الرئيسية > أخبار اليمن
«ميدل إيست مونيتور»: إغلاق الحوثيين لـ«باب المندب» يخدم السعودية (ترجمة خاصة)
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 22 مايو, 2018 - 10:48 مساءً ]
استبعدت صحيفة «ميدل إيست مونيتور»، تنفيذ الحوثيين لتهديداتهم بإغلاق مضيق باب المندب.
واوضح الباحث في مركز الأمن الداخلي الإقليمي، بمعهد السلام والدراسات بالهند ، «بيتر جان دوك» ، في مقال له، أن "إغلاق المضيق سيؤلب الدول الغربية عليها، وستنقلب المعركة لصالح السعوديين، مطالبا إياهم بضرورة التريث واصفا القرار بغير الحكيم".
وأضاف الباحث وفق ما ترجمت «المهرة بوست»، أن "الحوثيين استهدفوا على مدار السنوات الماضية العديد من السفن في مضيق باب المندب، وفي يناير الماضي هدد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الاعلى لجماعة الحوثيين في صنعاء "صالح الصماد" الذي اغتالته مقاتلات التحالف اواخر الشهر الماضي ، بإغلاق المضيق بأكمله".
ويعد مضيق باب المندب ذا أهمية استراتيجية بالنسبة للغرب، حيث ينقل نحو 4 ملايين برميل نفط يوميا خلاله، وحصار المضيق بشكل كامل سيضر بالاقتصاد الأوروبي إلى حدٍ بعيد، ورغم تهديدات الحوثيين في يناير الماضي، إلا أن قرار حصار المضيق قرار غير حكيم من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للحوثيين وداعميهم الإيرانيين.
وبصرف النظر عن الجدل حول قدرة الحوثيين على الإغلاق المضيق، فإن حصار المضيق بشكل كامل لا يخدم المصلحة الجماعية ومصلحة الحوثيين بصفة خاصة، فرغم مبيعات الأسلحة الغربية للسعودية والدعم اللوجيستي إلا أن مشاركة الغرب في الحرب كانت محدودة للغاية، في الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون على معارك العلاقات العامة في الغرب، كما تسيطر الانتهاكات التي ترتكبها السعودية في حق المدنيين الخطاب السائد في الإعلام الغربي، حتى أن جماعات ححقوقية قدمت طلبات ونظمت وقفات لمنع بيع الأسلحة للمملكة.
وأشار الكاتب، إلى أن الحصار على المضيق، سيؤدي إلى تغيير الديناميكيات الحالية والتي هي في صالح الحوثيين حالياً. وبسبب التكاليف الاقتصادية للحصار، سيتوقف الضغط على المملكة العربية السعودية، وسيتم وضع الصراع في مرتبة عالية على الأجندات الغربية، وبالتالي يمكن أن يمهد الطريق للمواجهة الغربية مع الحوثيين، وهو من المحتمل أن يؤدي إلى قلب ميزان القوى لصالح التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ومن الممكن أن يؤدي الحصار المحتمل إلى تشويه سمعة الحوثيين في الخطاب الشعبي الغربي، مما يضفي الشرعية على الجهود السعودية ضد الجماعة وخطابها عن «إرهاب الحوثيين».
أما الفكرة القائلة بأن تضييق الحصار على المضيق، سيضر بالسعودية وسيجعل القوى الغربية تضغط عليها، بعيد عن الفهم الصحيح لمجريات الأحداث على أرض الواقع، فدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة لديها حوافز قوية لتجنب الصراع مع الرياض، كما أن الصلة بين الحوثيين والإيرانيين الراعي الرئيسي لهما، تجعل من وقوف البيت الأبيض بجانب الحوثيين أمرا مستحيلا، ومضيفا: إن هجم أو فكر الحوثيين في الهجوم على السفن الغربية في مضيق باب المندب، لن يكون امام القيادة السياسة الغربية خيارا سوى شن عمل عسكري ضد الجماعة وإرهابها، وهو ما حدث في 2016، عندما ردت الولايات المتحدة عملا عسكريا ضد الحوثيين بعد أن استهدفوا دون نجاح سفينة أمريكية في المضيق.
وعلى المستوى الإيراني لن ياتي إغلاق مضيق باب المندب في صالح طهران، والتي تزود الحوثيين بالصواريخ المضادة للسفن والألغام البحرية لعرقلةا لحركة في المصيق، فبغض النظر عن حقيقة أن الجمهورية الإسلامية لن تعترف أبدا بالمسؤولية عن إغلاق المضيق، إلا أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية سيشرون إليها بأصابع الاتهام، وهو ما سيمكن أشخاصا مثل جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي من تصعيد دعواته لتغيير النظام في طهران.
ومع خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، أصبحت طهران أكثر اعتماداً على الدول الأوروبية لإنقاذ الصفقة والاحتفاظ ببعض الاستثمارات الأجنبية داخلها، موضحا أن الارتباط بمناورة من شأنها الإضرار بالاقتصاد الأوروبي ستعرض للخطر هذه العلاقة الحاسمة.
وعلاوة على ذلك، فإن السياسة الإيرانية تجاه مضيق هرمز، أكثر أهمية بالنسبة للاقتصاد العالمي، ورغم تهديداتها المسترمة بإغلاق المصيق، إلا أنها لم تنفذ أيا من تلك التهديدات.
وختم الكاتب، في النهاية بدعوته إيران والحوثيين للاتزام بسياستهم الحالية، بعدم استهداف أي سفن تمر في المضيق، حتى لا يتم تصعيد الصراع.
مشاركة الخبر: