الشاب في أوساط مواطنيه، كلاهما تشبهانه بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ذلك أن إحداهما ترى فيه الوجه «الجيد» في صدام حسين، الذي شكل «قوة دفع لتحديث بلاده في سبعينيات القرن الماضي»، فيما الأخرى تخلع على الأمير السعودي الوجه «المخيف»، و«عديم الرحمة» للرئيس العراقي السابق في ثمانينيات، وتسعينيات القرن الماضي حين دخل حرباً ضد إيران، والكويت على التوالي، لافتاً إلى أن بعض السعوديين «يخشون تحول ابن سلمان على المنوال نفسه».
ومن هذا المنطلق، أورد الكاتب رواية يجري تداولها عن ولي العهد السعودي، تدور حول قيامه قبل نحو 10 أعوام، حين كان يبلغ من العمر زهاء 22 عاماً، بتهديد أحد القضاة السعوديين الذي رفض التوقيع على إحدى المعاملات القانونية التجارية لصالح ابن سلمان، بدعوى عدم قانونيتها، حيث بادر الأخير إلى تخيير القاضي بين التوقيع، أو الموت، إثر وضعه رصاصة على الطاولة، قائلاً: «سوف توقع، وإلا فإن هذه (الرصاصة) لك»، علما بأن تلك الواقعة كانت خلف قرار الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بإبعاد ابن سلمان عن الديوان الملكي.
وألمح هندرسون إلى إمكان وجود خلفيات عدة كامنة، خلف سلسلة الاعتقالات الجارية بحق ناشطات سعوديات، مشدداً على أن القصة المشار إليها أعلاه، شأنها شأن العديد من القصص المشابهة حول ابن سلمان، تحمل دلالات على وجود «انتفاضة ملكية»، تهدف إلى «إعادة تشكيل المملكة بصورة عاجلة».
وتابع الكاتب أن «فرضية وجود معارضة لابن سلمان، برزت خلال فعاليات انعقاد القمة العربية، الشهر الماضي»، والتي استضافتها المملكة العربية السعودية، في مدينة الظهران، كون تلك القمة عمدت إلى انتقاد توجهات الإدارة الأمريكية حيال القضية الفلسطينية، رغم مقاربة ابن سلمان التي تميل إلى القول إن تلك القضية لم تعد تندرج ضمن أولويات اهتمامات المواطنين السعوديين. وبحسب الكاتب، فإن «ولي العهد ربما يعتقد أن حركة الإصلاح التي بدأها، قد خرجت عن سيطرته»، أو أنه «قد تحرك بسرعة فائقة، على نحو أزعج أفراد النخبة القديمة (داخل الأسرة والمؤسسة الدينية)، الذين يحتاجون في الوقت الراهن إلى أن يصار إلى استرضائهم».
كذلك، «قد يكون والده (الملك سلمان)، قد نصحه، أو طُلب إليه أن ينصحه بأنه يتعين عليه أن يبطىء» من وتيرة مشروعه الإصلاحي.
وأكمل هندرسون أن ولي العهد السعودي «بات يكتسب سمعة اتخاذ القرارات السيئة»، والتي شملت حرب اليمن، وأزمة احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والنزاع مع قطر، علاوة على قرار اعتقال زهاء 400 من الأمراء، وكبار رجال الأعمال، بتهم فساد، موضحاً أن «بوادر محرجة عن التهور المشين لمحمد ابن سلمان، تواصل الظهور تباعاً».
وتابع الكاتب أنه «يبدو أن ابن سلمان لا يكترث حقاً بالتغيير. فاعتقال الناشطين هو الأسلوب الذي عملت به المملكة العربية السعودية، وسوف تعمل به»، حيث تم اعتقال العشرات من النساء في العام 1990، بسبب قيامهن بقيادة السيارات في الرياض، على غرار ما يجري حالياً.
ختاماً، ذهب الكاتب إلى أنه «كان من المفترض أن تكون المملكة العربية السعودية مختلفة اليوم»، بوجود ابن سلمان، الذي كان بدوره يفترض أن يكون «مختلفاً» عن أسلافه، إلا أن «آمال العالم، المعقودة عليه من أجل إقامة المملكة العربية السعودية الحديثة»، وبعد حملة الإعتقالات الأخيرة، قد باتت «موضع شك».
مشاركة الخبر: