قطع كابل الألياف يعزل حضرموت وشبوة عن خدمات الإنترنت     تقرير أممي: تسجيل أكثر من 63 ألف إصابة بالكوليرا والحصبة والدفتيريا خلال العام الماضي باليمن     مقتل ثلاثة جنود من قوات الانتقالي في هجوم للحوثيين بالضالع     "تايكواندو المهرة" يجري قرعة البطولة التنشيطية وينظم الاستعدادات الأولية     البنك المركزي بعدن يحذر من التعامل مع أي عملة قد تصدر من صنعاء     الحرب على غزة.. ارتفاع عدد الشهداء والاحتلال يعلن مقتل مزيد من جنوده     السلطة المحلية بالحديدة تشكل خلية لمجابهة "سوء التغذية"     مرصد حقوقي: بتر قدم مزارع نتيجة انفجار جسم حربي جنوب الحديدة     أسطول روسي يعلن عبور عدة سفن حربية تابعة له مضيق باب المندب     بالصور.. وكالة تكشف تفاصيل جديدة عن بناء الإمارات مهبط طائرات في سقطرى     هولندا تنشر فرقاطة لحماية الملاحة في البحر الأحمر من الهجمات الحوثية     واشنطن تعلن تدمير أربع مُسيّرات حوثية كانت تستهدف إحدى سفنها الحربية في البحر الأحمر     موسكو تبحث مع غروندبرغ سبل حل أزمة اليمن والتصعيد في البحر الأحمر     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وضباب أو شبورة مائي     صحة غزة تعلن ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 32 ألفا و490 منذ أكتوبر    
الرئيسية > أخبار اليمن

الإعصــار يشعل الصراع بين السعودية والإمارات على جزيرة سقطري


مظاهرات لأبناء جزيرة سقطرى .. الجزيرة آمنة لا تقبل الصراع المسلح ( ارشيفية )

المهرة بوست -
[ الثلاثاء, 22 مايو, 2018 - 08:10 مساءً ]

لم تكن الخلافات الأخيرة بين الإمارات والحكومة اليمنية على جزيرة سقطري، لتمر مرور الكرام على المملكة العربية السعودية.

ورغم محاولة المملكة احتواء الأزمة بين الإمارات واليمن، إلا أن العديد من التقارير كشفت عن نزاع خفي بين أبوظبي والرياض لبسط النفوذ على الجزيرة.

ومؤخرًا تصاعدت حدة الأزمة بين اليمن والإمارات بعد تدخل الأخيرة في جزيرة سقطرى، وإرسال قوات عسكرية في الجزيرة دون التنسيق مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً .

واعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إرسال الإمارات قوات عسكرية إلى جزيرة سقطرى اليمنية الإستراتيجية الواقعة في المحيط الهندي على بعد 300 كم من سواحل محافظة المكلا الجنوبية عملا عدائيا يستهدف سيادتها على ترابها الوطني. 

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن الوجود العسكري الإماراتي في كافة المحافظات اليمنية المحررة، بما فيها سقطرى، يأتي ضمن مساعي التحالف العربي لدعم الشرعية في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ اليمن.

انسحاب الإمارات
 

ونشب توتر بين الحكومة اليمنية والقوات الإماراتية عقب وصول 5 طائرات عسكرية على متنها دبابات وعربات ونحو 100 جندي إلى جزيرة سقطرى في ظل وجود رئيس الوزراء وأعضاء من الحكومة، وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية "أمرا غير مبرر"، مؤكدة أن تلك القوات سيطرت على منافذ المطار والميناء، وأبلغت الموظفين هناك بانتهاء مهامهم".

ومع تفاقم الأزمة وصلت لجنة عسكرية سعودية،  الأحد 13 مايو، إلى الجزيرة، في ثاني محاولة تبذلها الرياض لاحتواء التوتر بين الحكومة اليمنية والإمارات العربية المتحدة.

وأعلن "التحالف العربي" لدعم الحكومة اليمنية، أن قوات سعودية وصلت إلى محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية لمساندة القوات الحكومية، بعد أيام من التوترات بين تلك القوات وأخرى تابعة للإمارات.

وبعدها اجتمع رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، مع رئيس اللجنة السعودية اليمنية اللواء أحمد الشهري، المكلفة بتطبيع الأوضاع في محافظة أرخبيل سقطرى، ثم أعلن انتهاء أزمة الجزيرة بين بلاده والإمارات العربية المتحدة، عقب وساطة سعودية.

وكشفت الوكالة، الأحد الماضي، عن اتفاق يقضي بسحب القوات الإماراتية من محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية الاستراتيجية.

وذكرت أن الاتفاق يشمل "البدء بتنمية وإغاثة شاملة لسقطرى، تشمل كل المرافق الخدمية والحيوية وفِي كل المديريات والجزر بدعم من المملكة العربية السعودية".

وغادر السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، مساء الخميس، بعد ساعات من مغادرة أغلب القوات الإماراتية الجزيرة على متن ثلاث طائرات عسكرية.

صراع الرياض وأبوظبي
 

قالت صحيفة الاندبندنت إن "تواجد القوات السعودية في جزيرة أرخبيل سقطرى اليمنية يعد احتلالا في الحال للجزيرة بدلا عن القوات الاماراتية التي استقدمتها أبوظبي مطلع مايو الجاري وغادرتها مؤخرا".
 
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها إنه "ومع بدء المملكة العربية السعودية بتأكيد نفسها على الجزيرة، أصبحت طموحات الإمارات الهادئة في هذا الجزء من العالم تواجه تحديات مباشرة".
 
وأضافت أن "السعودية والامارات تناضلان من أجل السيطرة على جزيرة سقطرى التي وصفتها بجنة اليمن"، مشيرة إلى أن "تواجد القوات السعودية في الجزيرة يعد احتلالاً آخر".
 
وأوضحت الصحيفة أن الإمارات عملت من خلال "مزيج ذكي من قواتها الصلبة والناعمة على تغيير حياة سكان سقطرى وجنوب اليمن بشكل سريع".
 
وتابعت الاندبندنت: "أصبحت سقطرى، مركز هذا الصراع الجديد على السلطة، والتحدي الحقيقي الأول أمام الإمارات العربية المتحدة، التي تسعى جاهدة لإنشاء إمبراطورية عسكرية في القرن الحادي والعشرين تنافس الهيمنة الإقليمية للمملكة العربية السعودية، وتمتلك سقطرى الآن مفتاح مستقبل الائتلاف العربي ومستقبل اليمن".
 
وذكرت أن "المحادثات التي جرت على مدى عدة أيام بعد أن طلبت اليمن رسميًا تقليص التواجد العسكري لدولة الإمارات العربية المتحدة لم تكن جيدة النتائج، حيث هبط السعوديون بطائرة أخرى تحمل قوات عسكرية".
 
وقد ظهرت صور للدبابات الإماراتية والعربات المدرعة التي يتم تحميلها على طائرة شحن عسكرية من طراز C-17 وليس من الواضح أن المملكة العربية السعودية لا تزال في الجزيرة.
 
وطالبت " الإندبندنت " بالحصول على معلومات  من الرياض أو عدن أو أبو ظبي ولم يتم الرد عليها.
  
وقالت إن "السعوديين يبدون عازمون على البقاء"، مشيرة إلى أنه يوم الخميس الماضي أعلن السفير السعودي في اليمن ، محمد الجابر أن بلاده ستغطي جميع احتياجات الماء والكهرباء في الجزيرة من الآن فصاعدا، وهو الدور الذي كانت تشغله في السابق دولة الإمارات العرية المتحدة.
 
وأوردت أنه في حفل تمت تغطيته من قبل وسائل الإعلام السعودية، وضع جابر حجر الأساس لثلاث آبار جديدة في مدينة حديبو الرئيسية، وهي الأولى من بين عدة مشاريع إنشائية تم التخطيط لها.
 
وقال المتحدث باسم الائتلاف تركي المالكي لوسائل الاعلام في تصريحات بثتها قناة العربية التلفزيونية السعودية إن سقطرى  تجري إدارتها "بالتنسيق" بين الحكومة اليمنية والرياض وأبوظبي.
 
وأصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تطرح علنا المواجهة باستثناء قولها إنه "ليس لديها طموحات في اليمن الشقيقة أو أي جزء منها" ، بيانا في الأسبوع الماضي يشرح بالتفصيل "عقدين من التطوير والدعم" التي قالت إنها قدمتها للجزيرة .
 
وذكرت الصحيفة أن الاستياء من الدور السعودي والإماراتي في حرب اليمن المعقدة التي دامت ثلاث سنوات على الجزيرة وبر اليمن  الرئيس لا يزال على الرغم من حقيقة أن السلطات رسمت خطا تحت حادثة سقطرى.
 
وقالت الدكتورة إليزابيث كيندال من جامعة أكسفورد إن المهرة التي تسكنها القوات السعودية منذ ديسمبر من العام الماضي أصبحت متوترة وأكثر.
 
وتدعم الاضطرابات حقيقة عدم وجود تفاصيل عن الصفقة المحتملة التي تم إبرامها في الجزيرة، وعلى الرغم من التصريحات المثيرة للقلق والدعوات من وزارة الخارجية الأمريكية وتركيا ومكتب مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة في اليمن إلى "إزالة التصعيد" ، فإن استنتاجات  التحالف العربي ما زالت غير معروفة-  حسب الصحيفة.
 
وأضافت كيندال: "أشك في أن يتخلى" السقطريون "عن الائتلاف، على الرغم من الإدعاءات الحالية بأنه تم التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى رحيل القوات الإماراتية من الجزيرة"، مشيرة إلى أن القضية سلطت الضوء أيضًا على العديد من خطوط الصدع الائتلافية.
 
وقالت إنه في الجزيرة نفسها، أعرب العديد من السكان عن ارتياحهم لأن التوترات في الأسابيع القليلة الماضية قد خفت، لكن حتى لو تم الإعلان الآن عن وجود مسؤولين سعوديين أو إماراتيين لمجرد مصالح إنسانية أو تنموية، فإن السقطريون يدركون تمامًا أن جنتهم المنعزلة منذ فترة طويلة لم تعد آمنة من تقلبات حرب اليمن وطموحات لاعبيها.
 
أهمية الجزيرة
 
وجزيرة سقطرى هى أكثر مناطق العالم غرابةً، وأجمل جزيرة في العالم، و"الأرخبيل البكر" الذي يبحث عمن يستغل ما يحتويه من تاريخ ومعادن وجمال.

وسقطرى، أرخبيل مؤلف من أربع جزر، تقع في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي، وعلى مقربة من خليج عدن. تفصلها مسافة 300 كم عن الساحل اليمني، في حين تبعد مسافة 350 كم عن شبه الجزيرة العربية جنوباً.

ويضم الأرخبيل: جزيرة سقطرى، ودرسة، وسمحة، وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين.

صُنفت بأكثر مناطق العالم غرابة، وكأجمل جزيرة في العالم، فقد لُقِّبت بـ"عذراء اليمنالفاتنة" و"جزيرة البخور" و"جزيرة النعيم" و"جزيرة البركة" و"جزيرة اللؤلؤ" و"جزيرة اللبان" و"جزيرة دم الأخوين".

وتُعدّ الجزيرة من كبرى الجزر العربية؛ حيثُ يبلغ طولها 125 كم، في حين يصل عرضها إلى 42 كم، ويصل طول شواطئها إلى 300 كم، وقد بلغ عدد سكان الجزيرة نحو 135 ألف نسمة، وذلك بحسب الإحصائية المتوافرة لعام 2004.

عُرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد بكونها أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة، ولذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع، التي كانت تُستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم، حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركة من الآلهة.

ونظراً لأهمية الدور الذي أدته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ، فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء، واستمرت أخبارها تتواتر على مر العصور التاريخية المختلفة.

تُعتبر سقطرى من أهم الجزر في العالم، وهي مُسجلة عالمياً في اليونسكو؛ لكثرة التنوع الحيوي والبيولوجي فيها.

وتلقب سقطرى بـ"الجزيرة العذراء"؛ فهي تضم 680 نوعاً من النباتات النادرة والمشهورة والعطرية والدوائية، وتعدّ أكبر مستوطَن لـ270 نوعاً من النباتات تنفرد به عن بقية مناطق العالم.

وتحتوي على أشجار ونباتات قديمة جداً ومعمرة تبلغ أعمار بعضها أكثر من 20 مليون سنة، بحسب الباحثين والعلماء.

التحالف العربي
 

وقال الدكتور أحمد قاسم السياسي اليمني وأحد أهالي الجنوب، إن ما يحدث في الجنوب اليمني لن يؤثر على التحالف العربي المقاتل في اليمن، فالتحالف وتماسكه أكبر مما يحدث في سقطرى ومدن الجنوب، والسعودية القائدة للتحالف تعرف ذلك جيدا.

وأوضح السياسي اليمني في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن حزب التجمع اليمني للإصلاح هو من يبث شائعات التوتر اليمني- الإماراتي، قائلا: الخلاف في الجنوب بين التجمع اليمني والإمارات، وليس مع الحكومة اليمنية.

 وتابع: التجمع اليمني لا يريد الإمارات، فمن وصف سيطرة الإمارات على الجزيرة بالاحتلال هو التجمع وأعوانه.

وكانت الحكومة اليمنية أصدرت بيانا قالت فيه إن سيطرة الإمارات عسكريا على سقطرى غير مبررة، وإن استمرار الخلاف بين الشرعية والإمارات أثر سلبا في الشارع اليمني، وأكدت أن تصحيح الخلل في العلاقة بين الشرعية اليمنية والإمارات مسؤولية الجميع.

وأوضحت الحكومة أن ثلاث طائرات عسكرية إماراتية ودبابات وأكثر من خمسين جنديا وصلوا إلى سقطرى التي تبعد نحو 350 كيلومترا عن السواحل الجنوبية لليمن في المحيط الهندي، وأن القوات الإماراتية سيطرت على منافذ المطار والميناء، وأبلغت الموظفين هناك بانتهاء مهامهم.

وبدأ الخلاف بين الحكومة اليمنية والإمارات يتفاقم منذ عام؛ بعد إقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي لمحافظ عدن المحسوب على أبوظبي، عيدروس الزبيدي، في حين اتهم عدد من الوزراء في الحكومة الشرعية، لأول مرة، الأشهر الماضية، الإمارات بدعم ما أسموها بالجيوش المناطقية خارج إطار الدولة.

يشار إلى أنه منذ مارس 2015، يشهد اليمن قتالاً بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف تقوده السعودية، ومليشيا الحوثي.

وأدّت الحرب إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تشريد نحو ثلاثة ملايين آخرين، وفق تقارير أممية.

ويقاتل التحالف، الذي تقوده السعودية باليمن، الحوثيين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من البلاد في سلسلة عمليات، أواخر عام 2014.

وتشارك الإمارات إلى جانب السعودية في الحرب التي تدخل عامها الرابع، والتي تسبّبت بمقتل آلاف المدنيّين، وفق منظمات دولية وحقوقية.



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات